.. الاول ..

3.5K 128 5
                                    

لم يكن مجرد حلم :-

_ الفصل الاول _
_ حلم لا تفسير له ! _

راحت الرياح تضرب الاشجار التي تلتف حول المنزل بعنف ، تجعل اغصانهم تتشابك مصدرة اصوات مزعجة وكأنهم في صدام ، صوت اصطدام قطرات المياة بالارضية كان عنيف ، الشوارع لا يسير فيها احدا ، الهدوء يعم علي المكان وعلي تلك المنطقة خصيصا ..
وبوسط ذلك الهدوء الذي يعم المنزل ، ارتفع صراخه العالي ، كاسرا ذلك الهدوء ، انتفض نور الدين من مكانه بفزع تناول جاكيته الطويل المنزلي لاففا اياه حول جسده سريعا ، ثم توجه لـ الغرفة التي تجاوره بنفس الطابق
فقط يفصل بينهم عدة امتار ، دخلها بخطوات هجومية اشعل الضوء الذي يقبع مكبسه بجوار الباب ، وهو يصيح:-
_سراج
لكن سراج لم يستمع له ، راح ينازع في احلامه وكأنه يري اشباحا واصوات صراخه تتعالي وفقط
هزه بعنف وهو يقول بصياح:-
_سراج ، قوم ياسراج دا حلم مفيش حاجة
لكن ، وكأنه يحادث ثرابا !
كادت عيونه ان تدمع وهو يري اخيه بتلك الحالة ، جاءه صوت عمته من خلفه بتوتر:-
_برضوا كابوس ؟
لم يرد عليها ، وظل يحاول عبثا مع الاخر ، يهزه بعنف ، يضربه علي وجهه لكن لا يوجد امل..

انتفض سراج مرة واحدة علي فراشه يصيح وهو مازال غافيا:-
_دم .. دم .. دم

راح يحرك جسده يمينا ويسارا بهيسترية ، وعندما فشل نور الدين في التحكم عليه ، جلس بطوله كله اعلاه في محاولة منه ان يسيطر عليه
نظر لعمته هاتفا:-
_هاتي مية ساقعة وادلقيها عليه ياعمتي
نيرمين بأرتجاف:-
_حرام يانور ، الجو تلج
نظر لسراج فوجد جسده ساكنا بفعل سيطرته عليه لكن رأسه مازالت تتحرك يمينا ويسارا بهيسترية فقال بقلب موجوع:-
_هاتي ياعمتي علشان نريحه
رمقت ابناء اشقاءها بحزن ثم اؤمات بنعم

اختفت لحظات وعادت وبيدها الماء ، هتفت بدموع:-
_ابعد علشان هدلق
قال بأصرار:-
_ادلقي عليا وعليه
نفت برأسها مرددة:-
_ابعد يانور ، هو مش في وعيه لكن انت ...
لم تكاد تكمل كلماتها وكان سراج ينتفض مرة اخري بقوة بين يديه يهتف بصراخ ودمعه شاردة قد هبطت من عينيه المنغلقة:-
_متموتش ، متموتش
فصرخ نور الدين ايضا علي عمته:-
_ادلقي عليه وعليا قولت
ففعلت ما امر به ، ضغط علي اسنانه بقوة اثر الارتجاف الذب اصابه عندما اصطدمت المياة بجسده
لكن فكرة انه يعاني بنفس المعاناة التي يعاني منها اخيه تريحه كثيرا
انتفض سراج فاتحا عينيه ، يشهق بفزع بسبب تلك المياة المثلجة
ابتعد نور الدين عنه اخيرا متنفسا براحة ، قال سراج لعمته بتأنيب:-
_الجو تلج ياعمتو
رمقته بقلة حيلة ولم ترد ، هتف نور الدين بهدوء:-
_حلم برضوا ؟
تذكر ما كان يعانيه منذ قليل بأحلامه فقال بجبينين متناغصين:-
_دا كابوس مش حلم يانور ..
نور الدين وهو يستعد ليغادره:-
_اشرب المهدء ونام ومش هتحلم

بعدما غادر نظر لعمته قائلا بتبرم:-
_هو عرف منين اني مشربتش المهدء
لاعبت وجنتيه هاتفة ببسمة:-
_حس بيك ، غير انك بتوصل لـ الحالة الهيسترية دي لما مبتكونش شاربه
ثم اشارت بعينيها لـ شريط المهدء هاتفة بجدية:-
_اشرب يلا..
اؤما بـ حسنا بتزمر واخذ الشريط تناول منه قرص ، اخذ الماء الدافئ قليلا الذي يقبع علي الطاولة بجوار الدواء وشرب به القرص
غادرت عمته وبقي هو وحيدا
ينظر لسقف غرفته بحيرة ، بعدم فهم و توهان
فـ ذلك الحلم الذي يراوده ، يقلق منامه ، يعصف بكيانه ... حلم لا تفسير له..!
لحظات وانغلقت جفنيه بتعب وارهاق...!!
                                   ****
دخلت عمته خلفه فوجدته يقف امام شباكه الزجاجي ينظر لـ الخارج حيث الجو العاصف بجسد يرتعش من العصبية
وقفت خلفه تماما واضعة يدها علي كتفه فأنتفض بفزع ناظرا لها ، قالت بوجع عليه وعلي الاخر:-
_مالك بس يانور !
وضع يده علي خصلاته يحركها فيه بعنف صائحا:-
_هتجنن ، كل ما اشوف حالته دي ببقي عايز اعيط ياعمتي ، مش قادر استحمل حالته دي
لم تعرف بماذا تجيبه لتصبره علي وجعه ، هي تعلم بعشق نور لـ اخيه وجنونه به ، هو يلقي نفسه بالنار لـ اجله وعلي طيب خاطر ايضا ، بل سيكون سعيدا وفي غاية السعادة
عاد يقول وهو يتحرك في الغرفة كالمجنون:-
_سراج بقي بيخاف ينام ياعمتي ، وعلشان ميحلمش بيفضل راهق نفسه طول اليوم علشان ينام وميحسش بس برضوا بيصحي مفزوع...
لم تتحدث ، صمتت جاعله اياه هو يفرغ بما يشغل عقله فـ تابع:-
_هو علشان مبيحبش يظهر ضعيف حتي قدام نفسه مش راضي ياخد المهدء ، صح المهدء مش بيعطي تأثير كبير لكنه علي الاقل مبيخلنيش اشوفه بحالته دي
نيرمين بوجع علي سراج:-
_طيب اية رأيك نريحه و....
فهم ما كانت ستقوله فصاح بجنون:-
_مستحيل ، مستحيل اقوله حاجة ، سراج ممكن يموت لو عرف حاجة
بقله حيلة رمقته ولم ترد ، فـ همس هو:-
_سيبيني ياعمتي وروحي نامي

رواية " لم يكن مجرد حلم " لــ زينب سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن