بارت 5

36 7 3
                                    

لست اميل لأحد كما اميل لنفسي القديمة ..حقاً كم اشتاق لها ياليتني بقيت كما كنت وما انجرفت بسيل التجديد ...
بعد رحيل ابو جاسم دخلت للمنزل افكر ماذا افعل مع هذه المشكلة هل كان ينقصني هذا الأحمق لتكتمل مشاكلي..استقبلتني سرى قائلة اهلا بكِ اختي  لماذا تأخرتي هل حدث شيء؟
فقلت لها كلا لم يحدث شيء .
فقالت لقد رأيتكِ منذ نصف ساعة في الأسفل  ماذا كنتِ تفعلين كل هذا الوقت في الأسفل ؟
قلت لها هلا تركتني لامزاج لي .
فقالت هل قلت شيئاً ازعجكِ؟
قلت لها كلا لكنني متعبة هلا اجلت كلامك الى حين اخر ،
فقالت حسناً لكِ ذلك،
فقلت في نفسي ايا مصيبتي ماذا سأقول لها حقاً امر مزعج ...
حل المساء قمت بطهوا  العشاء وناديت لأختي واخذت طعام ابي لغرفته فوجدت رائحة الخمر تفوح منها شعرت بالأختناق ما ان فتحت الباب حتى ملئ كل البيت بتلك الرائحة المزعجة ..فالبيت صغير والغرف ضيقه فمن الطبيعي جداً ان تتنتشر الرائحة ..قمت بفتح النوافذ وايقضت ابي ..فصاح ماذا يحدث ماذا تريدين ؟
قلت له لا أريد شيئاً لكن الغرفة تفوح برائحة الخمر،
فقال وماشأنك بالرائحة اغربي عني،
قلت له قد جلبت طعامك َووضعته هناك على الطاولة ان احتجت شيئاً نادني،
فقال حسناً هيا اخرجي،
فخرجت كنت اشعر بالأختناق حقاً  كيف يحتمل الأنسان هكذا رائحة الأ يختنق ؟
فقالت سرى مابكِ؟ شحب لونكِ ..قلت لها الأ تشمين تلك الرائحة ؟
فقالت لقد اعتدت يا اختي،
فقلت لها وهل يعتاد الأنسان على الرائحة السيئة ؟
فقالت يعتاد كما يعتاد على كل شيء يا اختي،
فقلت ليتني استطيع الأعتياد لم انجح طوال عمري بالأعتياد على اي امر،
فقالت صحيح لم تقولي ماذا حدث اليوم لم تخبريني؟
ففكرت بيني وبين نفسي لأخبرها حتى لاتسمع من احدٍ اخر وتتخذ موقفاً ..فقلت لها في حين ...رن الهاتف فقالت مؤسف لماذا يرن الآن ...فقلت لها قومي بالرد احدثكِ فيما بعد.
قامت بالرد واذا بفتاة تتصل ..فقلت لها من ؟
قالت لاادري ..!
فسألتها  سرى من انتِ..فقالت انا زميلة محمد ومحمد.
فقالت سرى حقاً كيف حالها هل هما بخير لم نستطع ان نصل لهم منذ يومين؟
فقالت اعتذر عما سأقول لكن ارجو منكما ان تكونا قويتين اخذت الهاتف من سرى وقلت هلا قلتي الأن ماذا حدث..قال اعتذر لكن قبل يومين قامت الشرطة بمداهمت السكن الذي يقطن به اخويكِ ووجدوا فيه اشياء تحرض على النظام وقاموا بأعتقال كل من في السكن ومنذ يومين ونحن لانعرف عنهم شيئاً .
فقلت لها هل انت متأكدة هل تعرفين ماتقولين لعلكِ خلطت بينهما مع شخص اخر !
فقالت كلا اني اعرفهما منذ سنوات هما اكثر من صديقين لنا،
قلت لها وماذا وجدوا ماهي تلك الأشياء؟
فقالت حقاً لا اعلم لكن الشباب يقولون بأنها تحرض للقيام بثورة وهناك مخبر سري قد اخبر الشرطة واتت وداهمت مكانهم وحدث ماحدث ،
قلت لها اشكركِ جداً لقولكِ هذا لنا .
فقالت العفو  لكن كيف ستساعدونها ،
قلت لها حقاً ليس لدي ادنى فكرة والان سأغلق في امان الله،
قالت سرى قولي ان هما بخير وان هذا كذب
فقلت لها اهدئي الآن  ارجوكِ
فصاحت وكيف اهدأ هل تعرفين بأن من يدخل السجن لايعود وخصوصاً بهذه القضية قضية ثورة الأ تفهمين معنى ذلك !
فقلت وماذا افعل قولي لي ؟
فراحت  لأبي ودخلت اليه تبكي.
نظر ابي لها فقال ماذا حدث هل قمتي بضربها هل انتما طفلتان الم تكبرا ..فقالت اي ضرب هذا وأي طفلة
فقال ماذا تقول هذه؟
قالت لقد اعتقلوا احمد ومحمد ،
قال ابي ماذا وكيف ومتى حدث ذلك ؟الم يكونا يدرسان في الجامعة ..قلت له لقد داهموا سكنهم واعتقلوا الجميع .
فقال ابي من اخبركما بذلك ؟
قلت له فتاة من زميلاتهم.
فقال وهل امكما تعلم بذلك
قلت له لا لا احد يعلم
فقال هلا خرجتما من غرفتي ما شأني انا
فقلت له ماذا تقول اليس هما ولداك كيف تكون عديم المسؤولية ؟فقال كان عليهما التفكير بهذا قبل مساندة الثورة
فقلت له وماادراك لعل ماوجدوه ليس لهم
قال وماذا بأمكاني ان افعل ؟
قلت له كونك اب يجدر بك فعل اي شيء لا الجلوس وشرب الخمر نهض واراد ضربي فقال وانت تحمليني ذنب كل شيء اغربي عن وجهي ..فقلت له حقا انت اسوء اب في هذا العالم وكان قرارا صائبا حين رحلت عنك امي عديم المسؤولية والشخصية وحتى عديم المشاعر
تركتهُ وذهبت ..اتت سرى خلفي فقالت الى اين تذهبين ؟
قلت لها سأذهب للموصل لكي ارى ماذا جرى وكيف استطيع مساعدتهم..
فقالت وكيف تستطيعن الذهاب لوحدكِ  حباً بالله ؟
قلت لها ومن سيأتي معي ومن سأنتظر قولي؟
قالت سأقول لكن بالله عليكِ  لاتغضبي ..
فقلت من هو ؟
فقالت احسان .
قلت وكانني احتاج مشاكلاً لكي يكتمل بهذا الأحمق؟
فقالت هو يساعدك ارجوك..على الاقل سيكون هناك رجل معك ارجوك أقبلي .
قلت لها كلا .
فتحت الباب لأخرج  ..
فجاء احسان فقال الى أين تذهبين ؟
فقلت هل انت غبي هل مجنون ماذا تريد؟
قال لا شيء لكن خروج مجنونه في هذا الوقت خطر
فقلت له ماذا تهذي ؟
قال احسان لأنك ستقتلين كل انسان ترينه بهذا الغضب .
فصحت وقلت  له لست بحال المزاح هلا ابتعدت عن طريقي؟
فقال فهمت تريدين اللقاء بالقروي البائس !
قلت له حقاً انت رجل عديم الاخلاق ابتعد من امامي هيا .
قال مجنونه غاضبة ستحدث جريمة.
خرجت سرى فقالت ماذا حدث لماذا تصرخين  .
فقال احسان اهلا سرى ماذا يحدث فأختك تريد ان تقتل انساناً بهذا الغضب؟
فقالت لاتسأل ؟
فقلت ادخلي ياسرى وكفى حديثاً مع هذا الاحمق
فقالت لقد احظرت هويتك وبعض المال ظننت بانكِ ستحتاجينه في سفرك للموصل؟
فقال توقفي وهل تريدين الذهاب للموصل؟
فقلت لسرى اعطني وادخلي وانت لاتتدخل.
اعرف ان سرى تعمدت ان تقول كي يسمع احسان فهي تعرف بانه لن يسمح بذهابي لوحدي؟
فقال رجاءً قولا ماذا يحدث؟
فقلت واخيرا تتكلم بدون سخرية
فقال حقاً يا رؤى قولي ماذا يحدث؟
قلت لقد اعتقلوا اخوتي وسأذهب لرؤيتهم فقال ماشاء الله تذهبين للسجون وحدك وفي منتصف الليل اين والدكِ قلت له ليس لدي والان انا اتأخر بسببك
فقال سأذهب معك !
قلت هل انت مجنون ام عينت نفسك وصيناً علينا
فقال هيا تعجلي وكفي عن الكلام
قلت ارحل عني ؟
رحت امشي في الطريق الذي يؤدي الى موقف السيارات ..فلحق بي بسيارته فقال .اركبي ولاتعاندي ارجوك اقسم بأنني لن اترككِ هيا اصعدي قلت لكِ.
قلت له هل انت مصيبة ام ماذا ؟
فقال قولي ماتشائين لكن لن اسمح بذهاب فتاة لوحدها في منتصف الليل حتى لوكانت ابنة عدوي .
الامر ليس له ارتباط بكونكِ رؤى اوغيرها لكن الموضوع جاد حقاً لذا اصعدي ولاتعاندي هيا.
انصت لكلامه وفكرت لوذهبت لوحدي كيف اعرف ماذا افعل  وانا التي لم ادخل اي مركز او سجن في حياتي.
صعدت في السيارة في الخلف ورحت افكر ماذا عساي افعل ؟
مر وقت وصلنا لمنتصف الطريق فقال هل تريدين ماءً قلت له كلا...
فقال هل انت غاضبة مني ؟
قلت له بالتأكيد هل تظن بأن غضبي يزول لانك اخذتني للموصل  ..
فقال لم اكن انتظر ذلك اصلاً
فقلت غبي ويتحدث ايضاً فقال لماذا تكرهينني لا اعرف؟
لو انني لست بعلاقة مع اختك هل كنت تكرهينني ايضاً
فقلت بالتأكيد ؟
فقال اظن انكِ مجنونه حقا
قلت له كفاك كلاماً دعني افكر
قال فكري فكري ؟
اما في البيت بقيت سرى في قلق  عليّ وعلى اخوتي
فاتصلت أمي فقالت سرى لها بدون اي مقدمات ذهلت امي بما حدث وقالت وكيف تسمحين لاختك بالذهاب لوحدها هل كان ينقصنا ان يصيبها شيء هي ايضاً
فقالت سرى لقد ذهبت وانا خائفة جداً عليها يا امي وبدأت تبكي  ...
صاحت امي لاتخافي حبيبتي ستكون بخير لا تقلقي
لماذا لم يذهب والدك الدب ذاك عديم الشخصية؟
فقلت لها تشاجرنا معه لكن من دون جدوى ..
قالت امي لسرى اغلقي الهاتف وانا ساتصل باخي وعدة اماكن اعرفها لاعرف اصل الموضوع..فقالت لها حسناً
كانت امي من عائلة مرتبطة بالنظام الحاكم لذلك اتصلت بخالي لعلهُ يستطيع معرفة اصل الأمر ..
جاء ابي فقال اين اختك المجنونه اين رحلت
قالت ذهبت للموصل .
بدأ يصرخ ويقول كيف تذهب لوحدها هل هي مجنونه
فقلت له في حين رفضت الذهاب خلف ابنائك كيف تنتظر منها الجلوس هي والانتظار هنا بينما اخوتي لانعرف مصيرهم..
فقال لماذا لم تتصلا بامكما فعلى كل حال امكما ترتبط عائلتها بالنظام .
قلت له اتصلت لتوي
فقال ولماذا لم تمنعي اختك
فقلت وهل استطيع
وبينما نحن نتجادل جاء
ابو جاسم فقال ماذا يحدث
فقال ابي لاشيء
قال كيف لا شيء اين رؤى
قال ابي ماذا تريد منها
فقال اين هي وراح يبحث في الغرف
ثم عاد يصرخ هل هربت مع ذلك الفاسق كنت اعرف بانها ستفعل ذلك..ثم عاد لوالدي فصاح متى كنت تنوي اخباري بذلك  ...
فقال ابي ماذا تقول واي فاسق وي هرب؟
فقال نعم كيف ستعرف بأن ابنتك اصبحت حبيبة لاحسان وحين رأيتهما
هددتها بتركه والأ اخبرتكِ..فهربت معه اليس كذلك
تظن انها ستهرب ولن اجدها ..
قالت سرى ماذا تهذي انت ذهبت اختي من اجل اخواي
فقال ابي انت تتووهم فرؤى لاتحب اي احد
فقال انتما تكذبان تريدان مني التصديق وانا رأيت بأم عيني كيف كانا يتكلمان ضهراً

فقال ابي ان كان كذلك سأقتلهما ان كان هذا حقيقي
صاحت سرى اقسم بأن ليس بينهما شيء ..
قال ابو جاسم سأريكما بأن مااخبرتكما به   حقيقي
بقيت سرى متحيرة ودخل الشك لقلبها ..
صمتت سرى  لوهلة فصاح ابي بها وقال هيا اذهبي للنوم ..
قال ابو جاسم وانت لماذا لم تذهب مع ابنتك كيف تتركها تذهب كم  انت عديم مسؤولية
فصاح ابي كفى وهل انى مسؤول عن تصرفاتهم كلهم مجانين كأمهم..
فقال ابو جاسم غداً ستذهب معي خلفها
فقال ابي وماشأني ؟
فصاح به وهل تريدهما لكي يبقيا لوحدهما
قال ابي رؤى لاتفعل شيئاً كهذا كما قالت اختها ؟
قال وانت صدقت ان لاتعرف هذا الجيل
انهم مجانين حقاً

وصلنا للموصل عند حلول  الصباح
قال احسان هل اخذك لمطعم او اي مكان اخر لكي تاكلي شيئاً؟
فقلت له لا اريد خذنا الى السجن هيا ..
قال حسناً لن اصر عليك مجنونه ..
ذهبنا للسجن لكن منعونا من الدخول اصلا
قال احسان اتصلي بسرى واخبريها بالوضع تجدينها تشعر بالخوف عليكِ
قلت له نعم حقا كم نسيت ذلك
اجريت الاتصال واخبرتني بان امي وابي قادمان ذهلت من كون ابي سياتي ؟
فقالت لم ياتي بارادته فقد اخذه ابو جاسم
فقلت لها هذا ماكنت اتسائل عنه كيف ياتي ابي
فقالت سأسئل شيئا يا اختي؟
عرفت بانها ستسأل عن احسان
فقلت لها سأغلق الان فقالت اختي ارجوك
قولي لي هل هناك شيئاً بينكما ؟
فقلت ماهذا ياسرى هل انت مجنونه وهل هذا وقت هذا الكلام فقالت اعرف ليس وقته لكن ابو جاسم قال اشياءً سيئة ادخلت الشك فيني
قلت لها سأغلق نتحدث فيما بعد
قال احسان هل والداك قادمان قلت له نعم
فقال كيف حال سرى لقد بقيت لوحدها الان ؟
فقلت له ستذهب لبيت خالي
ثم قلت ابوجاسم قادم
فقال وماشانه حقاً بدأت انزعج من هذا الموضوع
فقلت له بسببك .
فقال وماشاني
قلت لانه يظن اننا في علاقة
قال ماذا هل هو مجنون وماشانه بك
قلت  له الموضوع ليس هذا الآن
فقال هل من مصيبة اخرى؟
قلت له سرى تظن اننا في علاقة فقد شكت بعد كلام ابو جاسم.
فقال وهذا ماكان ينقصنا...
قلت له ينقصني فانت من تدخل انفك بأموري
فقال حقا انت غبية كيف لا شأن للموضوع بي
فقلت له حسنا اغلق الموضوع فقد سأمت

بعد ساعة جاء ابي وجاءت امي كلاهما يريد ان يتشاجر مع الاخر
قالت امي لماذا جئتي لوحدك يا ابنتي ؟
فقلت لها وما شأنك
صاح ابي فقال وهل انا حجارة في البيت ؟
فقلت له اخبرتك لكنك لم تحرك ساكناً
قال ابو جاسم كنتي اتيتِ الي واحضرتك بنفسي لا ان تأتي مع الفاسق هذا .
قال احسان كفاكم صراخ على الفتاة وكانكم تهتمون
هل سأل احد عن حالها وكيف هي بدل التوبيخ
قالت امي كيف حالك يا ابنتي قلت لها بخير وهل يهمكم امري
قالت بالتاكيد يا ابنتي
قلت لها ابناك لانعرف عنهم شيئاً اقلقي عليهما
قال ابي وهل تهتم
قالت امي وكأنك المهتم
صرخت فقلت كفاكم لماذا تتجادلان في حين اخوتي بالسجن بدل ذلك ابحثا عن حل اعرفا مكانهما .فالشرطة لا تسمح بدخول اي احد .فقالت امي اتصل خالك قال بأنهما هنا .

انتظرونا ببارت جديد
برأيكم هل سيخرج محمد واحمد من السجن ولماذا اعتقلا وماهو جرمهما وكيف السبيل لخروجهما  ؟




عناق الأفكار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن