.♡الحلقة الاولى ♡
.
ياله من قرار قاس اتخذه والد زينب، ان تتزوج ابنته شاب يعمل لديه، لم يستطع كل المديح الذي كاله لمقداد ان يقنع زينب، مدح أخلاقه وإيمانه، مدح كفاحه واجتهاده، مدح امانته وإخلاصه، ولكن لماذا ترضى به ؟؟هناك شباب غيره مؤمنين مجتهدين مخلصين، الخيارات أمامها فلماذا تختار مقداد ؟؟
عندما طرحت هذا السؤال، همس والدها بحنان :
(لأني أعلم جيدا انه دون جميع الرجال، هو وحده، من يستحقك) .
حاولت بكل ما استطاعته من جهد ان تغير رأي الوالد، لجأت لعمتها القريبة لقلبها، والتي لم يكن لها نصيب من الزواج فالتفتت لتربية ابنة اخيها الحبيبة بعد وفاة امها، فاجأتها العمه بابتسامه فخورة (مقداد! والنعم بمقداد ، لو كان لدي ابنة لما ترددت بتزويجها له!) ، تفاجأت زينب بكلام عمتها وغلقت الأبواب بوجهها ، في النهاية احتضنها والدها بحب وقال :
(بنيتي ، الزواج لابد فيه من قبول الطرفين ، إن كنت لا ترغبين بهذا الرجل ، فأنت حرة ،ولكن قلبي سيحمل حزنا عظيما ، انا لا اغصبك ولا اجبرك، ولكن لن تستطيعي ان تمنعي قلبي من الحزن على ضياعاحلامي لك) ، استسلمت زينب لكلمات والدها الحنون ، كانت محبته بقلبها تفوق رغباتها ، لم تكن لتحتمل ان يجتاح قلب هذا الاب لفحة حزن او كمد ، وهكذا قضي الأمر ، وتم تحديد موعد عقد القران ، زينب بنت الأسرة العريقة ،ومقداد الشاب المكافح الذي يمدحه الجميع ويرفضه قلب زينب ،ماذا حدث في عقد القرآن ، هل استطاعت زينب ان تخفي مشاعر الرفض ؟؟
يوم عقد القران، الكل يحلق بسماء الفرح والسرور، الا زينب، حزينة، ساهمه، تفكر بما ينتظرها، رفعت رأسها ونظرت الى مقداد، وجهه الاسمر ، ملامحه الحاده، لحية سوداء تحيط بشفتيه اللتين رسمتا ابتسامة خجولة، انقبض قلبها، وكادت ان تهتف (لا أريده) لولا ان شاهدت فرحة والدها وسعادته في هذا اليوم، تذكرت امها الراحلة، كم هي بحاجة لها اليوم، هل كانت سترضى بحال وحيدتها؟
اقتربت من زينب العروس عمتها وضمتها بحب ، اما أخوالها فقد ضموها بين أجنحتهم فرحا بوحيدة شقيقتهم الراحلة ، الكل فرح بالزواج الميمون ، الكل يمتدح خيار الأب ، الكل يبارك لها ،إلا هي قلبها منقبض وروحها تحتضر ، وفجأة بدأت الجموع المتحلقة حولها تنحسر ، ومن بعيد لاح مقداد، الذي بدأت اسرته تفسح له المجال ليقترب من عروسه ، دنا من زينب وابتسامه خجولة مرتسمه على شفتيه ، كم تمقته ، احنت رأسها وهي تخفي غضبها في قلبها ، اقترب اكثر وبهدوء رسم قبله على رأسها ، لم ترفع رأسها مخفية دموع الغيظ عن الجميع ، هتفت عمتها (يا لخجل صغيرتي!) ، رددت زينب بقلبها الثائر (يا الهي متى تنتهي هذه المسرحية السخيفة!) ، اول خروج لها مع مقداد ، افترضت ان تعود لتجد خبر طلاقها منه يسبقها ، ولكن بالطبع هذا لم يحدث ،كان يحاول ان يلاطفها بالمطعم ، يتحدث عن نفسه ، عن عمله ، وهي صامته متجهمه ، في النهاية رفعت وجهها وهمست :(مقداد!)
ابتسم ونظر لها ، استجمعت شجاعتها وهمست (انا تزوجتك لأجل خاطر ابي) تلاشت ابتسامته وارتسمت نظرة بلهاء على وجهه الاسمر ، نظرت بعينيه وقالت (لأجل ابي فقط ، فقط) ، ثم هبت واقفه وهتفت:(اريد ان أعود للمنزل) ، بهدوء قام من مكانه ، حاسب المطعم ، عند باب السيارة سبقها فتح لها الباب ، رسم ابتسامة على شفتيه وهمس (تفضلي) نظرت له بغيض ، في الطريق التزم كل منهما الصمت ، لا تعلم عواقب ما قالته ، ولكن كان يجب ان تخبره بحقيقة مشاعرها ، لا تستطيع ان تمثل عليه ، كانت دائما صريحه صادقه ، وصلوا المنزل ، نزلت مسرعة لتفاجأ به يلحقها ، نظرت له بتحد وهتفت (يمكنك الانصراف) ، ابتسم وهو ينظر بعينيها (فقط اطمئن عليك ، سأرحل بعد ان تدخلي المنزل) ، دخلت المنزل وصفقت
الباب خلفها ....يتبع《《
أنت تقرأ
خطوات الاجنحة
General Fiction♡خطوات الأجنحة ♡. لماذا أصر الحاج ابراهيم على تزويج وحيدته (زينب) من (مقداد) الشاب المكافح البسيط؟؟ ما السر وراء صمت مقداد وقبوله لجفاء زينب معه؟؟ هل سيستمر عناد زينب وغضبها ام ان هدية والدها ستغيرها ؟؟ من وحي الأربعين من وحي اسرار الزيارة الحسيني...