١٣

139 18 2
                                    

♡خطوات الأجنحة♡
. ♡الحلقة الثالثة عشر وما قبل الأخيرة♡
.
.
هتف الطبيب اين أهل الرجل ؟؟

  اجابه رجل واقف وهو يشير لزينب(هذه زوجته .. وكلنا اهله) ، كلهم اهلك يا مقداد ،مقداد اليتيم اصبحت حشود المشاية اهله وأحبته ، ابتسم الطبيب بإنهاك وقال لزينب(الحمد لله .. زوجك بخير .. لو كانت الطعنه أعلى بسنتيمترات قليله لأصابت الطحال وكانت ستكون الكارثة .. الحمد لله .. ولكن..) غاصت الابتسامات مع كلمة لكن .. لكن ماذا يا طبيب ؟؟

سيطرنا على النزيف ، لكنه يحتاج لنقل دم ارتفعت الايدي مستعده للتبرع ، هتف الطبيب اشكركم ، ولكن لا نملك الامكانيات ، كلمنا الوحدة الطبية للجيش سيستقبلونه وقد ارسلوا سيارة خاصه لنقله التفت الطبيب لزينب وهمس يريد ان يراك ، دخلت زينب وهالها منظر مقداد الشاحب ، ابتسم بإنهاك وكأنه يطمئن زينب، لأول مرة تمد زينب كفها المرتجف وتحيط اصابعها بكف مقداد البارد ،همس مقداد بابتسامه منهكه (ليتهم طعنوني من قبل) انهمرت دموع زينب ، تمنى مقداد لو يمسح دموعها ولكنه يعجز حتى ان يرفع يده ، همس زينب.. حبيبتي.. ، هزت الكلمة زينب .. لأول مرة يقولها مقداد ..

استرسل مقداد(اكملي الرحلة) ارادت ان تعترض فقاطعها (اكملي الرحلة .. يجب ان تصلي لأبي عبدالله .. من يبدأ رحلة اليه لا يسمح لشيء ان يمنعه من اكمالها) ..

همست زينب وانت؟؟

ابتسم مقداد(بمجرد ان اقوى على السير ،سألحقك ، لن اترك لك المجد وحدك.. اختفت ابتسامته وهمس (اكملي الرحلة يا زينب ، لأجل ابيك ولأجلي) ..

اختنقت زينب بدموعها ،ردد مقداد(ام احمد معك ، والمشاية لن يقصروا بمساعدتك .. والله معك) اقترب الطبيب واخبر زينب ان السيارة التي ستأخذ مقداد موجوده ..

ابتسم مقداد وهمس(كوني قويه .. فأنت زينب) ،مسحت زينب دموعها ،اقتربت من جبين مقداد، قربت شفتيها وقبلته بحب وهمست بأذنه(احبك .. مقداد) ، ابتسم مقداد وحرك شفتيه بكلمات ضاعت مع ألمه ..

اخرجوا مقداد وعيناه تودعان عيني زينب .. هل سيلتقيان ، ام ان هذا هو الوداع الاخير؟؟

استودعت زينب مقداد عند الله تعالى وقررت ان تكمل ما جاءت لأجله .. اليك يا ابا عبدالله ...
حارب الحاج ابراهيم حتى لا تبقى زينبه وحيده بعد رحيله المنتظر ، ولكن انت تريد وانا اريد والله يفعل ما يريد ،فهاهي زينب المدللة ، وحيده في درب المشاية ، تواسيها ام احمد ، يساعدها بعض من يعرف حكايتها ، ولكن كم من قلب وحيد بين المتزاحمين ، كانت تشعر بوحدة عظيمه ، لم تكن تشعر بالحشود حولها ، كرجل آلي تتحرك بحماس ،يحركها عهد قطعته لابيها مرة ولمقداد مرة أخرى .. مقداد..اين مقداد .. الأفكار تتنازعها .. تطرد فكرة ان مكروها اصابه..(سأراه مرة أخرى) ..تهمس لنفسها بأمل .. يارحمة الله الواسعة ..

الاتصال الهاتفي بات معدوما .. ولكن.. باتت كربلاء قريبه جدا .. بدأ الطريق يعلن هزيمته امام خطوات المشاية .. بأي قلب تدخل كربلاء .. بقلبها النازف .. بروحها الجريحة .. بخاطرها المكسور .. أهذا قدر كل زينب؟؟..

 
تأملت وحدتها وتراءت لها زينب بنت علي .. غريبه .. وحيده .. تحمل في ذاكرتها ابتسامة اخ ترى راسه يلوح امامها ، لمسة أخ ترى كفيه مرميين امامها .. شباب كالورد ممزقين امامها .. زفرت بألم .. مجرد التخيل يخنقها .. هتفت بألم (يا زينب .. كيف اكملتي سيدتي رحلتك) .. بلا مقداد تبدو الرحلة لها مستحيلة .. بلا صوته الشجي.. ملاحظاته الثرية .. لمسته الحنونة .. هل سيعود لها مقداد؟؟

ان لم يعد فكيف ستكمل رحلة الحياة بدونه  انا تزوجتك لأجل خاطر ابي !

تأملت زينب كلماتها .. يا لقسوتها وشدة بأسها ..  كيف هان عليها ان تؤلم مقداد بهذه الكلمات ..(دخلت حياتنا فكنت شؤما علينا) ..ياللقسوة .. دمعت عيناها ندما .. كم كانت قاسيه وكم كان صبورا .. ليت الزمن يعود بها فتمحي هذه اللحظات القاسية التي لم تورثها الا الندم والحسرة .. رفعت نظرها للسماء وهي ترجو الله ان يمنحها فرصة اخرى ..
فرصة واحده تعوض بها ما دمره غرورها وقلة بصيرتها ..ومع دعائها ارتفع الهتاف بحماس وشوق ( هذه حدود كربالء) .. (لبيك يا حسين) .. (لبيك يا حسين) ..

رفعت زينب صوتها فبدا متحشرجا بين دموعها وهتفت بشوق (لبيك يا حسين) ♡

خطوات الاجنحةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن