الفصل الثاني

4.6K 216 8
                                    

الفصل الثاني

استيقظت من غفوتها على أثر صوت وقع أقدام تجول خارج الغرفة، فتحت عينيها بتكاسل تفكّر بأحداث الليلة الماضية ، الذكريات الوحيدة التي تملكها غارقةً بحالة من التشتت و الضياع ،
تململت تنفض عنها نعاسها، نزعت عنها الغطاء الصوفي و اتجهت نحو الباب حافية القدمين ، شقّته تطل برأسها تراقب محيطها بترقب يصلها صوت همهمةٍ آتيةٍ من آخر الرواق ، وعندما تأكدت بأنّها وحدها غادرت الغرفة قاصدة مصدر الصوت .

« انقل الأريكة إلى الغرفة الصغيرة الفارغة ، لا أريدها بمكتبي تعبث باشيائي . »
« الغرفة المجاورة لغرفتك ؟ » سأله زكريا .
تغضنت ملامح جايدن  ينتبه بأنّ الغرفة التي أشار إليها حقاً مجاورة لغرفته ، نفث بضيق : « من الأفضل أن تبقى بغرفة المكتب اللعين . »
« نعم أفضل ، أصلاً أنا لا أحبّذ فكرة وجودها بالمنزل بأكمله . » علّق زكريا يناوله حزامه الجلديّ .
أخذه منه يشدّه حول خصره محكماً إقفاله .
« و لا أنا ، إنَّها فترة مؤقتة ، فقط حتّى يطمئن قلبي بأنّها ليست مصدر خطر علينا ، عندها سأجد لها حلاًّ جذرياً . »
«  وهل تقصد بجذريٍّ قتلها ؟!! » سأله زكريا عالماً بطبيعة حلول جايدن الجذرية التي دائماً تنتهي بالقتل .  
رفع جايدن بصره نحو الباب يوليه كامل اهتمامه ، اتجه إليه بخطا خبيثة  و بحركة خاطفة فتحه على مصراعيه فاسحاً المجال لجسد إيڤا أن يتهاوى أمامه على الأرض تحت قدميه مباشرة .

أطياف الجحيم ، الجزء الرابع من سلسلة دماء الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن