الجزء السابع : ثورة الأبالسة

133 12 0
                                    

رواية : مبعوث الجحيم ( رواية رعب و إثارة)
الجزء السابع : ( ثورة الأبالسة)
بقلم : محمد الجوهرى
===================
بالثازار : يا سيدي ... لقد كانت الأرض ملكا لنا نتحكم فيها كيفما شئنا ... و حين شبت الحروب بين الجن ... هاجمتنا جيوش المخلوقات العلويه المنيره (الملائكة) وأعملت فينا القتل و التدمير ... حتى أنت يا مولاي وقعت أسيرا لهم ... طاردونا حتى سكنا البحور و كهوف الجبال و أعماق الأرض ... حتى تخلو الأرض لمخلوقاتهم الأثيرة ... حتى تخلو الأرض لتلك المخلوقات الحقيرة (البشر) ... لقد طردت يا مولاي من الجنه و من السموات ... لأنك أبيت السجود لآدم ... و نسله الضعيف الضائع ... ألم يحن الوقت يا سيدي لنسترد ما سرق منا ... الأرض بكنوزها و خيراتها ؟؟؟

نظر إليه إبليس فى جمود و قد استشعر الخطر فى حديثه ...
إبليس : هي أمامك يا بالثازار خذ ما تشاء من منعك ؟؟
بالثازار : أسنظل نرضى بفضلاتهم ... بيوتهم التى هجروها ... خرائبهم ... نجاساتهم ... لماذا هم لهم العزة و لنا الذل و التخفى و الإختباء ؟؟؟
إبليس : لأنه ليس لنا عليهم من سلطان إلا الذين أغويناهم ... و هذا عهد الشياطين ...
بالثازار : بالوسوسة و تزيين المعاصي و الموبقات و صغائر الذنوب ... أحفظ هذا الدرس الذى كنا نتلقاه صغارا ... ثم يستغفرون و يتوبون و يذهب كل ما فعلناه هباء منثورا ...

بدأ الغضب يبدو فى صوت إبليس الذى يتكيس فى حديثه مع قائد جيوشه ...
إبليس : هذه هى حربنا الأزلية مع بني آدم و قدرنا حتى قيام الساعه ...
بالثازار : بل هى حربك أنت يا مولاى ... قدرك انت ... و بيدنا تغييره ...
إبليس : إلى ما ترمى يا بالثازار ... تحدث مباشرة قبل أن يحل سخطي عليك ...
بالثازار : نحن أقوى منهم ... و نستحق ان نمتلكهم و نحكم مشارق الأرض و مغاربها ... نحن أكثر منهم أعمارا و أولادا و قوة و قدرة ... نستطيع سحقهم سحقا تحت أقدامنا ... لا أن نكتفي بإغوائهم ... إن مصيرنا واحد فى نهاية الأمر ... نار جهنم مخلدين فيها نتجرع الذل و الهوان ... فلنحيا إذا ملوكا منعمين و نضع هذا الجنس عبيدا تحت أقدامنا ...
إبليس : و انت يا قائد الجيوش ؟؟
بالثازار : ماذا عنى يا سيدي ...
إبليس : فى أى فريق ستكون فريق السادة ام العبيد ... فنصفك شيطان و نصفك آدمي؟؟؟
تأججت نيران الغضب فى وجه كليهما ...
بالثازار : بل سأكون أنا و نسلي و بنو جنسي من أنصاف الشياطين و أنصاف البشر ملوكا و قادة لما نتمتع به من قدرات فائقه فى العالمين ... الجن و الإنس ...
إبليس : إحترس لحديثك أيها الهجين ... سوف تلقى بالشياطين فى جحيما لا تطيقه حتى أنت ... بكلمات قليلة تصدر من أفواههم يحترق الجن و الشياطين ... و فى كل يوم تردني أنباء عن من تركوا ملتنا و آمنوا بدياناتهم ... مثل ذلك العفريت الذي أذاقك اليوم مر الهزيمة على أرض فرعون ... لقد خلق الإنسان ليعلو على كل المخلوقات ... و خلق بداخله خير يفوق الملائكه و شر يفوق الشياطين ... تفوقوا على الجميع ... هزمونا بأرواحهم و إيمانهم ...ما تريد أن تفعله سوف يوقظ الإيمان الذي نعمل منذ قرون على قتله داخلهم ... سيذهب كل هذا هباء بسبب نصف شيطان يريد الانتقام ممن خدعوه و انتصروا عليه .... إياك أن أسمع مثل هذا الحديث مرة أخرى و إلا جعلت منك عشاء لكلاب جهنم ... و الآن إنصرف من أمامي و لا ترجع إلا إذا استدعيتك ...
انحنى بالثازار أمام سيده ثم اعتدل و هو ينصرف قائلا ...
بالثازار : كما تأمر يا مولاي ... سأنصرف ....
أستأذن قزح فى دخول الإستراحة على أخيه و قائده مهاب و ضيوفه ... استقبله الجميع بالترحاب ..
قزح : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 
مهاب : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ... أهلا بك يا أخي ... هل لديك من أنباء ؟؟
قزح : نعم ... لقد أرسلت جميع جواسيسي و عملائي فى عالم الجن و فى أرض الشياطين ... و لقد حصلت على معلومات مؤكده ...
فارس : هل لديك أخبار عن أختى رضوى ؟؟ أقسمت عليك بالله أن تخبرني؟؟
ساجد : صبرا يا صديقي ... سيخبرنا القائد قزح بكل شيء ...
فارس : القائد قزح !! قائد أى شيء ...
مهاب : قائد جيوشنا يا فارس ...
أمجد : و هل لديكم جيوش يا سيدي ؟؟
ابتسم مهاب و وجه حديثه إلى ساجد ...
مهاب : فلتخبر ضيوفك عن كل شيء بعدما نسمع أنباء قزح ...
قزح : لقد اختطف بالثازار البشرية رضوى و أخذها إلى قصره حية ... و علمت بأنها الآن سجينة ببرج القصر .. كما انه قد طلب الوقوف بين يدي إبليس اللعين و التقا به بالفعل عند عرش الأخير فى مثلث الشيطان عبر المحيط ... و يبدو أن لقائهم لم ينتهي جيدا ... فقد خرج غاضبا و عاد إلى قصره و استدعى جميع قواد جيوشه فى اجتماع عاجل ببلاط قصره ... و أرسل يطلب لقاء ملوك الجن من الكفره و الملاحده وعبدة النار و جن المقابر ... كما أن إبليس استدعى حكماء الشياطين و مستشاريه ... و تم وضع الحراسة المشددة على قصر بالثازار ...
ساجد : و ماذا تعني كل تلك الإجراءات ...
فارس : إنها تشبه حالات الطواريء التى تعلنها الدول التى تزمع الدخول فى حرب فيما بينها ...
مهاب : أصبت يا فارس ... فمنذ فترة طويلة و هناك دعوات فى عالم الشياطين للثورة على حكم إبليس باعتباره قد ضمن الخلود إلى نهاية العالم بقيام الساعة ... و أنه يستغل الشياطين و يستهلك أعمارهم الطويله فى إرضاء غروره و كبره الذى أودى به و بنسله منذ أن أنزلق بتهور إلى ذلك التحدي و التطاول بين يدي رب العزة فى واقعة رفضه السجود لآدم ... و المروجين لهذه الأفكار يدعون أن إبليس هو السبب فى حرمانهم من الحياة فى الجنه فى الدنيا و الآخرة ... و اتضح مؤخرا أن مصدر هذا الأفكار هم النسل الهجين من الشياطين و البشر ... و الذين يتمتعون بقدرات عالية فى العالمين ... و ينتابهم دوما شعور بالنقص لعدم امتلاكهم هوية نقية ... إنها ثورة فى عالم الشياطين يا فارس..
أمجد : عفوا يا سيدي ... ما الغرض من تلك الثورة؟؟ هل يريدون السيطرة على حكم عالم الشياطين؟؟
قزح : لا يا أمجد ... إنهم يريدون السيطرة و الحكم للشياطين على عالم الإنس و ذلك باستغلال الجن و أعدادهم و قدراتهم ... ثم تمييز الشياطين فى مستوى أعلى من الجن ... يليهم أنصاف الشياطين و البشر ... فهم يعتبرون أنفسهم أسمى و أقوى المخلوقات و الأحق بحكم العالمين ... و نظل نحن فى ذيل القائمة عبيد و خدم لهم جميعا ... بينما سيعتبر من تركوا ملتهم و آمنوا بالكتب السماوية خونه يتم إعدامهم فى الحال ليكونوا عبرة لغيرهم ....
مهاب : و لكن يبدو انهم سيبدأون التحرك بأسرع مما توقعنا يا قزح ....
قزح : نعم يا أخى مهاب ... و إبليس يعلم ذلك جيدا ... لكنه قد أسقط فى يديه نظرا لحساسية مراكز معارضيه ... و لكن غروره و كبره لن يسمحوا له أبدا بالاستسلام لهؤلاء ...
أمجد : يا إلهي .... فى نهاية الأمر سوف ننتظر ان ينقذنا إبليس ...
مهاب : لا يا أمجد فنحن نعد العدة منذ زمن لهذا اليوم ...
فارس : عذرا يا سيدي ... و لكن من تقصد بنحن؟؟
مهاب : البشر و المؤمنون بالله من كل الأديان السماوية من الجن ... و قد أعددنا الجنود و العدة
لصدهم و الدفاع حياتنا و عن خلافتنا لله تعالى على هذه الأرض ... و قزح قد استحق منصب قيادة جيش العمار أو مسلمو الجن ...
فارس : و لكن ماذا عن رضوى ؟؟ هل سنتركها بين أيديهم ؟؟
قزح : لقد أعددت أحد رجالي يستطيع الوصول إليها ليطمئنها و يطمئننا عليها ... و لكنى فى انتظار تعليمات أخي مهاب ...
مهاب : خيرا فعلت يا قزح ...فليكن مستعدا للوصول إليها فى أى وقت نطلب منه ذلك ... لييلغها أننا نعمل على إنقاذها بالتعاون مع فارس و أمجد... و الآن سأخبركم بخطتي لإنقاذ رضوى ...
فارس : كلنا آذان صاغية ...
مهاب : لقد اختطف بالثازار رضوى ليجرنا إلى مواجهة معه لينتقم من قزح و أمجد ... فهو يبغي أن يسترد مهابته حتى لا تهتز صورته أمام جنوده بهزيمته و فراره أمام قزح ..
ساجد : و هل سنفعل ذلك ؟؟ أقصد هل سنرسل جنودنا ليقتحموا قصره و يستردوا رضوى ؟؟
قزح : للأسف هذا الأمر ليس خيارا مطروحا ... فقصر بالثازار قلعة محصنه .. كما انه يقع ضمن مثلث الشيطان و فى أرضه و سطوته ...
فارس : ما هى خطتنا إذا ؟؟
مهاب : سوف نستخدم القنوات الشرعية و القانونية ... ماذا كنت ستفعل إذا كان الخاطف بشري و كنت تعرف مكانه ؟؟
أمجد : كنا سنبلغ الشرطة ليستعيدوا رضوى ...
مهاب : بالضبط ... و نحن أيضا سوف نحرك دعوى قضائية ضده ... و لكن كما تسير الأمور فى عالم الجن و الشياطين ...
قزح : هل تقصد "أبا الوليد" ...
مهاب : بالضبط ... هذا ما أقصده ... سنسافر أنا و قزح الآن إلى بلاد المغرب ...و سنقوم بزيارة إلى كهفه الشهير ...
فارس : و من هو "أبا الوليد" هذا ؟؟ و هل سيستطيع إنقاذ رضوى؟؟؟

مبعوث الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن