رواية : مبعوث الجحيم ( رواية رعب و إثارة)
الجزء الثامن : ( صوت العزيف )
بقلم : محمد الجوهرى
===================
شمهورش : إن هذا الفارس يدعي بأنك قد اختطفت إنسيه و تحتجزها هنا فى قصرك يا بالثازار ... كما أنك قد حاولت قتل إتسي آخر ... ما قولك يا بالثازار؟؟
و هنا كشف المقنع الذى أشار إليه شمهورش وجهه ليفجر المفاجأة ...
ما أن كشف قزح عن وجهه ... حتى استشاط الغضب فى وجه بالثازار ... و مد يده فى جهة الحائط فقفز منجله من على الحائط طائرا ليستقر فى يمينه و هو يرمق قزح بنظرات غضب هادرة ...
بالثازار : يا لك من وقح ... كيف تتجرأ على الحضور إلى قصرى أيها الحقير ...
فى تلك اللحظه أنتزع باقى الملثمين من حرس القاضي سيوفهم فى لحظة واحدة و تجمعوا فى تأهب للقتال أمام القاضى و ابنيه و قزح ... بينما لم يحرك قزح ساكنا إنما علت وجهه ابتسامة ساخرة ...
و هنا صاح شمهورش فى غضب شديد ...
شمهورش : كيف تجروء ان ترفع سلاحك فى حضرتي ؟؟؟ و تشهره فى وجه مرافقي بل و تهينه أيضا ؟؟؟ أتعي ما تفعله يا قائد الجيش ؟؟؟
وضع بالثازار سلاحه بسرعه و انحنى راكعا أمام القاضي ...
بالثازار : إغفرلي غضبتي يا سيدي القاضي ... لم أستطع التحكم فى ردة فعلي عندما رأيت خصمي داخل قصري ...ارتفع صوت جنديب خادم بالثازار ليعلن وصول زائر جديد إلى القصر ....
جنديب : مولاى ملك الشياطبن و حاكم النار ... الشيطان الأكبر إبليس العظيم ...
دبت خطوات إبليس بقوه و هو يدلف إلى القاعه فى حراسة جنوده المقربين ...
إبليس : إحترامي و تقديري أيها القاضي ... ماذا حدث حتى تغادر قصرك و مملكتك و تزور بحر الشيطان و قصر قائد الجيوش ... لماذا لم تستدعيه للمثول بين يديك يا أبا الوليد ...
شمهورش : لأنه حدث جلل يا كبير الشياطين ... أنت تعرف أنني إعتزلت العمل لكبر سني و لا أغادر إلا لجلسات القضاء الهامة ... و لكن ما سمعته جعلني أغادر كهفى و أحضر إلى هنا لأتأكد بنفسي من رعونة قائد جيوشك ... و لكن بلغت به الوقاحة إلى إشهار سيفه فى حضورى و إهانة ضيوفي...
ألقى إبليس بنظرة غضب عارمة على بالثازار الذى مازال راكعا أمام القاضي ...
إبليس : عفوا يا قاضى الجان ... فمقامك أرفع من أن يتجاوز فى حقك أو حق ضيوفك أى جني ... و لكن هلا أخبرتني عن ما اقترفه ذلك الأرعن حتى يأتي بك إلى هنا ؟؟
شمهورش : بلغني أنه يحتجز إنسية فى برج قصره ... أتى بها إلى عالم الجن و أنت تدرك مغبة ذلك ... كما حاول ان يقتل إنسي آخر علانية و بيديه ...
إبليس : فلتجب القاضي يا قائد الجيوش ...
بالثازار : يا سيدي القاضي ... أما الإنسي الذي حاولت قتله فقد باعني روحه بالمال فهي ملك لي أزهقها وقت أشاء ... أما عن الإنسية فهي أسيرتي و رهينتي حتى يعيد إلي خصمي الإنسي الذي أملكه ...
شمهورش : أسيرة فى أى حرب ... هل أعلنت حربا على البشر كما يتبادر إلى أسماعي حتى تأخذ منهم الأسرى و السبايا ... و الأرواح لا تشترى فهي ليست ملك إلا لخالقها ...
بالثازار : و لكن يا سيدي ..
إبليس : لا تقاطع القاضي ولا تراجعه فى أحكامه يا قائد الجيوش ..
شمهورش : لقد حكمت لخصمك أن يعود بالإتسية فورا ... أما الروح التى تدعي امتلاكها فقد حكمت ببطلان هذا العقد ...و إياك أن تتعرض لكلاهما مرة أخرى يا بالثازار ... سيصعد ولدى عبد الرحمن إلى برج قصرك بصحبة الفارس قزح و يسلمه الإنسية قبل أن أقوم من مقامي هذا ....
يالثازار : سمعا و طاعة أيها القاضي ...
طرق قزح باب الإستراحة ثلاثا ... ففتح له مهاب مستبشرا و عانقه بقوة ... ثم غض بصره و رحب برضوى قائلا ...
مهاب : مرحبا بكي يا آنسه رضوى ... حمدا لله على سلامتك ... تفضلي بالدخول فالجميع فى انتظارك ...
دخلت رضوى إلى الإستراحة فانتفض الجميع ... و هتف كل من فارس و أمجد باسم رضوى ... و انطلق فارس و احتضن أخته فى شوق و لهفه ... و هى تبكي فرحة للقاء أخيها ...
فارس : حمد لله على سلامتك يا أختى الحبيبه ... لقد خشيت ألا نلتقي ثانية ...
رضوى : أخي الحبيب ... لكم اشتقت إليك ... و أنا أيضا خشيت ألا نلتقي ثانية ...
ارتفع صوت أمجد من جانب الغرفة فى هدوء و فرحه و قد سالت دمعه خاطفه من عينيه أخفاها بسرعه ..
أمجد : و أنا أيضا خشيت ألا ألقاكي ثانية يا رضوى ... حمد لله أنه أكرمنا بهؤلاء الأخوة الذين أعادوكي إلينا سالمة ...
رضوى : أمجد ... حمد لله أنك بخير ... لقد تركتك فى عمارة العفاريت ...
قزح : الحمد لله ... لقد أعدنا رضوى و ابطلنا عقد أمجد مع بالثازار ... و كل هذا بفضل أخي مهاب و مرافعته البليغه امام أبا الوليد ...
مهاب : الفضل لله ... و لكن الخطر مازال قائما يا إخوتي ...
ساجد : و كيف ذلك يا معلمي ؟؟
مهاب : لن نأمن شر بالثازار و انتقامه ... فما حدث له سوف يزيد من جنونه و غضبه علينا ... و يزكي نار الانتقام فى أعماقه ... و لكن الآن سوف يقوم ساجد بمرافقة فارس و رضوى إلى منزلهم و لنبقى على اتصال دائم على مدار الوقت ... أما أمجد سيقضي ليلته معي و غدا إن شاء الله يعود لأسرته ... و ليلزم جميعنا الصلاة و قراءة القرآن و البقاء على وضوء قدر المستطاع ... أما أنت يا قزح فلتنال قسطا من الراحة ثم لتبدأ فى الاستعداد لضربة بالثازار القادمة ...
كان بالثازار يعوى كالذئب الجريح ... و نار الغضب تتأجج فى أعماقه فراح يقطع بهو قصره جيئة و ذهابا و هو يحطم كل ما يقابله ... و قد وقف كبار قادة جيوشه فى خوف و خشوع ...
بالثازار : سوف أنتقم منهم جميعا ... سوف أصب عليهم جحيم غضبي ... أنا بالثازار ... كيف يتجرأوا على أن يتحدوني فى قصري ... لولا ذلك القاضي ... و حرصي على خططنا لما خرج أحد منهم حيا من رواق قصري ...
جنديب : خيرا فعلت يا سيدي ... فمعاداة أبا الوليد سوف تفقدك تأييد معظم أبناء الجن فى الممالك السبع لما له من احترام و تقدير و الجن و الشياطين ... لقد أصبت بصبرك عليهم يا مولاي ...
جلس بالثازار و قد أراح نفسه تعليق خادمه ... و التفت موجها حديثه إلى مساعدوه و قرسانه ...
بالثازار : لكن لابد لنا من تحرك فورى قبل أن تضيع هيبتنا فى عالم الجن و الشياطين ... سنبدأ المرحلة الأولى من خطتنا فورا ... أبلغوا رجالكم و ليعلم كل جني أرضي دوره فى حربنا المقدسة اليوم سنعلن عن أنفسنا أمامهم في كافة انحاء الأرض ... فليكشف الغطاء عن أبواب الجحيم ... و لنرى كيف سيواجهنا بنو آدم ...
أنت تقرأ
مبعوث الجحيم
Horrorرواية : مبعوث الجحيم ( رواية رعب و إثارة) المقدمه بقلم : محمد الجوهرى =================== هناك فى ذلك العالم الذى لا نراه .... إنهم يروننا من حيث لا نراهم ... ينظرون إلينا بعين الحقد و الحسد ... فقد فضلنا الله على كثير من مخلوقاته ... تلك الغيرة ال...