الجزء الثالث : النفق المظلم

173 13 0
                                    

رواية : مبعوث الجحيم ( رواية رعب و إثارة)
الجزء الثالث : ( النفق المظلم )
بقلم : محمد الجوهرى
===================
فتحت رضوى عيناها و التفتت لترى أمام عينيها ... شبحا ... شبح هيلينا ....
لم تحتمل رضوى هذا المشهد فأطلقت شهقة قوية كتمتها بكف يدها ... التفت إليها أمجد فى ذعر .... فقد كانت تلك الشهقة كافية لتنبه هيلينا لوجودهم فى الغرفه ... فارتسم الغضب على وجهها الرمادى المرعب ... و التفتت جهة رضوى و امجد ... و توجهت إليهما فى غضب ...

تجمدت رضوى فى مكانها و هى ترى هيلينا تتوجه ناحيتها فى بطء و قد ارتسم الغضب على وجهها الرمادي حتى كاد يستحيل إلى اللون الأزرق ... انتظر أمجد حتى اقتربت هيلينا من التمثال الذى يختبئون خلفه  ... ثم جذب رضوى المشدوهة من يدها بقوه ليركضا إلى الناحية الأخرى تعقبهم صرخة غضب من هيلينا أرتج لها الدرج تحت قدمى رضوى و أمجد و هما يصعدان إلى الدور الثاني و لكن فى الاتجاه المخالف للحجرة الأولى ... قادها أمجد إلى ممر ممتليء بالغرف ... و بدا كأنه يبحث عن غرفة بعينها إلى ان تنفس الصعداء عند وصوله لغرفة معينه ... فتحها و جذب رضوى ورائه و أغلق الباب خلفهما فى هدوء ... كانت غرفة نوم واسعه فخمه أو كانت فخمه كما يبدو من بقايا الآثاث المتهالك فى الغرفه ... لم يلتفت أمجد لذلك كله ... و إنما جذب رضوى خلفه و توجها للشرفه ... و جلسا أرضا يلتقطان أنفاسهما ...
رضوى : ما هذا الذي .....؟؟
أمجد : هيلينا ... إنه شبح هيلينا ... أخت البارون ... التى سقطت من شرفة غرفتها بينما كان البارون يقوم بتدوير القصر ...
رضوى : شبح ... أى أننا نستطيع المرور عبر جسدها بسهولة ...
أمجد : هل تحسبي نفسك بطلة فيلما كارتونيا ؟؟ أهذا هو ما تعرفينه عن الأشباح ؟؟
رضوى : و من أين لي أن أعرف ؟؟
أمجد : كل إنسان مقيد له قرين من الجن يجري منه مجرى الدم ... و يقال إنه يسكن قصبة الساق اليسرى .. و أحيانا عندما يموت الانسان فجأه أو فى حادث أو يقتل ... يظل قرينه من الجن متخذا صورته و يعمل على الانتقام ممن تسبب فى قتل قرينه من البشر الذى كان يأويه فى جسده ... و يظل معلقا فى المكان الذى قتل فيه الانسان معتبرا أنه بيته و مكانه الخاص ... أو يقوم فعلا بالانتقام ممن تسبب فى قتل قرينه و أحيانا ينصب الانتقام على كل من يقابله ...
رضوى : هل تعني أن من رأيناه بالأسفل ليس شبحا بل جني !!!؟؟؟
أمجد : نعم ... قرين هيلينا الغاضب أو الغير مصدق أنها ماتت فى ذلك الحادث ...
رضوى : يا إلهي .... جني ....
نظر إليها أمجد فى دهشة و سخرية ...
أمجد : ما الفارق إن كان شبحا أو جنيا أو كيان شيطاني مادامتى تهربين منه و ينوي إيذائك ...
شعرت رضوى بسخرية حديثه و لكنها لم تبدي غضبها فحاولت تغيير سياق الحديث ...
رضوى : و ما هذه الغرفة التى كنت تبحث عنها بالذات ؟؟
أبتسم امجد ابتسامه مقتضبه و قد أشاح بعينيه بعيدا ...
أمجد : من الأفضل ألا تعرفي إجابة هذا السؤال بالذات...
رضوى : ولما ؟؟ إني أصر أن تخبرني ...
أمجد : يا للعناد .... إذا فليكن ... إنها غرفة هيلينا ...
تدلت فك رضوى فى ذهول و هي تقول فى رعب...
رضوى : هل كنت تبحث عن غرفتها كي نختبأ فيها ؟؟ و هى التى تطاردنا ؟؟
أمجد : إن تلك الشرفه التى نختبيء فيها هى نفس الشرفة التى سقطت منها هيلينا و بالتأكيد هى أكثر مكان تكرهه و أتمنى ألا تبحث عنا هنا ...
رضوى : تتمنى ... ألست واثقا من ذلك ...
أمجد : و كيف أثق فى تصرفات شبح مجنون يطوف القصر بحثا عمن ينتقم منه ؟؟

مبعوث الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن