الفصل الثاني والعشرون

3.1K 169 9
                                    

الفصل الثاني والعشرون

« ابنتي الحبيبة ! »
هتف كايدين يدعو كاثرين إلى حضنه بذراعين مفتوحة ، و هي لم تترددْ للحظة تجلس بحضنه ملقيةً برأسها إلى صدره تتنهّد باكتفاء .
« هل ما زلتَ غاضباً منّي ؟ » سألته .
ضمّها إلى صدره يلثم شعرها المجنون بحنان :
« هل ما زلتِ أنتِ ؟ » سألها .
هزّت برأسها : « لا ، لم أقوَ على الغضب منك بالرغم من كلِّ ما حصل ، إذ منذ لحظة استرجعتُ ذاكرتي استعدتُّكَ معها . »
« حسناً ، و أنا لطالما تذكّرتُك ابنتي ، لذلك يا صغيرتي بالرغم ما حصل لم أقوى على الغضب منكِ لأنّي لم أنسَ للحظةٍ بأنّك طفلتي و قرّة عيني . »
ملس على خصال شعرها يسألها بنبرةٍ حانية :
« هل ستخبريني بما يحصل بينكِ و بين جايدن ؟ »
« أنا غاضبة منه لأنّه ما ينفكُّ عن معاملتي على أنّي حساسة وبحاجةٍ لحمايته و يرفض أن يراني كَنِدٍّ له . »
اهتزَّ صدر كايدين بضحكة حاول كتمها فرفعت وجهها إليه ترمقه بغيظٍ : « بابا ، أيعقل هذا ؟ »
« أنتِ لستِ ندّه يا صغيرتي . » أجابها بالأمر الواقع .
« بل أنا ! » أجابته غاضبةً من ردّة فعله و هو أعادها إلى صدره رافضاً تحريرها يخبرها : « أنتِ قطعةٌ من روحه ، و سيفعل المستحيل لحمايتك ، حتّى من نفسه ، لأنّ ألمك يؤلمه و خذلانك يحطّمه ، لا تزيدي من تعقيد حياته يا قرّة عيني يكفيه ما مرّ به على مرّ السنين ، كوني يداً داعمةً له و ليس عليه ، كوني نسمةً لطيفة تنعش روحه و ليس ناراً متوهّجةً تزيد من لهيبه ، كوني أنثاه و ليس نِدّه يا ندّي . »
« أنا أحبّك بابا ، لا عجب أن ليليا تعشقك بكلِّ ما فيك . » أخبرته تملّس على ذقنه المشذّبة تتأمّله بعشقٍ تام هامسةً :  « جايدن يذكّرني إلى حدّ ما بك ، إنّه يشبهك بالكثير من الأمور ، بطبيعته و روحه و طيبته ، أنا أعشقه بابا ، و لكنّي بالرغم من هذا غاضبة منه ، و لن أرضى إلّا إذا قبل بشروطي التي وضعتُها قبل أن أهجره. »
هزّ برأسه مستنكراً عنادها : « هجرته ! و هل تقوين على هجرانه؟ أنسيتِ أنّك كنت مستعدةً لشن حرب عليَّ من أجله ؟ »
« آه ، حسناً ، ضعها في وجهي عند كلِّ منعطف ، أما كنت تخبرني منذ قليلٍ بأنّك لم تغضب مني و لا للحظة ؟ »
عاد صدره يهتز بضحكةٍ عميقة هذه المرّة دون محاولة إخفائها عنها و هي رمقته باستهجانٍ تستشيط غضباً ، نزلت عن حضنه هاتفةً به : « حسناً ، و أنا غيّرتُ رأي كذلك الأمر و قررتُ بأن أغضب منك ! » رفعت أنفها بشموخٍ هاتفةً و هي تغادر : «سوف أشكوك لليليا . »

أطياف الجحيم ، الجزء الرابع من سلسلة دماء الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن