الفصل العاشر

3.3K 276 39
                                    

الفصل العاشر

أخذ جايدن نفساً عميقاً يحتوي عبره ما يموج بجوفه من صراعاتٍ و صدامات يستعدّ لمقابلة ابن عدوّه ، نعم ، فهو أبداً لم يعتبر كايدين عدواً له ، لطالما قدّره و احترمه كملكٍ عادلٍ محبّ ، و أبداً لم يسمع عنه خبراً سيّئاً طوال فترة حكمه ، بل على العكس ، شعبه يحبّه و يحترمه و لا ينادونه إلّا بالحكيم العادل ، لأنّه لطالما كان عادلاً بحكمه ، و لكنّه بالرغم من عدله يتصّف بالحزم و الوقار و عدم إسقاط حقّه لأيِّ سبب ، كالسيف ذي الحدين ، حازم بعدله و حازم بعقابه .
أعطى الإشارة للحرّاس بفتح البوّابة ، و وقف شامخاً على رأس شعبه الذي تحوّل بين يومٍ و ليلة من شعب مسالم إلى جُندٍ مقاتل على أتمّ استعداد للدفاع عن ملكه و مستعمرته .

فُتِح الباب و ظهر من خلفه كايدين و حوله عصبته المقرّبة من جنوده و توءمه الذين يشغران يمينه و يساره ، للوهلة الأولى كانت نظرات كايدين نظراتٍ متسائلةً مترقّبةً ، مشغول باله بهويّة ذاك الذي استطاع أن يخفي أمر وجوده و وجود مستعمرته عنه لكلِّ تلك القرون ، و خاصّةً بعد أن سمع من توءمه أنّهم يعتبرونه ملكهم .

لحظةَ فُتِح الباب الخشبيّ العريض و ظهر خلفه ذكرٌ محاطٌ بعصبته من الذكور المتهيئة لأيِّ طارئ و من خلفهم إناثٌ بزيِّ و عتاد المعركة ذُهِل مصدوماً بقلّة عددهم و بالرغم من ذلك بشجاعتهم التي بدت واضحةً جداً للعيان ، على أتم استعدادٍ للدفاع عن أنفسهم ضدّه .
عاد بانتباهه إلى زعيمهم ، الذي تأكّدت له زعامته من وضعيته و وقاره و حجمه البارز عن البقية مثيراً تساؤله عن هويته .

أطياف الجحيم ، الجزء الرابع من سلسلة دماء الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن