بارت 1

686 19 14
                                    

حين تكون وحيداً تداهمك الافكار والذكريات بحلوها

ومرها وتصبح اسيراً للماضي ،بينما اقلب صفحات

ذاكرتي تذكرت ايام طفولتي التي عشتها في قريتنا

الصغيرة ،اه على تلك الايام مااجملها تمنيت لوبقيت في

تلك الفترة من الزمن وماغادرتها لكن هيهات فلابد

للأنسان وان يكبر وتكبر معه همومه ومسؤلياته ،كنت
اعيش مع ابي وامي واختي واخواي ،كان ابي طبيب

في مستوصف القرية ،اما امي فقد كانت معلمة ،كانت

حياتنا تتسم بالبساطة ،لم اكن طفلة مشاغبة لكن كنت فضولية لذلك دائما كنت اتسبب لنفسي وعائلتي

بالمشاكل،كان ابي يذهب للمستوصف صباحا ويعود بعد الظهيرة، اما امي فقد كانت تذهب بعد اعداد

الطعام وتنظيف البيت وتاخذنا معها انا واختي اما اخواي فقد كانا طالبين في تلك المدرسة،لذلك نشأت

في جو عائلي يحبذ الثقافة وانا بدوري كنت طفلة فضولية كما اسلفتُ ابحث عن اي شيء يسد فضولي اللامتناهي ،
كنا نعود بعد الضهر نصلي ثم نأكل وبعدها ننام مرغمين لان ابي يأتي متعب لذلك تجبرنا امي على

ذلك ،بصراحة انا لم انم ابداً في تلك الايام ،فقد كنت بعد دخولي للغرفة أمثيل بأنني نائمةً حتى تذهب امي وتغلق باب الغرفة بعدها..انهض انا وابدأ بالعبث

بأغراض اخوتي الدراسية طالما سرقت الاقلام منهم ،وكانا يتشاجران كل منهم يتهم الاخر بسرقة

اقلامه ،اما اخوتي كانوا ينامون فعلاً لانهما مرهقين من المدرسة او يناما هروباً من الواجبات المدرسية،اما

اختي فكانت طفله بعمر الثلاث سنوات لذلك تتعب من الركض واللعب بالمدرسة فتنام فوراً،اما انا بعد

العبث باغراض اخوتي اتجه لاستراق النظر والسمع على امي وابي كنت اسمعهما يتكلمان لكن لم يكن بوسعي فهم شيء وكل محاولاتي تبوء بالفشل فأعود

الى فراشي متقلبة الى ان تتنتهي تلك الساعات فينهض اخوتي وانهض معهم وكأنني كنت نائمةً،بعد

نهوضنا تقوم امي بأعداد وجبة خفيفة لنا وبعدها

تدرس اخواني ،اما ابي يذهب لجارنا ابو وائل وكان لايعود الا ان يحل اذان المغرب فيأتي بعد الصلاة في

المسجد القريب من بيتنا ،كانت امي ترسل اخوتي خلفه للصلاة في المسجد ،اما اني فتأمرني بوضع المائدة وترتيب الاطباق ،كانت هكذا حياتنا قبل دخولي المدرسة، اصبحت من اذكى طلابها حتى انني اخبرت

امي بأنني لااريد الدراسة في هذا الصف لانني اعرف

كل شيء فيه،لكن امي قالت لايجوز
حاولت كي تعدل عن رأيها ..فقالت ليس بيدي بل بيد الوزارة ،فأستسلمت للأمر الواقع ،

عناق الأفكار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن