الفصل الاول

62 11 45
                                    

لازلت اذكر اول لقاء
اول محادثة
اول هروب لنا
اول محادثة اخرى
اول موعد
و اول قبلة
كما لو كنت اشاهد تلك الاحداث تتكرر امامي هذه اللحظة
امي اخبرتني مرةً، ان فاقد الشيء لا يعطيه
ان من لم يلقى العطف لا يمكن ان يفهمه
ان من لم يشهد على المشاعر لا يمكن ان يشعر
ان من لم يلقى العاطفة لا يمكن ان يعطيها
انه لا يصلح لي
وانه لا يمكنه اسعادي
ولكنه فعل! كان احن علي من ايٍ كان تلقى الحنان
كان عطوفا
و ذو عاطفة جياشة
لا ادري كيف يمكن لاحد ان يجزم انه لن يسعدني!
كنا نسعد بَعضُنَا البعض بكل الطرق الممكنه و باي شيء، و اسعدني اكثر من اي شخص اخر كان بامكانه ان يفعل.
~~~~
كانت ليلة باردة تلك
التي رايتكِ فيها اول مرة، المعتاد كما هو واضح في موسكو
و لكنكِ كنت غير معتاده، حبيبتي
كنتِ تقفين هناك! عند عمود الانارة قرب المكتبه القديمة، مالكها رجل عجوز هرِم، اعتدت زيارته لأقرأ من كتبه
اتضح بعدها انكِ تعملين عنده! ولكن بحق اوديت كيف لم الحظكِ قبلاً !
تلك الليلة كنتِ تنتظرين شقيقكِ كي يوصلكِ
فعلى ما يبدو موسكو ليست امنه لفتاه بمثل رقتكِ ليلاً
سرت بخطوات شجاعه نوحك، لم اكن انوي حتى ان ازور المكتبه اليوم ولكني سافعل اليوم
للامانة، كان العذر الوحيد للاقتراب منكِ انذاك
سرت بخطى ثابته و وقوره
شَجَاعة كاذبه
كاذبه جدا
لدرجة انها زالت فور سماع صوتكِ
"سيد تاي-هيونغ! مساء الخير، للاسف لقد اقفلنا باكرا اليوم" لم يكن صوتكِ رقيقا
على العكس
كان يحمل بحة رطبة
تلك التي تذكرني باول لفحة دفء فور دخولي الى بيت او عند الحصول على كوب كاكاو دافئ او عند الشعور بالفودكا يبدا مفعولها و تدفء بدنك
تذكرني باول يوم في الخريف
باول قبلة لنا؟ ربما؟ ولكن عندها لم تكن قد وصلنا الى ذلك الحد بعد
ابعدت يدي من على مقبض الباب و استدرت لكِ
كيف تعرفين اسمي؟! هذا ما فكرت فيه و يبدو انني قد فعلت بصوت عالي
"اوه! انت احد الزبائن الدائمين الاقلاء سيد تاي-هيونغ و انا اعمل هنا؟ في هذه المكتبه!"
هنا عرفت هويتكِ، كنتِ تلك الموظفة الشبح
التي كان ذلك العجوز دائما ما يتكلم عنها و لكن لم يعرفني عليها قط
كنت اسخر منه احيانا قائلا انه يوظف الاشباح و الجرذان
بالرغم من ان المكتبه كانت دائما منظمة و نظيفة
الا ان هذا خطاك انتِ يا حبيبتي
كيف لكِ ان لا تُعرفي بنفسك الي! ولا مرة واحدة
كيف!

ضوء عامود الانارة ينعكس على عينيكي فيظهر لونهما الحقيقي
انه العسل
و شعركٍ
ولكن لما لم تكوني شقراء! مثل باقي الروسيات و الروس! لما كان عليك ان تكوني مميزة في كل شيء! هذا منهك لي
شفتاكِ... اكان يجب عليهما ان يبدوان بهذا الوهج
قوامكِ
لاحظي انني رجل في السادسة و العشرين، اعزب و لم المس امراة منذ سنين! و انتي تقفين هكذا امامي! بهذا الخصر! وتلك الساقان
هذا خطئي هذه المرة، ليس ذنبي ان عقلي مبرمج على تخيل كل النساء عاريات

كنت ترتدين معطفا غليضا و لكني انا من كنت اتمعن كثيرا، للدرجة التي اربتكي و انا اعتذر.
ببرودٍ عندها اجبتك... "لم اركِ قبلا"
صمتي قليلا محرجة و قلتي او همستي لا ادري
"ولكني بالفعل اعمل هنا"
اعلم حبيبتي و لكني احمق
ولا اعرف كيف ابدا الحديث مع رقيقة مثلكِ...
وقفنا هناك لعدة دقائق كنتي فيها تتاملين السماء بهدوء و تنظرين على قارعة الطريق شقيقك المستهتر قليل الحياء ذلك يأتي بسرعة
"هل تنتظرين احدا؟" سالت ببرود
عند تلك النقطة لم اكن اعرف ان لكي شقيقا
ظننتك تتوقعين عشيقا، او اسوء! زوجا!
لكنكِ اجبتي بهدوء قالتا "اجل،اخي كي يقلني للبيت"
"هل تعيشين بعيدا؟"
"لا ولكن امي تصر على ان يوصلني هو، لان المكان خطير ليلا...خصوصا في موسكو"
"و لما؟"
"تعلم المافيا! لصوص! محتالون،مشردون...كلهم يشكلون خطرا و انا لا اقدر على حماية نفسي، ليس ليلا على الاقل"
فور نطقك لاول كلمة
مافيا
تشنجت لوهلة و لكني اصريت على نفسي ان تنضم تنسفها و تهدئ
لصوص! اهم بهذا السوء حقا! اعني... لا يهم الان
"لقد تاخر الوقت بالفعل و يبدو لي ان اخاك لن يصل في اي وقت قريب... هل تسمحين لي بعرض توصيل؟"
"اوه لا سيد تايهيونغ! ارجوك لا تفعل...لا اريد ان اتعبك معي في مشاكلي انا.."
"انا اصر...سيدة؟" كنت لحظتها اتحرق لمعرفة اسمك
" انسة في الواقع و...ماري... ماريأن" قلتي خافضةً بصرك بهدوء و انا تنفست الصعداء لسماع اسمك اولا و لمعرفة حقيقة كونكِ عزباء! اعني! من الاخرق الذي قد يهملكِ!

ثم، اكان عليك فعل ذلك حقا! اعني تلك الرمشة
اهدابك و خصل شعركِ و .... لماذا! لماذا بحق الجحيم انا ضعيف الان!
"اذا تقبلين بعرضي...انسة ماري-أن" انه اسم حلو كالعسل
كعينيك
——
اذكر اول لقاء
كنت باردا تايهيونغ...تقول انك اعجبت بي من اللحظة الاولى! اذا لما لم تبدي شيءً؟
كنت تسير امامي بخطوات صغيرة، لم تتحدث كثيرا
كنت انا من اسال غالبا يومها
سالتك اذا ما كنت طالبا او ذا وظيفة
قلت "مبرمج"
سالتك عن عائلتك فاجبت انهم خارج البلد
سالت عن عمرك فقلت " هل ابدوا كبيرا؟"
"لا...في الواقع تبدوا صغيرا ربما في العشرين؟"
"انا في السادسة و العشرين"
"اوه! انت تكبرني بست سنوات! ابدوا فضيعه جوارك!"
"لا تقولي هذا تبدين جمـ..يلة" ترددك في قول الاخيرة هي ما جعل الجو العام الطف وقتها
لم تبدوا نواياك سيئة عندما قلتها
بدوت...صادقا
لكنك مجددا لم تبدي اي اشارة على كونك تريد الاستمرار في رؤيتي.
اوصلتني الى بابا المبنى السكني و نظرت الي مباشرة
في عيناي
"ليلة طيبة لك سيد تايهيونغ و...شكرا مجددا ارجو ان لا اكون قد اثقلت عليك"
لم ترد مباشرة
نظرت الى قارعه الطريقة ثم حككت عنقك ثم جسر انفك
و اكتفيك بإمائه بسيطة و غادرت
"كوني حذرة في الليالي القادمة...قد لا اكون متواجدا دائمًا" قلت ولم تتكبد عناء الالتفات لارى عيناك لاخر مرة بعد
عيناه!
عيناه!
لماذا لم ارى اعين بهذا الجمال من قبل
انها دافئة
احيانا حد الاحتراق، تعطي انطباعا ان صاحبها مهموم
ولكنه مسترخي
ثم هناك شفتاه... عند تلك اللحظة
لحظة لقائنا
لم اكن قد حظيت بعشيق او خليل او حتى ليلة عابرة
كنت عذراء بكل ما تحمله الكلمه من معنى
ولكني كنت مشتاقه لتقبيل شفتيه
بشدة
و كثيرا ايضا...
شعرت اني خرقاء للتفكير هكذا
عندها لم يكن هذا سوا لقائنا الاول
وبدوت منحرفة و قذرة في عينا نفسي.
عاتبتني امي لعودتي مع شخص غريب
و عاتبت اخي لاهماله اياي
و عاتبتك لتركي بهذا البرود
و تمنيت ان يتاخر اخي دوما كي احظى بفرصة مقابلتك مجددا

ازقة موسكوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن