أنا أيضا أرتدي الجبة لكنني اخترتها على مقاسي، لماذا اخترتها أنتِ على مقاس باب غرفتك؟! وتردف استفزازها بضحكة..تتروى جمانة لتجيبها بسكينة..
في الحقيقة يا أخية لم أخترها على مقاس باب غرفتي، بل على مقاس استيعابي بأن هذا المكان هو التغذية عقلي وليس لإستعراض جسدي كي أختار له قياسا يبين تقاسيمه، وعلى مقاس حيائي، فأنا لا أرتضي أن ينظر إلي كل هذا الجمع الغفير من الطلاب والأساتذة، خصوصا وأنني لن أجني شيئا..نظراتهم وكلماتهم المعسولة ستنتهي في يوم ما.. لا يبدو أمر الرضا بنظري بالشيء المهم لأصرف جهد جهيدا بتحسينه في صباح كل يوم.
وأنا متأكدة من سلامة مظهري ومقتنعة بدرجة حسن وجهي فلا أحتاج تأكيدا من أحد فضلا عن الإثبات..
لكن ألا ترغبين بإلفات نظر أحدهم، إثارة إعجابه بك، وربما جره للزواج منك؟
فرغت جمانة فاها وأجابت:
نعم أرغب بذلك؟- ياه جميل جدا أخذت زينة بيدي جمانة، وهي في حماسها أكملت تسويلاتها:
إن شئت فأنا سأشتري لك أجمل من ثيابي..
دعيني أرى.. امممم تتمتعين برشاقة رائعة، طولك فارع لا تحتاجين إلى أحذية ذات كعب عال جدة، يكفي الكعب المتوسط لتكون لك شخصية مميزة...جمانة بنبرة متذمرة
- وماذا بعد؟!_أجلب لك مكياج من أرقى الماركات، وبأنواعه، مثبت مكياج كي يبقى طوال ساعات الدوام، ماسكارا لنوسع عينيك، آيلاينر لجعلهما ممدودتان ساحراتان، هايلايتر كي يكون وجهك
كقرص الشمس متلألئة، ولا ننسى الشدو وال..عفوا "زيونة"، لم تفهميني جيدا!
أنا أرغب أن يكون الإعجاب بي أنا، لا بجسدي ولا بعيني، ولا برموشي وأجفاني، ولا ولا.. بل بي أنا، أنا كما أنا، بكياني.. أنا بدون إضافات طول وعرض!
والشخصية يا عزيزة تصنعها التجارب وحسن التدبير والقراءة الواعية والثبات على مبادئنا الإسلامية ولا يصنعها الكعب متوسط العلو أو كثير العلو!
تملمت زينة.. قالت وهي تلوي راجعة الى مجموعة فتيات يشابهنها:
أنت وصديقتك تلك التي تشبه الباذنجانة بعباءتها عدوات للجمال!
أجابتها جمانة بإبتسامة ثم عادت الى القاعة وجلست قرب فاطمة:
اشتقت إليك يا عدوة الجمال!
ماذا؟!
هههه، سأقصص عليك الحوار الشيق بعد المحاضرة، الأستاذ يقترب من القاعة..أوو، قبل أن أنسی، ذكريني أن نسأل عن الهايلاينر ما هو؟
يا شقية، لا يوجد شيء اسمه هايلاينر!