الجزء الرابع : عمارة العفاريت

155 13 0
                                    

رواية : مبعوث الجحيم ( رواية رعب و إثارة)
الجزء الرابع : ( عمارة العفاريت )
بقلم : محمد الجوهرى
===================
إنه ذلك الظلام الدامس المخملي مرة أخرى .... ولكن هذه المرة كانت رضوى تسير بخطوات ثابته فى وسط الظلام ... كانت تتجه إلى البوابه ذات المشاعل ... ها هي قد وصلت إليها و عبرتها ... أغلق الباب خلفها و لكنها لم تعطي لذلك بالا ... استمرت فى السير وسط الأغصان المتشابكه ... ذلك الشخص ذو العباءة السوداء و غطاء الرأس و ذلك المنجل الذي يحمله على كتفه ... و لكنه كان أبعد بكثير ... عبرت ممر الأغصان مازالت تسير بخطى ثابتة ...  كأنما تعرف هذا الطريق منذ نعومة أظفارها ... ما هذا إلى اليمين ؟؟ إنه قصر يشبه قصر البارون و لكنه أسود اللون و تتطاير من حوله الخفافيش ... تلقي رضوى عليه نظرة عابرة ... و تمر من أمامه فى عدم اكتراث ... تكمل طريقها ... إنه ليس طريقا التى تخطو عليه ... إنه ظلام دامس ... و ذلك الضباب الذى يصل إلى ركبتيها ... ما هذا صوت سيارة ؟؟ هل هناك سيارات فى هذا المكان العجيب !!! تقف أمامها السيارة فى عنف ... الشخص ذو المنجل ينظر فى غضب و يأتي مهرولا نحو السيارة ... من هذا الذى يفتح نافذة السيارة و ينادى رضوى ... إنه أخيها فارس !!! ما الذى أتى به إلى هنا ؟؟؟ رضوى تقترب من ناحية و الشخص الغريب من الناحية الأخرى ... هناك أشخاص آخرون مع فارس فى السيارة ... إنه أمجد ... أمجد يقود السيارة ... عجبا !!! الشخص ذو العباءه يقترب و فارس يترجل من السيارة و ينادى رضوى أن تسرع بالركوب ... يترجل شاب مضيء الوجه من السيارة ... يا إلهي ما هذا النور الذي يحمله ؟؟؟ الشخص ذو العباءة السوداء يتوقف لحظه و قد أغشى النور عينيه ... رضوى تهرب جهة الظلام نحو الشخص ذو العباءة و جميعهم ينادونها ... تقترب منه و تقترب ... يرفع منجله لأعلى ... رضوى تقترب و تركض باتجاهه ... يهوى بالمنجل على رقبتها .... و ....

استيقظت رضوى على صوت هاتفها يدق بإصرار ... يعلو ذلك الصوت الآلي ...
بالثازار : وقت الاستيقاظ أيتها المغامرة ...
رضوى : لا تتحادث معي ثانية ...
بالثازار : و لماذا ؟؟
رضوى : كيف تتركني وحدي فى ذلك المكان وسط الأشباح و لا تجيبني عندما دعوتك؟؟
بالثازار : أنا لم أتركك وحدك لثانية واحدة ... لقد أرسلت لكي أمجد ليرافقك ..
رضوى : لقد كدنا نموت نحن الاثنين .. و تركتني أقع فى يد ذلك الشبح و يجرني إلى المذبح ...
بالثازار : كل شيء كان تحت سيطرتي الكاملة ... أنا لن أخاطر بكي أبدا ... فأنا أخطط لكي خطط مستقبليه ...
رضوى : أى خطط تلك ؟؟
بالثازار : ستعرفين كل شيء فى حينه ...
رضوى : لا أريد أن أعرف الآن ...
بالثازار : يبدو انك تنسين كثيرا ... لا تنسي (تنفيذ جميع التعليمات فورا دون مناقشة أو تفكير)..
أصدرت رضوى صوتا متبرما و ألقت نظرة على الساعه كانت قد تخطت التاسعه ... انتفضت رضوى و قالت ...
رضوى : يا إلهي ... المحاضرة ... لقد نسيت إعداد البحث المطلوب ... ياللكارثة ... ضاعت منى درجات أعمال السنه ...
بالثازار : تم إعداد البحث و طباعته و تغليفه و تم تسليمه منذ ساعه فى محاضرة الساعه الثامنة و هناك نسخه منه على مكتبك ... الآن خذى حمامك الدافيء و جهزى حقيبتك استعدادا للسفر ...
رضوى : سفر !!! أى سفر ؟؟؟
بالثازار : الإسكندرية و الآن ... و العوده غدا صباحا ...
رضوى : لن أستطيع السفر دون موافقة والدي و والدتي ...
تحولت الشاشه إلى برنامج الواتس آب ... و ظهرت محادثة بين رضوى و والدتها ... قرأت رضوى المحادثه التى تطلب فيها من والدتها الإذن للسفر إلى الإسكندرية مع صديقاتها من الجامعه و المبيت يوما و العودة ... و بعد نقاش طويل ... توافق والدتها و تصرح لها بالسفر ...
بالثازار : لقد حصلت لكي على الموافقه المطلوبه .. هيا لا تضيعي الوقت ...
رضوى : و لكن هل أسافر الإسكندرية فى هذا الوقت من العام ؟؟؟
بالثازار : هل نسيتي مرة أخرى ؟؟ هيا إسرعي و مرى على اخيكي فى غرفته لتخبريه بأمر سفرك ...
رضوى : سمعا و طاعه ... مثل قرود الحكمه .. لا أرى .. لا أسمع .. لا أتكلم ...
بالثازار : مرحبا بكي فى عالمي ...

مبعوث الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن