الجزء التاسع و الأخير : نيران العذاب

145 18 10
                                    

رواية : مبعوث الجحيم ( رواية رعب و إثارة)
الجزء التاسع و الأخير: ( نيران العذاب)
بقلم : محمد الجوهرى
===================
سرت الرسائل سريعا فى جميع أرجاء العالم بين قيادات المقاومة البشرية التي تم إعدادها مسبقا لمواجهة ذلك الهجوم الذي تسربت أنباؤه ... و بالطبع كان الجن المؤمن بالله هم أسرع طريقة للتواصل فيما بين القيادات البشرية بعضها البعض و بينهم و بين قيادات جيوش الجن المؤمن على اختلاف عقائدهم...

كانت الرسالة مختصرة و واضحه ( مع آذان فجر الليلة) ... كل فرد كان يعرف دوره و يؤديه في صمت ... تساقطت جيوش الدول الرافضه للخضوع ... تهافتت الدول الكبرى على التواصل و تقديم يد المعاونه مع المالك الجديد لعالم البشر ... خرج السحرة يحتفلون مع حلفاؤهم بالنصر ليحجزوا مقعدا فى حاشية الحاكم الأعظم بالثازار...

وقف بالثازار فى خيلاء بجواده الأسطوري فى سماء عالمنا يشاهد جنوده الذين عاثوا فى الأرض فسادا و ذبحا و تنكيلا بالبشر ... حتى الملاحدة و عبدة الشيطان لم يسلموا من إيذائهم ... وقف إلى جواره أكبر قواده فى خنوع ...

بالثازار : ما هي أنباء الغزو أيها القائد هامان ...
هامان : كل يسير كما خططت له يا مولاي الملك ... لقد بلغت جحافل جيوشنا كل أنحاء الأرض ... و لم يذروا بشريا يحاول ان يقاوم إلا ذبحوه و مثلوا بجثته ... إلا الذين أختبئوا داخل بيوت العباده فلم يأتي دورهم بعد طبقا لتعليماتك ... و من حاول من الجن اقتحامها كان يحترق و لا يعود ... فاكتفينا بمحاصرتها و اصطياد من يخرج منهم ...
بالثازار : و هل تمت السيطرة على جميع مدنهم ؟؟
هامان : تمت يا مولاي سقطت جميع دول العالم فى قبضتنا إلا ....
بالثازار : إلا ماذا ؟؟؟
هامان أربعة مدن لم نجرؤ على الاقتراب منها فنورها يشع يعمي أبصارنا .... و عليها حراسات مشددة و نار تحرق من يقترب منها ...
بالثازار : أى مدن تلك يا هامان ؟؟؟
هامان : مكه و المدينة و القدس و بيت لحم ...
بالثازار : إذن أعد سرية من أقوى جنودنا و سأقودها بنفسي لإقتحام أشد تلك المدن قوة و تحصينا ... و أخبرني عن أشد مدينة استعصت عليكم ...
هامان : كما تأمر يا مولاى الملك ... إنها مدينة تدعى مكه ...

راح كفرة الجن و سحرة البشر يحتفلون بالنصر فى طرقات و شوارع العالم جهارا ... و يستقبلون جنود بالثازار فى فرحة و استبشار ... بينما كان بالثازار يقود جيشه فى اتجاه مكه ...
و لكن هيهات له ان يمس أم القرى ... حيث بيت الله الحرام و حيث ولد سيد الخلق و حيث نزل أمين السماء على أمين الأرض بكلمات الله التامات ...

أوقف بالثازار جيشه من الشياطين الذين كانوا برتعدون رعبا من النور الساطع الذي يعمى أبصارهم من أرض مكه المكرمه .. رأى بالثازار الرعب في عيونهم ... رأى أقدامهم تتراجع عن التقدم ... وقف بالثازار و صرخ بهم ....
بالثازار : ما لكم يا أقوى شياطين الكون ... أتخافون من اقتحام مدينة يسكنها البشر ...ها هم البشر أمامكم  أدخلوا عليهم ... و اقطعوا رؤوسهم و اعلنوا للعالم أجمع من هم جنود شياطين جيش بالثازار...
لم تلقي كلماته الحماسيه بأى أثر على رجاله ... الذين بدأ البعض منهم فى التسلل لواذا يعمره ... فلم يكن أمام بالثازار سوى إثبات قوته و صحة حديثه ... انطلق بالثازار بجواده بقوة باتجاه مدخل مكه ... و لكن ما أن اقترب بالثازار منها إلا و انتفض جواده رعبا و ألقى ببالثازار من فوق ظهره و فر هاربا ...
قام بالثازار من سقطته غاضبا ... و امتشق سيفه و انطلق صارخا بغضب ليدخل مكه المكرمه ... و لكن ما أن لامست قدمه أرض مكه ... حتى انتفضت الأرض بقوة و ألقت به بعيدا فى السماء حتى سقط فوق جنوده ... قام بالثاورا و أعاد الكره مرة ثانية و لكنها لم تختلف عن الأولى إلا فى أن الأرض قذفته أبعد من المرة الأولى ... و فى المرة الثالثه ... انتفضت أرض مكه عندما لامسها بالثازار و ألقت به بعيدا فى مياه البحر الأحمر ... و تردد صوت جهوري فى الأرجاء ... (إرجع يا عدو الله ... فللبيت رب يحميه) ... هنا تشتت جنود بالثازار و انطلقوا هاربين فى كل صوب ...

مبعوث الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن