الفصل الخامس عشر

4K 209 10
                                    

الفصل الخامس عشر

« ماذا تفعلين هنا ؟؟ » سأل جايدن كاثرين لحظة دخلت عليه الزنزانة ، لا يريدها أن تزوره و هو في هذه الحالة عاجزٌ عن تقديم دعمه لها أو وعدها بأنّ كلَّ شيءٍ سيكون على ما يرام و بأنّه لن يتخلّى عنها أبداً .
و كما دائماً يجدها مباشرةً بين أحضانه ، دون مقدمات و دون كلام ، كأنّ حضنه هو مكانها الطبيعي الذي تجد فيه أمانها و سكنها ، ضمّها إليه يلثم خصال شعرها الغجريّ يتنشق رائحته بعمق منتشياً منه حدّ الذروة و هي اندست به تسكن مقابل صدره و كأنّ حضنه هو كل ما تحتاج و ترغب و تريد .
« كيف حالك الآن ؟ » سألها بعد حين .
« ممممم » أجابته و كأنّها على وشكِ أن تغفو .
« هل استعدتِ ذاكرتك كلها أم جزءاً منها ؟؟ »
« كلها دون استثناء . »
أجابته تنصت لنبض قلبه الهادر بين أضلاعه .
حررته بعد حينٍ تغادر الزنزانة و هو راقب قفاها مستغرباً حالها ، هل أتت فقط كي تحتضنه و ترحل دون أيِّ كلام ؟!
و إذ بها تفاجئه بعودتها و لكنّها هذه المرّة تحمل بين ذراعيها أشياءً أثارت تساؤله عن ماهيتها ، يشاهدها تتجه نحو فراشه الفرديِّ الذي بالكاد يتّسع له، جثت أرضاً ترتبها فوقه بعناية .
« سأبقى معك ، لن أغادر هذه الزنزانة إلّا برفقتك . »
هتفت بنبرةٍ ثابتة ، تخبره بنبرة حاسمة أنّه ليس هناك مجالاً للنقاش .
« هل جننتِ إيڤا ؟؟ بكلِّ تأكيدٍ لن تبقي هنا ، لن تتحملي البرد و الرطوبة . » عارضها بصرامة .
التفتت إليه هاتفةً بنبرة هادئة : « سأتحمّلها كما أنتَ تتحملها ، سأنام بحضنك و أنت ستحميني من البرد و الرطوبة . »
« لا ، لن أسمح لكِ بهذا . » انتشل أغراضها عن فراشه مسبّباً تبعثرها، جذبها من ذراعها نحو الباب هاتفاً بها بحزم : « لن أسمح لكِ بالنوم هنا ، هيا عودي إلى القصر . »
« دعني !! »
صاحت به تقاومه زارعة قدميها بالأرض .
« جايدن توقّف . »
أمرته يتصاعد غضبها.
« أنت لا تعين ما تفعلين ، لقد ظننتُ بأنّه حين تسترجعين ذاكرتك سوف تسترجعين عقلك معها ، ماذا دهاكِ ؟؟ »
« ماذا ؟؟!! » سألته بانفعال تتوشح ملامحها بأمارات الصدمة : « هل كنتَ تراني مجنونةً و بلا عقل؟؟!! أهكذا كنت تراني طوال ذلك الوقت ؟؟!! »
هتفت بغصّة جريحة مثيرة شعوره بالذنب،
قلب عينيه ينفث أنفاسه بضيق ، عاجزاً عن مجاراة ثورتها!
« الرحمةهتف بعجز يحاول تليين الموقف « أنتِ الآن أميرة و تنحدرين من سلالةٍ ملكية ، لذا أليس من الأفضل لك أن تتصرفي على هذا الأساس ؟؟ »
سألها يشتم نفسه بسرّه إذ لم يجد مبرراً أفضل من هذه الحجّة الواهية .
و هي حدّقت به بذهول تحاول سبر أعماقه ، هل هو جاد بطلبه ؟؟ هل يريدها أن تتصرف كالأميرات ؟؟!!
و من دون تعليق غادرت الزنزانة على عجل تاركةً إيّاه يحدّق بأثرها بصدمة لا يفهم ما حصل أمامه للتو ، هل غضبت و رحلت ؟ أم ماذا حصل بالتحديد ؟؟؟!!!

أطياف الجحيم ، الجزء الرابع من سلسلة دماء الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن