بقلب حائر وافكار مشتته توقف امام باب شقتها بعد أن استدل عليها من البواب القاطن بالاسفل ليرفع يده سريعا وهو يدق عليه بهدوء عكس مابداخله.
فتحت الباب ببطئ وهي تتطلع له بصدمة لتقول بتوتر بعد صمت دام طويلا : انت !!!
...... انا آسفة يابشمهندس اتفضل ...انا بس اتفاجئت من وجود حضرتك هنا.
حرك نظره من عليها بصعوبة بعد أن رأها ترتدي ذلك القميص الابيض وشعرها الذهبي الذي يتحرك حولها بحرية.
انتبه لملامحها ووجهها الاحمر وعيونها المنتفخة من البكاء
،تحرك للداخل لتترك الباب مفتوح قليلا وتحركت نحو الصالون ليتحرك خلفها ببطئ حتي جلس علي أحد المقاعد وهو ينظر للشقة حوله بااستغراب ..نظرت هي له بتوتر لتلفت انتباهه لها وهي تقول : اا..تحب تشرب ايه ؟!
شهاب باابتسامة : لا ابدا ...انا بس عاوز اتكلم معاكي شويه ....من فضلك اقعدي!
جلست علي الأريكة المقابلة له بتوتر واضح بشدة لينظر لها بشك وهو يسألها مستفهماً : مشيتي ليه من الشركة ...وليه مقولتليش انك ماشيه .
نظرت له بحزن لتقول متلعثمة : اا اصل ....انا ..كنت تعبانه ...فغصب عني ...اضطريت امشي....انا آسفة بس انا بلغت مستر مازن اني ماشية وهو سمحلي...
شهاب بجدية : طيب ومبلغتنيش انا ليه ....هو انتي شغاله معايا ولا مع مازن؟! داليدا بجدية : مع حضرتك طبعا ...بس .
شهاب مستفهما بعد سكوتها : بس ايه كملي ...
داليدا بسرعة : حالة حضرتك مكنتش تسمح اني ادخلك عشان استأذن امشي من الشركة ...وحضرتك كنت مانع ان حد يدخلك .....
شهاب بتفكير : متأكده أن ده السبب .....ولا انتي زعلتي عشان اتعصبت عليكي وطردتك من المكتب .
دليدا رفعت نظرها لشهاب بسرعة لتجده ينظر لها بثبات لتتحدث قائلة : لا ...ابداً ....انا....
شهاب باعتذار : داليدا انا اسف اني اتعصبت عليكي واحرجتك بالشكل ده ....بس صدقيني كنت مصدوم من اللي حصل ومش قادر استوعب ازاي بعد كل التعب ده والمجهود اللي الشركة كلها عملته والتصاميم والرسومات اللي كنت واثق منها 100٪ كل ده راح في ثانية والمناقصة رست علي حازم .
شعرت هي بعذاب الضمير عندما لمست نبرت صوته الموجعة بعد فقدانه تلك المناقصة وبسببها ، حاولت الاعتراف له واخباره بما اقترفته في حقه وحق زملائها فهي من اهدت مجهودهم للعدو بكل سهولة.
توقفت في جلستها لتقول بتلعثم : باشمهندس شهاب ...انا ...انا آسفة صدقني مكنتش اقصد ولا عارفه ازاي عملت كده ...انا
شهاب مقاطعا : اهدي ياداليدا ....انا بجد متأسف اني اتعصبت عليكي كده بس صدقيني لو كنتي فضلتي واقفه ...كنتي هتزعلي اكتر ....انا عارف نفسي....المهم في حاجة عاوز أسألك عليها من اول ماوصلت هنا بصراحة ....انتي تعرفي حازم منين ؟!!!!
في تلك اللحظة شعرت بغياب الهواء عنها لتجلس مرة اخري علي الأريكة وهي تفرك مقدمة رأسها بتوتر لتسأله بهدوء : ازاي يعني اعرف حازم مش فاهمه ؟!
شهاب بجدية وهو يقف من جلسته ليتحرك حولها بالمكان : اصل أنا متأكد أن دي شقة حازم وأهله القديمة ....وانتي بقالك شهر واحد في القاهرة ....مستغرب وصلتي للشقة دي ازاي ....واشمعنا حازم بالخصوص ...صدفة يعني ولا !
داليدا بتوتر : اها صدفة ....الحكاية كلها ابتدت يوم مانزلت القاهرة وحازم خبط عربيتي بدون قصد و...........قصت داليدا لشهاب جميع ما حدث معها منذ أن وصلت القاهرة وكيف تعرفت علي حازم ومساعدته لها.
شهاب بشك : سبحان الله ...صدف غريبة ...تقابلي حازم ويساعدك ...ده اللي هو مبيساعدش نفسه أساسا....وتشتغلي في شركتي اللي هي المنافسة لحازم.....
داليدا وهي تتحرك من جلستها بسرعة نحو المطبخ : انا هعمل عصير ...تشرب معايا.
شهاب بجديه وهو يتوقف من جلسته : لامتشكر.... انا لازم اروح ارتاح بعد اللي حصل النهاردة واهو افكر هنحل مشكلة المناقصة دي ازاي.....اشوفك الصبح أن شاء الله ...سلام ..
تحركت خلفه حتي وقفت خلف الباب ليتوقف هو خارجا وهو ينظر لها نظرات لم تفهمها ليقول بجدية : اقفلي الباب كويس ومتفتحيش تاني لحد بلبسك ده.
انهي كلماته ليتحرك من أمامها بسرعة ، لتقف هي شاردة تفكر في كلماته الأخيرة لها بتعجب اغلقت الباب وهي تتنهد براحه قبل ان تسقط خلفه أرضا بعد أن كادت تخونها قدمها أكثر من مرة أمامه.
🏵️🏵️🏵️🏵️🏵️
كان متجهاً لسيارته حينما رأي شهد تحمل بعض الأكياس متجهه نحو البنايه التي يقطنو بها .
قرر اللحاق بها والتشفي منها ورؤية الحسره في عينها علي أخذه تلك الصفقة التي كانت تعني لهم الكثير ، اقترب منها وابتسامته العريضة تزين محياه : ازيك يا شهد .
نظرت له بطرف عينيها ولم تعطه اي اهتمام لتتخطاه مكملة سيرها ،زادت ابتسامته اتساعا ليكمل بسخريه : وأخبار شهاب اي ؟ يارب تكون نتيجه المناقصه عجبته .
نظرت له شهد باستهانه من أعلي كتفها دون الالتفات له : شهاب كويس ، ومش حتة مناقصه اللي هتكسره .
ضحك عاليا ليمسح دموع وهميه من شدة الضحك : متأكده ان المناقصه لما رست عليا مكسرتهوش !!
التفت له بكامل جسدها وهي تنظر له بحده: ايوه متأكده ، زي ما متأكده انك مأخدتش الصفقه دي بمجهودك .
ابتسم لها بشر : مش هنكر ... انا فعلا مأخدتهاش بمجهودي .... واخدتها بتصاميمكم .
شهد بصدمه : تصاميمنا ؟؟؟
ليضحك حازم بشر : أيوه تصاميمكم .... انتي فاكره ان اخوكي لما يطرد طارق انا مش هعرف عنه حاجه وكده قطع عيني اللي في شركتكم .... انا عيوني كتير .... واحذروا مني .
شهد بغضب : انت اي ؟؟ ..... شهاب عملك اي عشان تعمله ده كله !! ...... انت انسان حقود وعمرك ما هتتقدم خطوة ......والصفقه اللي انت فرحان بيها دي اشبع بيها ..... الحمد لله ربنا مميزنا عنك ومميز شهاب عنك ..... عارف الميزه في اي .... الميزه في ان شهاب راجل بتاع شغل بيعرف يجيب شغل من الهوا وكله بمجهوده ، مش بيسرق مجهود غيره ..... سلام يا ..... يا حرامي .
شعر ببروده اجتاحت أطرافه وكأن دلوا من الماء البارد سكب عليه ، اراد اغضابها والتشفي منها ولكنها صعقته .
االتفت لترحل ولكنها وجدت شهاب يقف بسيارته أمامه وهو ينزل منها مسرعا
بغضب محاولا الوصول لحازم ليلكمه : انت مالك ومال اختي !! .... عملك اي يا شهد.
وقفت شهد امام اخيها وهي تمنعه من الوصول الي حازم لتقول مسرعه : اهدي يا شهاب مفيش حاجه حصلت ..... اهدي بقا....
شعر حازم بالخوف بعد هجوم شهاب عليه ومنع شهد له فابتعد عنهم بعد أن اصطنع ابتسامته بتشفي ،فهو يعرف شهاب جيدا في غضبه .
شهاب بغضب : كان بيقولك اي الحقير ده ..... وليه واقفه معاه !!
شهد بهدوء :مفيش فاكر انه هيقدر يضايقني بكلامه وان هتغاظ انه أخد الصفقه مننا ، بس انت عارف اختك بتاخد حقها وزياده وبدل ما يضايقني انا اللي حرقت دمه .
شهاب بهدوء نسبي : شهد بعد كده متتكلميش مع البني ادم ده .... ولو حاول يكلمك تجاهليه ..... هو نيته مش سليمه وممكن يأذيني فيكي .
حاولت شهد طمئنته : اطمن يا شهاب ،انا مش صغيره .... وعارفه الشخص اللي قدامي ده بيفكر في اي وعاوز اي .
🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻
في الصباح تحركت داخل الشركة وهي شبهه راكضة فهذا هو اليوم الأول لها منذ أن عملت تحضر به متأخرة عن موعدها ، أسرعت خطواتها نحو المصعد الكهربائي بخلاف كل يوم فهي كانت تصعد علي الدرج.
دلفت داخله لتجد من يضع قدمه ليفتح الباب قبل اغلاقه باللحظة الأخيرة ليدلف قربها مبتسما وهو يقول : صباح النور يا داليدا...عامله ايه النهاردة؟!
داليدا بعد رؤيتها له زادت نبضاتها لتحاول الإجابة عليه بصعوبة وهي تقول بصوت مبحوح : اا صباح الخير يا بشمهندس....الحمدلله بخير.
حاولت الانشغال بعينيها بعيدا عنه حتي لا يزداد شعورها بالتوتر ليقترب منها وهو ينظر للأوراق بيدها بتفحص ، انتفضت فجأة مكانها عندما لاحظت قربه ونظراته المتفحصة لها لتسقط الاوراق من يدها أرضا بتبعثر .
في تلك اللحظة فتح باب المصعد معلنا عن توقفه بالطابق المراد لتنحني سريعا وهي تحاول لملمت الاوراق بسرعة ، تحرك معها ليحاول مساعدتها في تجميع الاوراق وهو يلاحظ توترها الواضح وانفاسها المضطربة لينظر لها وتلتقي اعينهم .
تعلقت أنظارهم عدة ثواني لتنتبه بعدها لصوت الموظفين حولهم وهم ينظرون لهم بااستفهام ...
سمعت صوت شهاب الهامس وهو يقول لها بحزم : قومي اقفي مكانك.
نظرت له بااستفهام لتجده يبادلها النظر بتحزير لتتوقف مكانها وهي تتمسك ببعض الاوراق التي لملمتها ، تمسك هو بااخر ورقة أرضا ليعتدل في وقفته وهو يقول لها بصوت عالي : بشمهندسة داليدا من فضلك تعالي ورايا مكتبي...حالا..
تحركت خلفه بخطوات متخبطة حتي وصلت أمام مكتب أية لتنظر لها بااستفهام قبل أن تدلف غرفة مكتبه لتجده يغلق الباب خلفه بهدوء ، توقفت خلف الباب ليأتيها صوته وهو يجلس علي مقعده خلف المكتب الخاص به وهو يقول : تعالي يادليدا....اقعدي...واقفه عندك ليه.
تحركت ببطئ لتجلس علي أحد المقاعد أمامه وهي تقول بقلق : حضرتك عاوزني في حاجة يابشمهندس ....
شهاب بجدية : ايوه ...بصي ياداليدا لازم تسافري دبي النهاردة .... لجين فايز هتسافر لفرنسا بعد كام يوم ومش هتكون متفرغة الا بعد شهر ....وزي ماانتي عارفه خسارتنا المناقصة خسرتنا كتير .....لازم ناخد مشروع لجين عشان نقدر نعوض الخسارة حتي لو بجزء بسيط.
تحدثت بثبات وهي تقول : انا مفيش عندي مشكلة اسافر حالا كمان...هرجع شقتي اجهز نفسي واطلع علي المطار .
شهاب بجدية: تمام اوي ...انا حجزتلك طيران كمان ساعة ونص وحجزتلك في فندق تباتي فيه.
داليدا توقفت من جلستها وهي تقول : تمام ...هقوم اتحرك عشان متأخرش .
شهاب وهو يعتدل واقفا : تمام يلا بينا ...هوصلك شقتك واستناكي عشان اوصلك المطار بسرعة قبل معاد الطيارة.
بعد مدة قصيرة توقف بسيارته أمام بنايتها لتستأذن منه الصعود لاحضار ملابسها وبعض متعلقاتها الضرورية للسفر ، صف سيارته علي جانب الطريق لينتظر قدومها في أي لحظة ولكن لفت انتباهه اقتراب سيارة حازم لتتوقف أمام البناية مباشرة ليتحرك منها وهو بكامل أناقته حتي دلف للداخل بعيدا عن أنظاره.
نظر له بتعجب ولم يهتم برؤيته كثيرا لينظر في ساعة يده قبل أن ينتفض فجأة من جلسته عندما تذكر دلوف حازم الي البناية وبالتأكيد هو ذاهب الي شقته التي تقطن بها دليدا .
شهاب بقلق : انا ...انا لازم افهم حازم رايح فين ...وإذا كان ليه علاقه بدليدا فعلا ولا زي ماهي قالت مجرد ...صدفة جمعتهم!!
تحرك سريعا من سيارته ليدلف داخل البناية وهو يركض علي الدرج بخطوات سريعة حتي توقف أمام باب شقتها المفتوح قليلا مثل المرة السابقة.
دلف للداخل بعد أن تأكد من سماعه لصوت حازم الغاضب ليتوقف مكانه بصدمة عندما لمح اقتراب حازم وتمسكه بيدها دون ارادتها لتنحني بجسدها للخلف محاولة منها بالابتعاد عنه.
صرخ بعنف دون وعي ليبتعد حازم بسرعة بعد أن الجمته صدمة وجود شهاب أمامه ليقول بتوتر : ش..شهاب ...اهلا اهلا ..بقيت كل مكان اروحه لازم اشوفك فيه....
صرخ شهاب بغضب : سيب أيدها ياحازم ...انت اتجننت؟! ...
حازم توتر بشدة لينظر لداليدا بتفكير قبل أن يقول : انا عاوز حقي....انا.متجننتش انا عاوز الإيجار بتاع الشقة والمهندسة داليدا ...رفضت وبتتحجج انها لسه مأخدتش مرتبها ومعهاش تدفع.
نظر له بغضب ليقول : ملكش دعوه بداليدا بعد كده.....واي ايجار من هنا ورايح ...تستلمه مني انا...فااااهم.
اخرج شهاب عدة ورقات مالية ليلقيها بوجهه حازم بغضب وهو يكمل صارخا : اللي ليك واخدته...... اتفضل اطلع بره .
نظر لهم حازم بسخرية ليتحرك نحو الخارج بثقة مصطنعة ، في تلك اللحظة جلست داليدا بانهيار علي اقرب مقعد لها لتدفن رأسها بين كفيها وهي تبكي .
جلس جوارها علي المقعد ليلتقط يدها بين كفيه بثبات وهو يقول :بتعيطي ليه بس .... محروجة مني ...متزعليش ياداليدا ...حقك عليا انا....حازم ده طول عمره حقود واناني....أساسا استغربت من مساعدته ليكي....ده واحد مبيساعدش نفسه...
نظرت له بعيون دامعة وهي تفكر في فعلتها الغبية لتزداد في البكاء ،
اقترب منها أكثر ليرفع يدها وانحني عليهم بشفتيه مقبلا إياهم بحب وهو يقول : خلاص بقا ياداليدا متزعليش .. يلا جهزي حاجتك عشان اوصلك المطار.
ابتعدت عنه سريعا لتمحي دموعها بعنف وهي تتحرك نحو الداخل ، خرجت سريعا وهي تحمل حقيبة صغيرة وجواز سفرها لتتوقف أمامه بثبات وهي تقول : أنا جاهزة ...نقدر نمشي.
🌸🌸🌸🌸🌸🌸
يشعر بانها ليست علي ما يرام دائما شارده ،يعلم انه انشغل كثيرا عنها في الفتره الاخيره بسبب بناء الفرع الجديد له
خرج من غرفته يبحث عنها فوجدها تجلس أمام التلفاز شارده كما توقع تماما .
اقترب منها ليجلس بجوارها وهو يقول : اسيا ..... بقولك ايه...!!!
لم تشعر بوجوده ولم تنتبه لكلامه فاعاد حديثه بصوت اعلي وهو يربت برفق اعلي كتفها : اسيا ... انتي سرحانه في اي ؟؟
اسيا باانتباه: هااا ..... بتقول حاجه ؟
عمار بتعجب: لا دانتي مش معايا خالص ... مالك يا حبيبتي في اي ؟
اسيا بهدوء : مفيش حاجه يا حبيبي انا كويسه
عمار بجديه : لا مش كويسه .... انتي علي طول سرحانه ومش مركزة .
عمار بجديه : وبعدين بقي .... انتي عارفه انك مبتعرفيش تكذبي واني مش هسيبك الا لما اعرف في اي .
اسيا بحزن : بصراحة ...انت علي طول سايبني لوحدي في الشقه ، انا عاوزه ارجع المنصوره تاني ... ع الاقل هناك كنت بلاقي ماما سميه وتسنيم ومش ببقي لوحدي علي طول كده .
عمار بتأثر : يعني انا يا حبيبتي سايبك بمزاجي ، ما كله عشان خاطرك وعشان خاطر البيبي اللي جاي .
اسيا بعيون دامعة: عارفه انه عشانا بس انا بجد بقيت بغير من شغلك ده ... انا لو اعرف انه هياخدك مني كده انا مكنتش هقنعك ابدا .
ضحك عمار عاليا محتضنا اياها بحب : هانت يا حبيبتي مش فاضل الا شهر واحد والشغل في الفرع الجديد هيخلص، وهتلاقيني فضيت خاااالص .
طبعت قبله حانيه علي جانب وجهه وهي تتمتم : ربنا يرزقك يا حبيبي ويبقي عندك فروع في كل مكان في مصر .
شدد من احتضانها ليقول: ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي .... المهم نستيني كنت عاوز اقولك ايه .
اعتدلت في جلستها لتستقيم علي ركبتيها وهي تهتف بمرح : افتكر كنت عاوز تقول اي .... ها ... ها ....
علا صوت ضحك عمار : كنت عاوز اقولك ..... بحبك.
توردت وجنتيها وهي تنظر له بنصف عين : يسلام ده اللي كنت عاوز تقوله .
غمز لها وهو يضحك : بصراحه لا .... انا كنت هقولك قومي البسي عشان هنخرج نتعشي برا .
اسيا بسعاده وهي تقف فجأه : بجد ...... مش تقول كده ..... ثواني وهكون جاهزه .
عمار بااندفاع : براحه يا مجنونه عشان اللي في بطنك ..... والله انا متجوز هبله .. تمتم بها عاليا حتي تسمعه بعد ان غادرت راكضة نحو غرفتهم كي تبدل ملابسها.
بعد مرور ساعة واحده جلست جواره في احد المطاعم المطله علي النيل يتبادلون اطراف الحديث بمرح ، ليأتي من يقطع عليهم تلك الامسيه الرومانسيه وهو يقول بمزاح : باشا مصر ...منور يا ابو الصحاب....
عمار بترحيب : أهلا ... اهلا اتفضل يا شهاب .
شهاب بود : شكرا يا عمار ...... انا شوفتك قولت اجي أسلم ... اخبارك ايه يا مدام آسيا .
اسيا بعد أن كتمت عيظها : تمام الحمد لله .
عمار بجديه : انت جاي المطعم لوحدك ولا ايه ، مش شايف حد معاك يعني .
شهاب بحرج : اها .... قولت أخرج اغير جو ... وملقيتش حد فاضي ....حتي شهد مرضتش ....فقولت انزل لوحدي .
عمار باصرار : واهو انت لقيت اللي تخرج معاهم .
شهاب بعدم فهم : ازاي يعني .
عمار بجديه : يعني اعتبر نفسك خارج معانا .... ونتعشي كلنا مع بعض .
شهاب باحراج : لا مينفعش انا اصلا حاجز طربيزه ليا .... ومينفعش اتطفل عليك انت والمدام .
عمار باصرار : تطفل اي اللي بتقول عليه .... اقعد يا شهاب ...... والله لتتعشي معانا .... انا حلفت .
كانت تتابع ما يحدث بغضب ، وهي تشعر ان ليلتهم لن تمر مرور الكرام وسيأتي من يقطع لحظاتهم معاً ، قطع متابعتها لهم صوت هاتفها ، لتجدها حجه لتركهم بمفردهم والذهاب بعيدا حتي تتخلص من حنقها تجاه عمار
اسيا بهدوء مزيف : بعد اذنكم هرد ع الموبايل وهاجي
عمار : مين اللي بيتصل ؟؟
اسيا بجديه : بنت عمتي .... بعد اذنكم .
رحلت مبتعده عنهم لتتحدث براحه مع ابنة عمتها ، ولكن انظارها متعلقه بعمار .
اسيا ببكاء : جايه في وقتك بالظبط؟!
ابنة عمتها بمرح: في ايه يامجنونه وبتعيطي ليه كده ؟!
اسيا بغضب : حابسني في البيت بالايام ويوم مايحن عليا ويخرجني ...يعزم واحد صاحبه...
هتجنن.
ابنة عمتها بضحك : والله عمار ده بيموتني من الضحك علي تصرفاته معاكي ....اتنين مجانين ...المهم اهدي كده وروقي .....عشان ضغطك والبيبي.
اسيا وهي تمحي دموعها : انتي عاملة ايه ....وحشاني اوي.
ابنة عمتها: وانتي كمان ياحبيبتي وحشاني جدااا ونفسي نرجع زي زمان ....المهم قولت اطمن عليكي واهو اطمنت ....روقي وارجعي لجوزك وهبقي اكلمك تاني.
اسيا باابتسامة : ماشي يا حبيبتي ....سلام.
انهت مكالمتها ، لتعود ادراجها نحو الطاوله الخاصه بهم ، ولكنها شعرت بدوار شديد يداهمها ويعصف كيانها لتحاول أن تتحامل علي نفسها وهي تقترب من عمار لتصبح الرؤية شبة منعدمه لديها .
ما ان وضعت يدها علي كتف عمار حتي سقطت مغشي عليها .
شعر عمار بيد أحدهم توضع علي كتفه ، ليلتفت لها هو وشهاب ليراها تسقط امامه فاقده للوعي ، هرول مسرعا اليها بجزع محاولا افاقتها .
جلب شهاب احدي زجاجات العطر ، ليعطيها لعمار الذي التقطها منه بلهفه وهو يقربها من انفها محاولا في ايفاقتها
لتبدأ في استعادت وعيها ببطئ وهي ترمش بعينها حتي نظرت له ابتسامتها الساحرة.
الح عليها عمار بالذهاب الي المستشفي لتصر هي علي الذهاب الي منزلهم حتي تستريح ، ليرضخ بالاخير لها .
🌸🌸🌸🌸🌸🌸
بعد عودة شهاب من الخارج ، وجد والدته تجلس بانتظاره
شهاب مقبلا يدها بحب : اي يا ست الكل اللي مصحيكي لدلوقتي !
والدة شهاب : قلقت عليك .... ومعرفتش انام الا لما اطمن عليك .
شهاب بحنان : هو انا كل مرة هتأخر فيها برة هتفضلي صاحيه وتتعبي نفسك لحد مارجع ... يا ماما انا كبرت ومبقتش صغير .
كريمة بحنان : مهما كبرت هفضل استناك ... انت حته من قلبي ومبطمنش الا لما اشوفك انت واختك كويسين واطمن عليكم اخر كل يوم .
اقترب شهاب منها مقبلا اعلي رأسها ويدها : ربنا يخليكي ليا يا ست الكل .
والدة شهاب: ويخليك ليا يا نور عيني .... ويرزقك ببنت الحلال اللي تستاهلك ويعوضك خير ياابني.
تنحنح شهاب بجديه : بمناسبة بنت الحلال فأنا لقيتها .
والدة شهاب بفرحه : بجد يا شهاب ... مين هي .. وبنت مين ... وعندها كام سنه .... قولي كل التفاصيل .
شهاب بضحك : اهدي اهدي ... هي مين ... فهي مهندسه شغاله معايا في الشركه ... بنت مين ... فانا معرفش غير ان اهلها اتوفوا بحادثه من شهرين وملهاش حد في الدنيا .... سنها مش كبير بس الحقيقة مش عارف.
كريمة بمكر : عاوز تقنعني انها مهندسه شغاله عندك وشوفت السي في بتاعها ومتعرفش سنها اي ؟؟
شهاب باحراج : والله فعلا مش عارف ... انا اول حاجه شوفتها في السي ڤي مؤهلها وحاجات خاصه بالشغل وهل هتنفع معانا ولا لا ، انما سن وكده مأخدتش بالي .
والدة شهاب بجدية : طب قولتلها وضعك وظروفك !!
شهاب بحيرة : لا .....اصلا لسه مقولتش لها خاجه خالص ولا عرفتها نية الجواز دي خالص .... واعتقد ظروفي دي ماضي وعادي لو هي معرفتش عنه .
والدة شهاب بحنان : يا حبيبي الماضي منتهاش في جزء منه لازق في مستقبلك ولو مقولتش مسيرها في يوم تعرف بيه .
شهاب منهيا الحديث : ربنا يسهل يا أمي .... انا هدخل انام دلوقتي عشان عندي قشغل كتير بكره ... تصبحي علي خير .
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
كان ينتظرها امام المطار ، يدقق في جميع الاوجه ليتعرف عليها ، وحينما مل الانتظار قرر الذهاب وقبل ان يلتف تجاه سيارته وجدها تخرج من باب المطار وتتجه نحوه بخطي ثابته .
معتصم بملل : اي دا كله يا داليدا ... انا بقالي ساعه واقف
داليدا باعتذار : انا اسفه والله .... بس الاجراءات جوه بتاخد وقت .
معتصم بجديه : المهم حمدلله ع السلامه اركبي العربيه عما احط الشنطة.
انصاعت له ، وما هي الا ثواني قليله حتي وجدته يجلس امام مقود السياره .
لم تكن منتبهه لتلك الاعين الغاضبه التي كانت تنتظرها بلهفه الا بعد أن صعدت السيارة : مين اللي ركبت معاه العربيه ده !! انا غلطان اصلا اني جيت استقبلها .
انصرف والغضب يعلوا قسمات وجهه ، بينما داليدا ومعتصم ذهبوا لاحد المطاعم .
معتصم بجديه : ليه يا داليدا سبتي البيت وجيتي هنا ؟ كان ممكن ترفضي كلام عمك وتفضلي في بيتك .
داليدا بهدوء : وانا لو متأكده ان عمي هيتقبل رفضي ويسبني علي راحتي كنت همشي ليه ..... معتصم انت اخويا اللي مليش غيره في الدنيا دي ..... ارجوك تتفهم موقفي .
معتصم بهدوء : انا فاهمك يا داليدا .... انا كل اللي مضايقني انك جيتي مكان متعرفيش حد فيه ..... انتي مش متخيله امي هتموت من قلقها عليكي ازاي .
داليدا بحزن : انا مش هكدب عليك واقولك اني مبسوطه في المكان ده لوحدي .... انا اوقات كتير الوحده بتبقي هتقتلني بس انا مكانش في ايدي غير كده ... وبعدين لولا اني جيت هنا مكانش زماني لقيت شغل في شركه كبيره زي الشركه اللي انا شغاله فيها دلوقتي .
معتصم : انا فعلا اللي مخليني مطمن شويه ... انك لقيتي شغل كويس زي ما كنتي بتحلمي .
داليدا : الحمد لله علي كل حال ...... المهم اخبار مراة عمي اي ؟
معتصم : كويسه الحمد لله .... كان نفسها تيجي معايا تطمن عليكي .... بس انتي عارفه ابويا لو عرف مكانك مش بعيد يهد الدنيا ويغصبك علي حاجه انتي مش عاوزاها .
داليدا بامتنان : شكرا جدااا جدااا يا معتصم معتصم بتعجب : اي المناسبه ؟؟
داليدا : المناسبه انك فهمتني وواقف جمبي .... اخويا اللي ليا في الدنيا .
🌻🌻🌻🌻🌻
في اليوم التالي جلست خلف مكتبها وهي تتفحص بعض الرسومات والتصاميم لتدخل أية إليها بمرح حتي جلست أمامها وهي تقول : حمدالله علي سلامتك ياقمر ...ياللي رافع راسنا انت .
شعرت بألم علي حديث صديقتها لتقول لها بصوت غامض : رافعه راس مين ....انتي لو عرفتي انا كنت السبب في ايه ...مش هتقولي كده.
ايه بتعجب : كنتي السبب في ايه ....تقصدي يعني مشروع لجين فايز ....ده احسن حاجة عملتيها الفترة دي خصوصا بعد خسارة المناقصة ....المهم مستر شهاب عاوزك.
ابتسمت بفرح عندما قالت لها أنه يريدها بمكتبه ولكن عندما أكملت أية حديثها شعرت بخيبة الأمل مرة اخري : طلب مني اجمع عنده المهندسين اللي موجودين في الشركة عشان مشروع المهدي ومشروع لجين فايز .....
توقفت من جلستها لتلتقط هاتفها قبل أن تتحرك جوار أية نحو مكتب مديرهم.
بينما هو كان يجلس علي مقدمة طاولة الاجتماعات في زاوية مكتبه وحوله بعض المهندسين وهو يملي عليهم وظائفهم ، اقتربت منهم حتي جلست في المقعد الفارغ وكان بعيد عنه لتحاول النظر له وهي تشعر بالتعجب من تصرفاته معها اليوم .
نظر لها بثبات : بشمهندسة داليدا ....حضرتك المفروض كنتي تمسكي مشروع لجين فايز بما انك اللي اتفقتي معاها ....بس حضرتك هتمسكي مشروع المهدي مع مازن ....أما مشروع لجين انا اللي هكون مسؤل عنه انا والمهندسة جنات .
شعرت بالصدمة ، فقد كان هذا مشروعها من الاساس فكيف يعطيه لزميلتها ،بينما يبادلها نظرتها المصدومة بااخري غير مبالي بها ، سمعت صوته يأمرهم بالتحرك نحو مكاتبهم ومباشرة باعمالهم وتجهيز التصاميم المطلوبة ، تحركت من جلستها حتي تتوجهه نحو الخارج لتسمعه يقول : بشمهندسة جنات ...من فضلك استني ....لو سمحتي ياأية ...اطلبي اتنين قهوة وممنوع اي حد يدخل مكتبي .
في تلك اللحظة التفتت نحوه بحزن، فهي لا تجد مبرر لتجاهله هذا واقصائها من مشروعها التي عملت بجد لتحصل عليه ، ليصطنع هو انشغاله في بعض الأوراق مع زميلتها جنات.
رحلت عائدة إلى مكتبها لتغلق الباب خلفها ببطئ قبل أن تخطو نحو مقعدها وهي تجلس عليه بانهيار .
داليدا بتفكير : هو ماله ...بيتصرف معايا كده ليه ......معقول يكون عرف ان انا ال خسرته المناقصه وخونت الامانه ...بس هو هيعرف منين ...... ولو عرف انا كنت هفضل في الشركه لحد الان ..... انا لازم افهم في اي بدل التوتر ال انا فيه ده.
تحركت من جلستها لتتناول بعض التصاميم من اعلي مكتبها وخرجت بسرعة نحو مكتبه ، اوقفتها أية بتحذير : استني هنا انتي راحه فين....انتي مسمعتهوش وهو بيقول ممنوع حد يدخل مكتبه.
ازاحتها عن طريقها لتقف أمام باب الغرفة وهي تدقه بثبات قبل أن يأتيها الإجابة وهو يقول : اا اتفضلي يااية ؟!
دلفت نحو الداخل وهي تقول معتذرة : انا آسفة يابشمهندس بس محتاجة رأيك في التصاميم ضروري.
شهاب بجدية : روحي لمازن ياداليدا .
داليدا بضيق : مستر مازن مش موجود حاليا ...مش هاخد من وقتك كتير صدقني .
نظر حوله بتفكير لتقف جنات وهي تقول برسمية : خلاص يابشمهندس ...انا فهمت حضرتك ....هرجع مكتبي ...ولو في جديد هتصل بحضرتك ...بعد اذنك .
راقبتها داليدا حتي خرجت من مكتب شهاب لتسمع صوته يقول بخشونة : اتفضلي اقعدي ....هاتي التصاميم .
جلست أمامه لتعرض عدة تصاميم أمامه وهو مبهور بها فهي لا تحتاج اي تعديل نظر لها بجدية : محتاجة ايه ....انا مش شايف حاجه في التصاميم محتاج تتعدل....برافو عليكي.
نظرت له بتوتر وهي تقول : باشمهندس شهاب ....انا ملاحظة تعاملك معايا من اول ماوصلت النهاردة ...هو انا حصل مني حاجة ضايقتك......
شهاب وهو يقاطعها : داليدا مين قال اني مضايق منك او في حاجة مزعلاني ...عادي جدا مفيش حاجة...وعموما برافو عليكي قدرتي تقنعي لجين ومشاء الله التصاميم ممتازة.....لو خلاص كده تقدري ترجعي مكتبك.
داليدا بااحراج : اها ...اكيد ...انا بعد اذنك هروح من الشركة ...كده شغلي النهاردة خلص ...ومستر مازن مش موجود ...
يبقي ننزل مشروع المهدي من بكرة ..
شاب بجدية : تمام اتفضلي.
🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻🌻
بعد مرور بعض الوقت وصلت شقتها لتدلف نحو غرفتها حتي جلست علي فراشها وهي تتنهد بتعب ، ألقت حقيبتها بجوارها بااهمال لتسمع رنين هاتفها المتكرر وهي تنظر له بضيق عندما رأت اسم حازم يضئ شاشته.
تجاهلت هاتفها لتتحرك نحو خزنة ملابسها والتقطت منه قميص اسود قصير وبه خطوط مفتوحة علي الظهر وتناولت منشفتها لتستحم لعله يريحها .
بعد مده قصيرة خرجت وهي تضع المنشفة اعلي رأسها تجفف بها خصلات شعرها المبتلى لتنزعها ببطئ غريب عندما وصل إلي أنفها تلك الرائحة التي تعرفها جيدا .
تفاجئت من رؤيته أمامها لتركض بسرعة نحو الخارج.
🏵️🏵️🏵️🏵️🏵️🏵️🏵️
يقود سيارته بسرعة هادئة وهو مازال يفكر في هوية ذلك الشخص الذي ذهبت معه في المطار ، كانت ستوضح له لو سألها ولكنه تسرع ليصدها مرة اخري .
ضرب بيده علي مقود السيارة بغضب ليجد نفسه يدلف داخل أحد الشوارع المارة من أمام بيتها ، تنهد بااختناق وهو يرفع نظره نحو شرفة شقتها لعله يجدها ، ابطئ السيارة ليركنها جانب الطريق وهو مازال يتابع شرفتها ..حانت منه التفاته ليحرك نظره نحو سيارتها كي يتأكد من وجودها بالمنزل ولكنه تفاجئ من سيارة حازم الواقفة أمامه بوضوح.
لم يعرف كيف تحرك من سيارته بتلك السرعة ليركض بأقصي سرعة علي الدرج حتي وقف امام باب شقتها ، اقترب بغضب ليرفع يده عاليا وهو ينوي الدق عليه بعنف ليجده مفتوح ازاحه ببطئ ليتحرك داخلا ....
لم يري لا حازم ولا داليدا ولكنه سمع صوت انينها المكتوم وكأنها تبكي.
اسرع بخطواته نحو غرفتها ليفتح الباب فجأة بقوة قبل أن يقف مبهوتا مما يري وكأن الشلل أصاب جميع أطرافه غير قادر علي استيعاب مايحدث... .......!!!!
أنت تقرأ
حب تحب التهديد
Roman d'amourبعد وفاة والديها وإصرار عمها علي تزويجها من ابنه خوفا علي الميراث ستقرر الهرب بعيدا ولكن من سوء الحظ وقوعها في طريق ذلك الخادع ليرسلها جاسوسة الي منافسة الوحيد الذي لم يكون إلا شهااب فهل ستقع في حبه ام لا...!!!!