.. الثاني ..

2.5K 101 3
                                    

لم يكن مجرد حلم :-

_ الفصل الثاني _
_ اسئلة جميلة ! _

بعدما انتهي سراج من تناول الطعام ، توجه لغرفة تغيير الملابس ، غير ملابسه وارتدي زيا رياضيا عبارة عن بنطال قطني قصير وكنزة رجولية شبابية والاثنان باللون الاسود بهما خطان فيروزان علي جانب الزي
توجه لـ ساحة الركض ، واستعد ليركض قليلا بينما اصدقائه فـ هم اعداء الرياضة بكل انواعها
اغمض عيونه ، راح يركض بسرعة متوسطة راحت تتزايد تدريجيا ، كان عقله هادئا لا يشغله شيئا لحظات وراحت ومضات تأتي في تفكيره
صراخ عالي ممزوج بشهقات فزع ، دماء تسيل علي يديه ، صوت اصطدام اشياء ببعضها لا يرها بسبب الظلام المغلف عليها
كلما تذكر كلما اغمض عيونه اكثر في محاولة منه ان يبعد تلك الافكار عنها
شعر فجأة بسيارة تظهر امامه وتتقدم منه بسرعة عالية فأنتفض نفضا وهو يفتح عيونه بقوة
كان يظن انها امامه لكن حمدا لله لقد كان يتخيل ذلك..

توقف بنصف الساحة تقريبا ولم يستطيع ان يكمل ركضه ، قرر ان يعود من حيث جاء ويكفي ما ركضه
التف برأسه مرة واحدة فوقعت عيونه علي فتاة تدخل لـ داخل الساحة من حيث بوابتها ، ترتدي زيا رياضيا ابيض اللون ، يفصل جسدها بطريقة شبة مثيرة ، خصلاتها رفعتها برابط شعر ، واضعة علي رأسها قبعة باللون الوردي الجميل ، ابتسم وهو يراها تقترب من مكانه ، صورتها باتت اوضح ، فتاة ببشرة خمرية تميل لـ البياض قليلا ، ملامحها لا تميل لـ الفتنة ولكنها ليست ابدا بعادية
كان بها شيئا مميزا لـ الغاية
اقتربت من مكانه بحيث فقط يفصل بينهم خطوات ، رفعت رأسها ورمقته بنظرة هادئة غير مفهومة ثم اكملت سيرها بكل هدوء
ظل بصره معلقا عليها
اما هي .. فلحظات وراحت تركض بسرعة فائقة

وبعدما كان ينوي العودة لـ اصدقاء ، غير رأيه واستعد ليركض مرة اخري

اسرع بخطواته كي يلاحق خطوات تلك الجميلة...
                                ****
طرقت بابه ودخلت بعدما سمح لها راسمة علي شفتيها بسمة هادئة ، نظر لها وعندما لمحها وتعرف عليها انتفض من مكانه هاتفا بسعادة:-
_نجوان !
ابتسمت مقتربة منه ، وقفت امامه ماده يدها نحوه ، اخذ يدها بين يده بقوة هاتفا بفرحة حقيقية:-
_اية المفاجأة الحلوة دي ؟!
نجوان وهي تسحب يدها من يده وتلف لتجلس علي المقعد المقابل له:-
_يعني عجبتك المفاجأة يانور
اؤما بنعم سريعا ، ثم جلس هو ايضا علي مقعده راددا:-
_عمتي هتفرح اوي لما تشوفك
عندما جاءت سيرة والدتها تنهدت بصوت عالي ، لكنها لم تتحدث بشئ ، فهتف هو بتفهم:-
_عارف انك محتارة وزعلانة ، حاسس بيكي والله
نظرت له تقول بنفي:-
_لا مش حاسس يانور الدين ، مش حاسس بواحدة واقفة بين نارين عايزة تقرب من ابوها اللي عنده استعداد يضحي بحياته علشان بس خايفة تسيب امها اللي بتعشقها ، عمرك شفت واحدة مش عارفة تقرر هي بتحب مين اكتر .. امها ولا ابوها ؟
رمقها بنظرة قوية ، ثابتة ، بداخلها حزن دفين وهو يتذكر حاله هو و اخيه ، هم بلا اهل منذ زمنا بعيدا و:-
_مفيش قرار او مقارنة ممكن تتحط ما بين الاب والام يانجوان ، انتي تقدري تتخيلي حياتك من غير عمتي ؟
اؤمات بالنفي سريعا فـ تابع:-
_وكذلك والدك ، كل واحد منهم في مكانة في قلبك خاصة ليه ، والدك من غيره ضهرك يتكسر ووالدتك من غيرها عمرك ما هتبقي سعيدة وهتحسي انك ناقصك حاجة
رمقته بحزن وهي تعلم انه قبل ان يوجه لها هذا الحديث فهو يوجهه لشخصه ، خرج صوتها متحشرجا:-
_لـ الدرجة دي انت بتعاني
كـ رجل بالثلاثين من عمره ، شخصيته هي التي تقوم عليها كل قوته ونفوذه هتف بجدية وصوت ثابت:-
_انا بحكي عنك انتي وحالك انتي ، حالك غير حالي غير حال سراج ، ومتنسيش انتي بنت وانا راجل ، يعني مشاعرنا بتختلف

رواية " لم يكن مجرد حلم " لــ زينب سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن