الفصل التاسع

3.3K 189 19
                                    

الفصل التاسع

« زكريا » ناداه بنبرةٍ ثابتة : « أطعِم ضيفنا و أمّن عودته إلى اليابسة ، انتبه الجزيرة مراقبة . »
انحنى الرسول احتراماً لجايدن معلّقاً : « سأبقى ، سأبقى هنا و بإمكاني استدعاء البقية ، أنتم بحاجةٍ ليد العون ، لن نتخلّى عنك مولاي . »
« لن نجبر أحداً على كشف ستره من أجلنا ، لطالما عشتم بينهم كأنّكم منهم . »
« و لكنّنا لسنا منهم ، و إذا كان سيشنُّ حرباً ضدّ قومنا ، لن نقف جانباً و ننكر أصلنا . »
« عدْ إلى المدينة و تحدّثْ إلى سيّدك ، كما أعلم مكانته مرموقة عند كايدين ، و لا أعتقده يغامر بحياته و عائلته و ومركزه من أجلنا ، اشكرْه على الخطاب وما يحتويه و لا تقمْ بأيّ ردّ فعلٍ إلّا بموافقته ، إنّه أمر من ملكك . »
أخبره يراقب الباب بترقّب ، إيڤا !!! لن تتوقّف عن عادتها تلك .
استوقف الزوج قبل أن يطأ الباب يحجب عنهم إيڤا التي ظهرت خلفه شاحبةَ الوجه على وشك فقدان وعيها .
جذبها من ذراعها ودفعها نحو غرفتهما، أدخلَها ومن ثمّ أغلق الباب خلفه هاتفاً بها : « في المرّة المقبلة اطرقي الباب و ادخلي بدل حركاتك المثير للحرج، اعلمي أن رائحتك دائماً تفضح تطفلك هذا . »
« هل هذا صحيح ؟؟ » سألته بنبرة مهتزّة يكسو ذعر عباراتها
«و لكن لماذا ؟؟ »
أغمض عينيه يحاول لملمة شتات نفسه ، قلقه من القادم ليس على نفسه بل على شعبه ، على الإناث و الأطفال الذين لا ذنب لهم بهذه الحرب .
« أنا لا أفهم ، من يكون كايدين هذا و لماذا سيشن حرباً علينا ؟؟ »
« إنَّها قصّة طويلة جداً إيڤا ، و لا أملك الوقت كي أقصّها عليك ، عليّ أن أذهب كي أخبر البقية بالقادم كي نستعد له . »
أجابها يرتدي ثيابه المعتادة على عجل خارجاً من الغرفة ، و هي قامت بالمثل ، ارتدت ثيابها المرمية على الأريكة على عجل و تبعته هاتفةً به : « أنا أملك الحق بمعرفة ما يجري ، ألستُ توأمتك !! هل أنت حقاً ملك ؟؟ كيف لم تخبرني بأنّك ملك ؟؟ »
انهالت عليه بالأسئلة تتبعه بالكاد قادرة على مجارات سرعته .
« إيڤا توقفي بحق السماء ، سأخبرك بكل شيء عندما أنتهي من اجتماعي ، اتفقنا ؟ »
«و لكن...»
« إيڤا » هدر بها بصوت أجفلها ، توقف دون انذار فكادت تصطدم به فحوى جسدها بين ذراعيه يمنع سقوطها يتنفّس بعشوائية ، لا ذنب لها بما يحصل، كان يجب أن يخبرها بحقيقته قبل الآن ، تنفّس بعمق يحاول احتواء مشاعره الهائجة يخاطبها بنبرة حاول جاهداً إخراجها لطيفة : « سأخبرك بما تحتاجين ، و لكن ليس الآن ، كايدين قادم إلينا ، علينا أن نكون جاهزين لقدومه ، لذا كل دقيقة تمر تحسب ضدّنا ، عديني بأنّك ستحسنين التصرف و تلتزمين الصمت إلى أن ننتهي. »
أومأت له تحاول إيهامه بأنّها قوية ، و لكنّها بالحقيقة تشعر بأنّها على حافّة الانهيار ، خائفة ، خائفة كثيراً من القادم .

أطياف الجحيم ، الجزء الرابع من سلسلة دماء الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن