الفصل الأوّل

9.8K 272 17
                                    

أطياف الجحيم
بقلم أمل القادري

الجزء الرابع من سلسلة دماء الشمس
الاجزاء بالترتيب
دماء الشمس
أنين الروح
قلب التنين
أطياف الجحيم 

الفصل الأوّل

فتحت عينيها المتثاقلتي الأجفان على أثر ضوء ساطع اجتاح مقلتيها دون إنذارٍ ، اهتزّ جسدها وارتعش بعنفٍ فشهقت تستعيد أنفاسها بصعوبة ، تشعر بآلامٍ مبرّحة في كلّ شبرٍ من جسدها وكأنّ شاحنةً داست عليها ، حامت بنظرها تتأمل المكان حولها بغرابة واستفهام لافتاً انتباهها الخضرة الداكنة تحيط بها كلحافٍ أخضرٍ كثيف ، رفعت رأسها نحو الأعلى تشاهد خيوط أشعة الشمس الحامية تتسلّل من بين تشابك الأغصان الكثيفة  فتمنح الحفرة التي تحتويها بعض الاضاءة .
عقدت حاجبيها لا تفهم ما يحصل من حولها ، أغمضت عينيها تحاول حثّ عقلها على فهم ما يحصل معها أو تذكر سبب تواجدها في هذا المكان الغريب والمريب وعندما عادت خالية الوفاض انتابها الذعر و الخوف فانتفضت من مرقدها تتلفّت حولها بذعر،

حاولت تسلق جدار الأعشاب وإذ بغصن غض يخذل محاولاتها عائداً بها إلى قعر الحفرة مسبباً لها الماً مبرحاً
نصتت يخترق اسماعها أصوات الطبيعة المتناغمة بسمفونية بديعة ، حفيف الأشجار و تضارب الأمواج القريبة و زقزقة العصافير المرحة أثاروا فضولها،
« ماذا يحصل؟ ماذا أفعل هنا؟ أين أنا؟»
تلاحقت الاسئلة بعقلها تنتابها الصدمة حين انتبهت الى كفيها الملطخين بسائل أحمر داكن دبق و جاف ، و ثيابها الممزقة ملطخة بذات السائل ،
دماء !
إنَّها دماء؟
انتفضت بذعرٍ تتفقد نفسها ما إذا كانت مصابةً بجرحٍ ما وعندما تأكّد لها بأنّها سليمة انتابها ذعر من نوع آخر ، دماء من هذه؟! و لماذا هي مغمّسةُ بالدماء دون أن تتمكن من تذكر شيء يخص ذلك ؟؟!!
شهقت بذعر تحاول جاهدةً تذكر شيئاً ما، أي شيئ، وعندما عادت خاوية انتابها الجزع حين اكتشفت أنّها لا تملك جواباً لأي سؤال يخطر على بالها!

**************************

أطياف الجحيم ، الجزء الرابع من سلسلة دماء الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن