الانتقام

14 1 2
                                    

الجزء ال VII من رواية أرض الأحزان الأبدي

الكاتب؛عبدالحكيم الحميدي

القرية اصبحت محتقنة للغاية كل فرد فيها يسعى لنيل جائزة ال1000 قطعة نقدية مقابل القبض على اندري و ومن معه فالحياة أصبحت لا تطاق في ظل النظام الشيوعي الفقر يكشر على انيابه و الحرب في ذروة الجنون ، اصبح اولكا و من معه لا يثقون في احد و الحزن يملئ قلوب الجميع على موت عشيقة اندري و على ما عاناه، في الخارج الرياح تشتد و لامطار تتساقط بغزارة الوحوش و الاشباح يملؤن المكان فهذه  الأرض لم تشرق عليها الشمس من زمن بعيد ، قضوا الرفاق ليلتهم المؤلمة في هدوء تام و في ساعات الفجر الأولى استيقظ "اولكا" على صوت الرعد فوقف لكي يرا من خلال النافدة فرأى فتاة من نور مرتدية فستان ابيض انها شديدة الجمال تقف فوق قبر "كارلا" فاسرع لايقاظ "اندري" من نومه و عندما رجع و رفيقه معه وجدوها تنظر الى النافذة و كلى يداها على قلبها ثم اشارت باصبعها نحو القرية ، فقال "اندري" ( يا إلهي انها كارلا) فاسرعوا جمعوا اغراضهم و لحقوا بها مسرعين وجدوها تتجه نحو سكة الحديدية المهجورة هناك يقع مكتب تحقيق يتبع للحكومة عُذب فيه الكثيرين من اهل القرية ، التفتت "كارلا" اليهم تحولت من فتاة شديدة الجمال إلى عجوز قبيحة و مخيفة جداً ثم تلاشت في الجو كأنها تقول لهم الإنتقام ولا شي غيره ، الان الضجر قاتل ، الرياح قوية و الامطار توقفت فجأة ولا صوت يعلو على صوت الذئاب الجائعة ، ذهب "اولكا" لتفقد المكان و "اندري" يراقب، فوجد أربعة من الجنود جالسين حول طاولة كانو يلعبون الورق منحنيين الرؤوس يبدوا إنهم نائمون ، فخطرت على باله فكرة جهنمية احضر حبل ولفه حول مقبض قفل الباب الخارجي و ربط الطرف الاخر من الحبل في عمود من الاسمنت كي لا يستطيع من بالداخل فتح الباب للخروج ثم ذهب لمحطة القطار يبحث فوجد عبوة من الوقود اعطاها "لاندري" صعد بها فوق المبنى  عندها فقط استيقظوا الجنود محاولين فتح الباب ولكن دون جدوى "اندري" مرتبك فوق المبنى و اولكا يقول له ضعها في فتحة المدخنة بسرعة يا صديقي ولكن اندري لا يريد ان يزعج الحراس و هم اشباح متواجدين في الجو في كل مكان ثم رأى "ولكا" اثنين من الجنود في الداخل ينفخان في أذني صديقهم مخرجين من انفه صوت قوي ، عاالي و مرعب جداً فهذه الحركة تسمى البوق وهي لطلب النجدة فوصل صدى هذا الصوت الى مركز المدينة و بعد خروج الصوت مباشرتا كان العالم بأسره توقف ليصغي فوضع اندري العبوة في فتحة المدخنة جاعلها تسقط للأسفل وقال؛ ( اليوم أثار لحبيبتي و تحترقون بالنار التي حرقتم بها قلبي) ثم اطلق رصاصتين على عبوة الوقود فاصبح المشهد مروع احترق المكتب و من فيه فقفز اندري و رجع مسرع هو و اولكا مطاردين من قبل الاشباح حتى وصلو الى المنزل، اصوات اقدام جنود المشاة على خطى وجل واحد ينشدون انشودة المشاة اصوات تتعالى، اندري من نافدة المنزل ينظر لقبر كارلا و الحزن يقطع قلبه فهذه الأرض هي ارض الأحزان ولا شيء غير الأحزان (عندما يحب الرجل النبيل يكون حبه صادق نابع من قلبه نقي دافئ) الان اندري يحاول الهروب من الواقع يتمنى ان ينام لاطول فترة ممكنة اصبح يغط في النوم طوال ايام الاسبوع ولا يغادر فراشه، حقاً خيبة الامل و الصدمة يقتولان المرء، #شيريكو هون عليك يا اخي نحن نعتمد عليك ولا يزال امامنا الكثير لنفعله  ربما ستجد فتاة جميلة أخرى تنسيك فيها، ففي حياتنا السابقة تركتني زوجتي و انا في اسوء حالاتي كنت مريض بالسل و لكن شأت الأقدار ان اشفي و ان احب الممرضة التي كانت تشرف على حالتي ولم يدوم الفرح طويلا ماتت في الحرب العالمية اثر صاروخ استهدف المستشفى التي كانت تعمل فيه، ارخرجت جتتها من تحت الركام و دفنتها و كنت في غاية الحزن فخرجت من المقبرة أركض بأقصى ما عندي حتى وقعت في ارض ضبابية أغمى علي فوجدت نفسي بينكم ولن تقف الحياة ما دمنا نتنفس ثق بي القادم سيكون اجمل.

يتبع...

أرض الأحزان الأبدية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن