الجزء 9

28 5 0
                                    

12


رجعت سعاد إلى شقتها، قامت بترتيب المنزل وترتيب المواد الغذائية التي اشترتها، ثم ذهبت إلى زبيدة، وطلبوا الغداء على أن يأتي في موعد وصول زوجها من العمل.

بعد تناولهم وجبة الغداء، جلست سعاد مع زبيدة وزوجها تتلقى منهما النصائح والإرشادات، أنصتت لهما كالتلميذ المطيع، وعند التاسعة مساءً، غادرت بعد أن اتفقت معها زبيدة أن تقوم بتوصيلها غدًا، حتى يتم ترتيب وسيلة مواصلات لها.

دخلت إلى شقتها وعلى الفور توجهت إلى الحمام ووضعت نفسها تحت الدش، ثم خرجت واستلقت على فراشها، كانت فرحتها تأخذها وتُحلق بها في السماء.

استعادت أمام عينيها أحداث اليوم، وقبل أن تُغمض عينيها وتستسلم إلى النوم، استوقفها سؤال:

لماذا لم تُخبر زبيدة بالحقيقة عندما سألتها عن سبب اختيار هشام لها؟

لقد لاحظت بإحساس الأنثى نظرات هشام لها، كما لاحظت في صوته نبرة استجداء لأن تقبل بالوظيفة، بل إنها كادت تسمعه يقول لها:

"هل سأراكِ غداً؟"

شردت وهمست لنفسها:

- رجلان متزوجان، عبد الكريم وهشام، عبد الكريم عندما جلست معه شعرت بحسِّها الأنثوى أنه يراها فقط بعينيه كلوحةٍ جميلة، أمَّا هشام فنظر إليها ليس فقط بعينيه وإنما أيضًا بمشاعره، فرأها أمامه إمرأة، بل وكأنها المرة الأولى التي يرى فيها إمرأة.


ثم سألت نفسها في حيرة:

" أتُرى السبب في ذلك هو الاختلاف بين عبد الكريم وهشام، أم هو الاختلاف بين زوجة عبد الكريم وزوجة هشام؟ "


---------------


13


على وجبة العشاء، اجتمعت أسرة شيرين حول الطاولة، كان اجتماعهم بالأجساد بينما العقول والمشاعر في مكانٍ آخر.

جلست شيرين شاردة، فقد كانت مقولة أحمد:

"بل رأيتُ ماذا نفعل نحن بأنفسنا"

لم يزل يتردد صداها في أذنها.

كانت تمسك بيدها قطعة من الخبز، تقطعها إلى لقيمات صغيرة ولا تأكلها، وبين الحين والآخر تردد لابنتها بصورة آلية كلمات لتَحثها على الانتهاء من طعامها دون أن تنظر إليها.

عندما انتهوا من العشاء الذي لم تتناول منه شيئًا، قامت ورتبت الطاولة، ولم تلحظ أنَّ هشام أيضًا لم يتناول من الطعام شيئًا، بل أنَّها لم تلحظ أنه كان أكثر منها شرودًا.

لقاء في الغربة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن