بعد أن قطعت شطرأ من التأمل بأن هذا الشريك سيكون ملاصقاً لأيامك، وقد قبلت به بصيغة
الإيجاب والقبول ورضيت بكونه بشرا سسيخطئ في يوم ما.فأي الحبين أشد وأبقى؟
هدوء يعم المكان بعد حديث فاطمة الشيق، قطع السكون بسؤال أخر من إحدى صديقات زينة:
لكن يا فاطمة ما فائدة هذا اللقاء القصير، لن تتعرفي عليه جيدأ بهذه الطريقة، لابد من علاقة
طويلة كي تكتشفيه أكثر؟عزيزتي، هذا اللقاء كان جاداً ليس فيه مراوغة، نحن أمام أمر واقع وصراحة تامة لأنه تقدم
الخطبتي أمام والدي..لو إنه كان دون طموحي أو كنت دون ذلك لما تردد أحدنا برفض الأمر دون أي مضاعفات..
لو كانت هناك علاقة طويلة ثم اكتشفت او اكتشف ما لا يسره هل من السهل إنهاء الأمر؟
قد تقولين ماذا لو كان كاذباً الآن، فيعدك بما لن يوفي به لو تزوجت..
وأنا أيضا أسأل ماذا لو كان كاذبا بعد علاقة طويلة لأشهر وسنوات تحكمها المشاعر ثم يتبين أن الطرف الآخر كاذب؟!
أي حريق سيحدث في القلب، وأي جروح لن تندمل؟
فالحل الذي ترمم به مخاوفنا لو جاءنا أحد هو كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله):
من أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه..
احرزي خلقه، كيف يتعامل مع والديه، مع جيرانه، في دراسته وعمله، أدائه للأمانة..
صلواته، واجباته، هل يخمس أمواله، تعامله مع قضية الإختلاط، اهتمامه وحبه لأهل البيت
عليهم السلامالأمر صعب.. ربما لكنه ليس مستحيلا
لديك أب، أخ، أرحام آخرین وجنديهم ليتساءلوا عنه أسري الأمر لوالدتك كي تطلب منهم السؤال.هم وأنتِ أتعبوا أنفسكم، لتكن هذه الفترة أشبه بفترة ترحل من يبغي وصلا باحد الكنوز،
سعادتك وأسرتك أثمن من حمر النعم
سکون آخر، فاطمة تحملق بالعيون المكتسية برسمات الحيرة ومراجعة النفس.صفقت جمانة بيدها لتبدد الصمت هيا "افرنقعوا" عن العروس ، سيدخل الطلاب وبعدهم الأستاذ.
- أوه جمانة متى تكفين عن هذه الكلمة غير الفصيحة؟!
_تضحك فاطمة وتضحك باقي الفتيات.