١٠

152 16 2
                                    

♡خطوات الأجنحة♡
.
. ♡الحلقة العاشرة♡

(بابا ...بابا) ، تهتف زينب، يبتسم الحاج بحب، (بابا... هل انت راض علي؟؟

تتسع ابتسامة الحاج ابراهيم ينظر لعيني زينب ثم يمد يده بجيبه يخرج وردة حمراء، ينحني ويزرعها في الأرض ، تورق الزهرة الجميلة.

(زينب... زينب) ، تفتح زينب عينيها، تنظر حولها ام احمد تناديها ... تجلس وهي تستوعب ... كانت تحلم بوالدها الحاج ابراهيم ... ترى ماذا يقصد بالزهرة الحمراء التي زرعها ؟؟...

اللهم اجعله خير ...تهمس ام احمد بحب كيف حالك اليوم .. هل تستطيعين اكمال الرحلة؟؟

ابتسمت زينب وهمست انا بخير وعافيه ..الحمد لله ... هل ننطلق الآن ؟

هزت ام احمد رأسها واخبرتها انها خرجت للصلاة فوجدت مقداد ينتظرهم بالخارج، سيصلون وينطلقون ...كان مشيهم هذه المرة حثيثا،لابد ان يعوضوا الوقت الذي فاتهم ، وكم ادهشهم نشاط ام احمد ، بدت لهم انسانه اخرى ، تشد خطواتها وتردد

(حبيبي يا حسين.. نور عيني يا حسين) ، فجأة التفتت ام احمد لمقداد وقالت له مقداد... الا تجيد انشاد قصيده عن الحسين ؟؟

بحرج قال مقداد (ولكن صوتي...) هتفت ام احمد (صوتك جميل يا ولدي ... هيا عطر اسماعنا) همست زينب تشجعه،تنحنح وابتسم ...اغمض عينيه وكأنه يسترجع الكلمات .. نظر للطريق وبدأ ينشد ... بدا صوته شجيا حنونا .. كان ينشد عن السيدة زينب .. الغريبة .. الوحيدة دون اخوتها.. وحيدة في درب السبي .. تحمل هم الايتام .. لا يؤنس وحدتها الا نظرات رأس اخيها المقطوع ..

انهمرت دموع زينب رحمة بهذه السيدة الجليلة ، كم دللها ابوها واخوتها ، ما اصعب رحلتها في الحياة بعدهم ، شعرت بانها تقترب من السيدة زينب ، تحتضنها ، تواسيها ، ها انا امشي على دربك مولاتي ، اشعر بقدميك تتألمان ، اشعر بأنفاسك المتلاحقة ، ليتني كنت معك لأبعد الشوك عن دربك ، زينب ، اي قصة إباء وكرامة ،شعرت زينبنا بتوحدها مع زينب الوجود ،انتهت كلمات القصيدة ، ولم يبق سوى نشيج ام احمد وزفرات زينب ، وصدى صوت مقداد ، مسحت زينب دموعها وهمست عطر الله انفاسك .

لم اكن اعلم ان صوتك بهذا الجمال ، ابتسم مقداد وقال الحمد لله .. ليس بهذه الدرجة .. ولكن سمو ارواحكم والاجواء جعلتكم تتفاعلون مع كلمات القصيدة ، نظرت ام احمد له بعطف ورددت حفظكما الله يا ولداي .. حفظكما الله واتم عليكما فضله .. ورزقكم الله الذرية الصالحة احنت زينب رأسها خجلا وابتسم مقداد وردد (الله يسمع منك يا خاله) ..

التفت لزينب مبتسما،وزينب تذوب حياء ... ترى ماذا تخبئ لهما الرحلة؟؟

ذاب مقداد وزينب وام احمد بين الحشود والمواكب .. شاهدوا اعلاما من دول كثيره لم يتخيلوا مشاركتهم في المشاية، ان ترى الصين وكندا في كربلاء فهو امر يتجاوز التخيلات ،ولكن في درب الحسين لا مكان للقواعد والقوانين الوضعية ،هنا تتجلى الانسانية، فكلنا من آدم وآدم من تراب ، كانت زينب توزع نظراتها ، ولكن اشد ما بهرها وهزها من الاعماق رؤيتها لذلك المسيحي وهو يحمل صليبه ويسعى باجتهاد مع المشاية ، نظرت زينب لمقداد مستغربه فهمس مقداد

خطوات الاجنحةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن