الفصل الثالث

48 1 0
                                    

تحركت داليدا بسيارتها الصغيرة داخل القاهرة الكبرى بعد عدة ساعات طويلة شردت بها أكثر من مرة ولكنها كانت تنبه نفسها في اللحظة الأخيرة لتشرد مرة اخري دون ان تشعر ،فما اقدمت عليه  ليس بالامر الهين فهي لن تجد مساعدة من أحد ، أفاقت من شرودها علي صدمة قوية في الجانب الخلفي من سيارتها ، لتتوقف بسيارتها جانبا بسرعة وهي غير قادرة علي استيعاب مايحدث معها لتخفض رأسها بتعب وهي تحتضن مقود السيارة لتخونها بعض الدموع التي حاولت منعها طوال الطريق..

انتفضت من جلستها برعب عندما سمعت بعض الدقات الخافتة علي زجاج النافذة بجانبها لترفع رأسها تنظر إليه لتجده يشير اليها ان تنزل زجاج السياره لكي يستطيع التحدث معها .
حينما انزلت الزجاج وقف مدهوشا ينظر لها بااعجاب ليحاول الحديث اخيرا بعد صمت دام لدقائق وهو يقول بقلق : حضرتك كويسة....انا اسف جداا مااخدتش بالي ...بجد متأسف .
داليدا بهدوء : مفيش داعي تتأسف انا غلطانه برضو...
حازم بجدية : انا فعلا اسف ده غلطي ....وانا هعوضك وهتكلف بتصليح عربيتك .... ممكن بس عنوان حضرتك عشان ابعت حد يأخد العربية الصبح .
نظرت له بتوتر وهي تشعر بدوران بسيط : متشكرة جدا ...مفيش داعي.
حازم باصرار : والله ما ينفع انا ال بوظتلك الكشافات وانا ال لازم اصلحها ... من غضلك قوليلي العنوان ياما تتفضلي دلوقتي نروح لاي ميكانيكي يصلحها
داليدا بتعب : والله ما له لازمه ... انا هبقي اصلحها ملوش لازمه تحمل نفسك كل الخطأ انا كمان غلطت اني مأعطتش اشاره اني هتحرك للجنب
حازم : انا حلفت اني هتكفل بتصليحها .... مترجعنيش في حلفاني ... انا عارف ان الوقت متأخر فممكن العنوان ولكره هبعت حد ياخدها يصلحها .
داليا بتعب ظاهر :  أساسا انا لسه واصلة من سفر والحقيقة مليش عنوان ...انا جيت القاهرة ادور على شغل ...
حازم بااستغراب وهو ينظر لهيئتها المتعبة : معقولة ....طيب ممكن تنزلي اوصلك اي مستشفي نتطمن عليكي ...شكلك دايخة ... انتي اتخبطي.

هزات رأسها ببطئ لتقول له برسمية : خبطة بسيطة بس عموما شكرا لحضرتك.... انا كويسة...
لو بس ممكن تساعدني وتوصفلي اقرب فندق هنا .
حازم بتفكير : تمام ....انزلي من العربية وانا هوصلك ...انتي شكلك تعبانه ومش هتقدري تسوقي ...كفايا حوادث الليلة .
داليدا باعاراض مهذب : انا كويسه ... اوصفلي بس الحريق وانا هعرف اوصل ...وشكرا لحضرتك .
حازم بمرح : شكلك بتحبي الجدل .... طب والله ما متحرك من هنا الا لما تيجي اوصلك عشان مش هسيبك وانتي تعبانه كده ولوحدك.
ابتسمت بتعب لتخرج من سيارتها وهي تلتقط حقيبة سفرها ليعترض حازم بسرعة وهو يتلقاها من يدها ليحملها نحو سيارته  لتلحقه هي ببطئ  حتي صعدت جواره وهي تشعر بالتوتر.

بعد مرور بعض الوقت توقف بسيارته أمام أحد المباني الحديثة لتنظر له بااستغراب وهي تقول : هو ده فندق....ده اي ده ...احنا فين.
حازم بهدوء : بصي ...انتي هنا في بلد غريبة ولوحدك وشكلك تعبانه ومحتاجه ترتاحي ....العمارة دي فيها شقة كانت لاهلي الله يرحمهم ...وده مفتاحها ...تقدري تفضلي فيها لحد ماترتبي امورك ...والكارت ده فيه رقمي ...أتمني تتصلي بيا ...عندي فضول اعرف حكايتك ايه....واطمني بكرة الصبح هبعت حد ياخد عربيتك التصليح من مكان ماسبناها.

حب تحب التهديدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن