لم يكن مجرد حلم :-
_تمهيد..
ارتدي مزئره الشتوي بلونه البني الغامق ، علي ملابسه الشبابية ، وقف امام مرآته يضع من عطره ذا الرائحة النفاذة ، صفف خصلاته بأهتمام وحرص ، بالاخير نظر لهيئته نظره اخيرة برضي ثم غادر الغرفة بعدما سحب مفاتيح سيارته الحديثة وهاتفه الجوال
هبط درجات المنزل الرخامية فوقع بصره علي اخيه الجالس بأستقراطية وغرور واضح واضعا قدما علي الاخري وبيده اوراق عمله يقرأها بأهتمام .. هتف باسما وهو يقترب من مجلسه:-
_مساء الخير يابوص
رفع اخيه بصره ورمقه ببسمة ابوية قبل ان تكون اخوية مجيبا عليه:-
_مساء الفل ياسراج بيهثم عقد حاجبيه سائلا اياه بأهتمام وهو يري مظهره المهندم بطريقة مستفزة:-
_علي فين العزم
نهض سراج عن المقعد الذي جلس عليه ورمقه ببسمة عابثة و:-
_ورايا معاد مهم مينفعش اتأخر عليه ثانية واحدة كمانوقبل ان يتحدث اخيه بشئ ، كان قد تركه وذهب بعدما منحه قبلة هوائية سريعة
تنهد اخيه بقلة حيلة وعاد ينظر لـ اوراقه مرة اخري لكن سرعان ما تذكر شيئا فترك الاوراق ، متجها نحو طاولة توجد في ركن ما في بهو المنزل عليها هاتفا ارضيا ، جمع رقما ما واتصل عليه ، قليلا وجاءه الرد
فتنحنح قليلا قبل ان يجيب علي المتصل:-
_ورشة المعلم ببلاوي ؟
اتاه من الطرف الاخر الاجابة بنعم .. فأكمل بنبرة هادئة:-
_قول لـ المعلم ببلاوي في عربية تبع سراج بية هتوصله كمان ساعة ، خليه يعمل اللازم ليهاثم اغلق معه فسمع ضحكة مكتومة تأتي من خلفه التف بجسده ليري من صاحب الضحكة ، فوجدها عمته نيرمين تنهد مرددا:-
_خضتيني ياعمتي ، فكرتك سراج والله
اقتربت منها قاطعة الخطوات التي تفصلها عنه و:-
_معقول نور الدين خايف من اخوه !!
نظر لها بأستنكار نافيا:-
_لا طبعا مش خوف
نيرمين:-
_لية بتستخدم اسمه في الموضوع دا بالذات ؟
عاد لمكانه علي المقعد الذي كان جالسا عليه قبل قليل جلس بطريقته العنجهية مرة اخري ثم ردد مجيبا عليها:-
_سراج في علاقة وطيدة بقيت بينه وبين الورشة دي بسبب عربيته اللي كل يوم يعمل بيها حادثة ويروح يصلحها ، فلما ببلاوي دا يعرف ان الشغل يخص سراج بيعملها بضمير اوي ، فقلت نستغله شوية بقيكانت قد وصلت له فربتت علي كتفه بحنان ناطقة بحب:-
_ربنا يخليكوا لبعض اهو هو يشيلك في تصليح العربية وانت تشيله في باقي مصايبهبعد قدمه عن الاخري واسترخي في جلسته راجعا بظهره لمسند المقعد وهو يهتف بتعب:-
_آها ياعمتي آها من مصايبه
****
صف سيارته في مكانها المخصص امام ذلك الملهي الليلي ، هبط منها ممسكا بمزئره بأطراف اصابعه ، بحركة غرورية القاه بأهمال علي كتفه ، وسار بخطواته نحو باب الملهي
القي الرجلان الضخمان التحية عليه ، فمن كثرة زيارته لـ المكان حفظوا وجهه ولكنه وسط تلك الموسيقي العالية والصخبة التي بدأت بالتصاعد ؛ لم يستمع .. فلم يرد عليهمالصالة المعتاد عليها دخلها فوجدها مزدحمة كالعادة ، كان قد تخلص من جاكيته بالخارج ، فتح اول ثلاث ازرار من قميصه وهو يتوجه نحو مسند دائري يستند علي الحائط بأحدي الجوانب كان فارغا كأنه ينتظر صاحبه
رسم بسمة عابثة علي شفتيه وهو يجلس علي المسند
اشار لـ النادل بأن يحضر له طلبه
ثم اراح يديه علي اطراف المسند جالسا بأريحة عليهتقدمت منه فتاة وجلست علي الفور بجانبه ، تبتسم بأغراء مرددة:-
_اتأخرت ياسراج اوي
نظر لها بعدم اهتمام مجيبا وهو مازال علي نفس جلسته:-
_دا معادي المعتاد يالارا ، وحتي لو اتأخرت .. يضايقك في حاجة ؟!
اؤمات بالنفي سريعا ، اخذت بالاقتراب منه اكثر حتي استوطنت احضانه و:-
_ميضيقنيش طبعا ، انت تتأخر براحتك وانا هفضل مستنياك طول العمر
سراج متنهدا بملل:-
_لارا انا مبحبش الكلام دا ، احنا بنتسلي فياريت متقلبيش الوضع جدقبل ان تجيبه اتي النادل بطلبه ، سحب منه زجاجة من الفودكا ذات التأثير العالي وصب في كأسا له ، بدأ بالشرب بنهم شديد
كأسا خلفه اخر ثم اخر
واخيرا تذكر تلك التي تسكن احضانه ، ف مسك كأسا اخر وقام بصب الفودكا فيه ومده لها هاتفا ببسمة وهو يغمز بعبث:-
_خدي وروقي يابيبياخذته منه ورشفت منه ، بينما عيونها كانت عالقة عليه هو
ذلك الغير مبالي بشئ ، العابث ، المستهتر ، الوسيم...!!
****
بعد اسبوع .. لياليه كما هي ، لا جديد فيها ، بالصباح شخصا وبالليل اخر ، الوتيرة تتكرر دون جديدليلته اليوم انتهت اخيرا بعد صخب عالي ورقص انهك قوته ، خرج من الملهي بخطوات مترنحة ، وهو يشعر بأنه اليوم تناول بطريقة بمالغة فيها الخمر ، بعد ان كان سيطلب من احدهم ان يوصله
رفض عقله بعند واقر انه سيستطيع
ركب سيارته بصعوبة وراح يقودها بالرغم عن حالته تلك بسرعة عالية جدانظر نور الدين لساعة هاتفه بقلق وهو يلاحظ تأخر اخيه الشديد فالساعة تعدت الثالثة والنصف فجرا
راح يقول بعصبية:-
_هيفضل طول عمره مستهتر كدا ومش مسئول ، عارف اني مبنمش غير لما يرجع وبرضوا بيتأخرنيرمين مربتة علي كتفه في محاولة منها لتهدئته:-
_اهدي يانور ، زمانه جاي متقلقش انت بس علي الفاضي ، دي عادة سراج يعني انت مش عارفه ؟
نور الدين بضيق:-
_عارف اني مبحبهوش يتأخر وكل مرة احذره ، بس برضوا يرجع يتأخر
_هو عارف انك مبتزعلش منه ومبتقدرش تعاقبه فبيدلع عليك
ارتفع صوت هاتفه بذلك الوقت ، نظر لـ اسم المتصل وجده سراج
رد عليه سريعا وهو يقول بلهفة:-
_سراج....
قاطعه صوت سراج الساكر الصارخ بدموع:-
_نور .. نور انا قتلت واحد
وراح يجس نبضه ويطمن عليه ثم اكمل:-
_نور دا مبيتنفسشوراح يبكي ..... !!
أنت تقرأ
رواية " لم يكن مجرد حلم " لــ زينب سمير
Mystery / Thriller_ المقدمة _ ما بين صراعات القلب المتحيرة ، ونزاعات العقل المتقهرة ، كانت تقبع اول خيوط الحقيقة ... ..... يديه ملوثة بالدماء ، عيونه ناظرة لـ السواد ، الصراخ يصم اذنيه ، وصوت الاصطدام يجعله لا ينام ظن ان يديه ملوثة بدماء البراءة لكنها كانت دماء الجري...