٢

417 44 3
                                    

#المتشرفون بلقاء صاحب الزمان عجل الله فرجه  (٢)

نقل السيد عباس المدرسي -حفظه الله - :

ذهبت برفقة والدي المرحوم إلى لقاء العالم الرباني آية الله السيد حجت قدس سره في منزله الكائن خلف مدرسة الحجية بقم المقدسة .

فحكى لنا السيد حجت قصة وقعت له أيام دراسته قائلا :

  كنت في فقر مدقع مالي شديد إلى درجة لم أحصل أنا وزوجتي وأطفالي ما نأكله قدر الحاجة الطبيعية  ذات يوم حينما عزمت على الخروج إلى الدرس قالت لي زوجتي:

   يا سيد .. ليس لدينا اليوم أي شيء من الطعام على الإطلاق ، أنزلت رأسي خجلا وودعتها إلى الدرس ولما عدت إلى المنزل وجدت الوضع مؤلما للغاية...

  فدخلت غرفتي وصليت ركعتين هدية إلى سيدي ومولاي الإمام الحجة (عليه السلام) .

ثم قلت مخاطبا إياه .. سيدي لمن نحن ندرس ونتعلم السنا طلاب مدرستك ، السنا جنود نهضتك ؟

إذا كنا كذلك فأعنا على لقمة العيش كي نواصل طريقك .

ساعة وإذا بطرقة على باب المنزل ، ذهبت وفتحت الباب،  سلّم علّي الطارق وسلّمني ظرفا وقال :

كل شهر مثل هذا اليوم آتيك بمثله ولا تخبر أحدا وفي أمان الله !...

مشى ولم أستطع أن أكلمه بسبب التعجب والسرور والبهجة الغالبة .

دخلت المنزل وفتحت الظرف أمام زوجتي وكان فيه من المال ما يسد حاجة العوائل المرفهة في شمال طهران !

صرنا بذلك المال نشتري جميع حوائجنا المنزلية ويبقى فائض منه على الحاجة .

وكما اخذ مني العهد لم أصرح بهذا الأمر الغريب لأحد .

حتى جاء على وعده بعد شهر فقدم لي ظرفا آخر .

واستمر هذا الكرم شهران آخران حتى سألته :

هل من الممكن أن اعرف اسمك الشريف ؟

قال اسمي الحاج (...) من العمارة التجارية رقم (...) في سوق طهران .

وذات يوم كنت جالسا مع شقيق زوجتي وهو العالم الكبير آية الله الشيخ مرتضى الحائري ( رحمة الله عليه ) ابن المرجع الشيخ عبدالكريم الحائري مؤسس حوزة قم فبحت له بالسر .

ثم راحت الأيام حتى اليوم الموعود ، حيث كنت انتظر الرجل فلم يأت .. وانتهى الشهر ولم أره .

وبدا المال ينفذ وينفذ حتى نهاية الشهر الآخر فعادت الأيام بالضيق وصعوبات الجوع ، ثم تذكرت انه أعطاني عنوانه فلماذا لا أذهب إليه واستفسر عن سبب الانقطاع ؟!

وهكذا جئته على العنوان فدخلت عليه الغرفة ، سلمت وجلست حتى انتهى الحاضرون من مهامهم وخرجوا .

فدنوت منه وسألته عن حاله وكنت أود أن يفاتحني الموضوع بنفسه ولكنه لم يفعل ... ففاتحته به خجلا وقلت :

يا حاج .. كنت قد عودتنا على عطاء سخي وقد انتظرتك حسب الاتفاق في ثلاثة الأشهر الاخيره فلم أتشرف باللقاء ؟

خيرا إنشاء الله .

أطرق الرجل رأسه قليلا ثم نظر إلي نظرة الآسفين وقال : إن الذي امرني أن أعطيك امرني بالتوقف ! .

سكت الرجل ولم يتكلم أكثر من هذا .

هنا عرفت كم قد خسرت من لطف الإمام وكرمه عندما خالفت الشرط بان لا أبوح بالسر لأحد ولو كان آية الله الشيخ مرتضى الحائري

---------------------------------------
📖 قصص وخواطر قصة رقم 582 ص 617 .

قصص التّشرف بلقاء صاحب الزّمان (عج)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن