مبعوث الجحيم

الجزء الأول : في عالمي

رواية : مبعوث الجحيم ( رواية رعب و إثارة)
الجزء الأول : ( فى عالمي )
بقلم : محمد الجوهرى
===================
نزلت الطبيبة نهال من سيارة ابنتها رضوى فى منطقة إنزال الحقائب أمام صالة السفر فى مطار القاهرة الدولى فى تمام الساعه الثامنه مساء لتلحق بطائرتها المتجهة إلى فرنسا لحضور أكبر مؤتمر طبي يتم عقده سنويا لعرض كل جديد فيما يخص علاج الأورام ... نزلت رضوى من السيارة لتساعد والدتها فى إنزال حقائبها من السيارة ثم ودعت والدتها بعناق قصير و ركبت سيارتها و انطلقت عائدة إلى المنزل ... كانت أسرة رضوى أسرة صغيرة عملية للغاية ... فوالدها كان رئيس إحدى شركات البترول و مقرها فى إحدى دول النفط بالخليج العربي .... و كان مقيما بصفة دائمة فى تلك الدولة و نظرا لمنصبه الهام فقد كانت له حرية السفر وقتما شاء بطائرة الشركة الخاصة ... فكان يقضى يومان أو ثلاثه مع أسرته فى كل شهر عندما تسمح ظروف عمله ... أما والدتها فهي طبيبة شهيرة و تحتل منصب مديرة مستشفى خاصة متخصصه فى علاج الأورام ... و كانت كثيرا ما تغادر البلاد لحضور مؤتمر أو إجراء جراحه فى إحدى الدول ... إلى جانب قيامها بالتدريس فى إحدى الجامعات الأجنبية الخاصة فى مصر ...أما أخيها الوحيد فارس فكان يدرس فى السنه الأولى فى كلية علوم الحاسب الآلي فى نفس الجامعة الأجنبية التى تدرس فيها والدته ... و التى تدرس فيها رضوى فى كلية الهندسة فى السنه الثانية ...

كان كل فرد فى تلك الأسرة منهمكا فى عمله أو دراسته ... أما رضوى و فارس كل منهم له مهام فى المنزل و له حرية مطلقه مبنية على أساس ثقه  غرسها فيهم والديهم مما ساعدهم على التأقلم مع غياب الوالدين الدائم عن المنزل ... و فى هذه المرة كانت والدتها سوف تنهى المؤتمر بعد ثلاثة أسابيع و بعد ذلك ستلتقى بزوجها فى فرنسا ليقضوا أسبوعا سويا بمناسبة عيد زواجهم ....

مرت رضوى فى طريقها لمنزلهم على المجمع التجارى الشهير لشراء بعض احتياجات المنزل من أطعمه و خلافه ... و عادت إلى منزلهم المكون من فيلا صغيرة ذات طابقين و حديقة صغيرة بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة ... قامت بإنهاء مهامها المنزلية و صعدت إلى غرفتها لتستريح و تتصفح الفيس بوك و بعض مواقع الإنترنت ... لفت انتباهها إعلان ترويجي عن برنامج أو تطبيق للهاتف الجوال يغطي احتياجات تنظيم الوقت و تنظيم الرسائل و المكالمات و تطبيقات التواصل الأخرى على الهاتف ... رغم وجود العديد من البرامج من هذا النوع على متجر البرامج على الهاتف إلا أن هذا البرنامج لفت انتباهها بشدة بسبب تلك صورة شعار هذا البرنامج فقد كانت صورة مبهمه تميل إلى الرعب و ليس لبرنامج تنظيم الوقت و تدوين ملاحظات ... فتحت رضوى بيانات التطبيق لتعرف معلومات أكثر عنه ... فوجدت أنه يشمل مجموعه كبيرة من الخدمات و البرامج المفيده و التى تحتاج إليها فعلا بالإضافة إلى ألعاب خفيفه و غرف محادثات و غيرها ... و يضاف إلى ذلك قدرة البرنامج على التفاعل الصوتي مع المستخدم ... و رغم أن سعر التطبيق كان يزيد عن مائة دولار أمريكي إلا إنه يمنح الراغبين فرصة استخدامه لمدة شهر كامل مجانا ..