08

1.6K 127 67
                                    

سويون

"ستحصلين على وظيفة!"

كان هذا هو أول ما سمعته عند استيقاظي صباحًا، فتحتُ عيناي لأرى إيونجي تحمل ورقة بين يديها، نموذج تقديم وظيفة للمقهى.

"كنتِ في المقهى كثيرًا مؤخرًا، لما لا تحصلين على وظيفة؟"

إنها الـ 7:00 صباحًا و إيونجي تسحبني للمقهى لتقديم طلب توظيف، و لأني كسولة لم أرغب بالذهاب ممّا نتج عنه الكثير من الصراخ و الأنين و التذمرات المستمرة.

السبب لعدم رغبتي في الذهاب للمقهى هو رؤية جوشوا، بعد ما حدث الأسبوع الماضي، يحمر وجهي كلما رأيته أو فكرتُ فيه، اآن أنا أتجنبه و يبدو أن إيونجي لاحظت ذلك لأنها تريدني أن أعمل هناك.

"أنتِ بحاجة لقضاء بعض الوقت مع صديقك المقرب"

نظرتُ لها بصدمة، هل هي مجنونة؟!

"هو ليس صديقي المقرب ولا صديقي حتى"

ابتسمت إيونجي قبل أن تقترب مني.

"تذكري ما يقولونه سويون، تجاذب الأضداد"

"أيًا يكن"

عند دخولي للمقهى كانت الأجواء مفعمة بالحيوية على عكس العادة، كنتُ لا أزال نصف نائمة، سحبتُ قدماي لأحد الطاولات القريبة من النافذة، أرحتُ رأسي على الطاولة و بدأتُ أنجرف للنوم ببطء.

"سويون! سأريكِ كيف تصنعين-"

توقفت إيونجي عندما رأتني نائمة، ارتسمت على وجهها ابتسامة حنونة.

"آه، انسي ذلك"

مرت عدة قائق قبل أن أشعر بحسد أحدهم يعانقني من الخلف، على الأرجح أنها إيونجي، تمتمتُ ببضعة كلمات تبعها همس شخص في أذني.

"مالذي تهذين به؟"

أدركتُ سريعًا أن الذي خلفي لم يكن سوى جوشوا! احمر خداي و دفنتُ وجهي بين كفيّ على أمل ألا يفعل أي شيء، لحسن الحظ أنه لم يفعل أي شيء لي فقط أبقاني في حضنه حتى سمعتُ صراخ شخص ما.

"إيونجي نونا لا تتفهمي الوضع بشكل خاطئ، إنه مجرد عناق!"

أوضح جوشوا، لم أجرؤ على النظر، كنتُ متعبة حتى أني لم أستوعب ما قيل بعدها، تركتُ جوشوا و ضوضاء المقهى و عدتُ للنوم.

استيقظتُ على همس جوشوا و هو يهزني، نظرتُ إليه، كان يبتسم لي، ظهرت ابتسامة صغيرة على محياي دون أن أشعر.

"غادرت أختكِ بالفعل، قالت أن عليها إعداد العشاء"

رمشتُ عدة مرات ثم نظرتُ للخارج، كان الثلج يتساقط.

"أوه، حسنًا، سأعود للمنزل"

قلتُ و أنا أنهض.

"نسيت إخباركِ، أنا و هانسول سنتناول العشاء اليوم في منزلكِ"

اكتفيتُ بالإيماء فقط، لأني كنتُ نعسة تشبثتُ بذراع جوشوا، لم ألاحظ أنه وجهه تحول للون الأحمر، عندما خرجنا تساقط الثلج على أقدامنا، اتكئتُ على كتف جوشوا بينما نسير باتجاه منزلي.

لأكون صادقة، استمتعتُ حقًا بكوني قريبة من جوشوا، دون ذكر هانسول الذي يسير ورائنا مع ابتسامة عريضة قبل أن يصنع كرة ثلج عملاقة و يلقي بها على أحدى السيارات، تصرف طفولي.

بمجرد أن وصلنا للمنزل، استقبلتنا إيونجي مع حساء الأضلاع الساخن، جلسنا في غرفة المعيشة نتمتع بالحساء و نستعد لمشاهدة فيلم.

بينما كانت إيونجي تعد التلفاز و تجهز الوجبات الخفيفة اتكئتُ على كتف جوشوا و أنا أشاهد التلفاز و أتناول الحساء، مضى بعض الوقت حتى أدركتُ أني كنتُ أتكئ على لوقت طويل، كنتُ على وشك رفع رأسي لكنه أمسكني من وجنتي و أعاد رأسي ببطء على كتفه.

رفعتُ بصري لأرى تلك الابتسامة الصغيرة الدافئة على وجهه، إلتقت عيناي بخاصته فشعرتُ بسخونة تكتسح وجنتاي و صرفتُ بصري عنه، هو فقط اكتفى بإطلاق قهقهة صغيرة.

إنتهى الفيلم و لازلتُ أضع رأسي على كتف جوشوا، نهض هانسول و تمدد و نقل بصره لـ إيونجي.

"هل علينا الذهب؟"

قال محاولًا تجنب جوشوا الذي رمقه بنظرة حارقة.

"من الأفضل أن تبقوا هنا الليلة، الجو بارد في الخارج"

تثاءبت إيونجي ثم نهضت لإحضار البطانيات و الوسائد.

Coffee Boy || Joshua Hongحيث تعيش القصص. اكتشف الآن