أنا كشابة مدمرة نفسيا

245 29 8
                                    


لا أجد من أهلي غير السخرية وطمس الآمال .
لا يحاولون أن يفهموا أفكاري ولا يهتمون بمشاعري .
يظنون أن
العائلة= توفير سقف فوق رأسك وطعام على مائدتك وكفى ....
كلما اختلفنا في شيء يقفلون باب النقاش بالصراخ والعويل أوالتهديد ....
لا يوجد تبادل آراء عندنا علينا أن نطيع كالعبيد ما يطلب منا ...
قد تأتي أيام لطيفة أحس فيها ببعض الانتماء لهؤلاء البشر الذين أعيش معهم لكن في الغالب لا أحد يطيق النظر في وجه الآخر وكل ما نفعله هو الشجار، .
حتى رفاقي لا يمتلكون ميزة الانصات والانتباه للمشاعر لا يحبون كثرة الشكاوي و حتى ان اشتكيت مما يحصل معي فإني لا أجد الرد الذي ارغب بسماعه . كل ما يفعلونه هو تبادل النكات والسخرية. غالبا ما احس وانا جالسة معهم انني ضائقة بهم ، هم في واد وأنا في واد ...

المكان الذي أدرس فيه يشعرني بالغثيان ، اغلبهم أناس متصنعون أنانيون ، ثم ان ما ادرسه سيأتي بحتفي لأني بطيئة جدا في الدراسة ولا استطيع الكف عن مقارنة نفسي بغيري ...

كل من حولي يتهمني بتضخيم الامور ، بأنني فقط سأتجاوز هذا الأمر إن اقتربت من الله أكثر و توقفت عن الانصات للسلبيات ...
الامر ليس بهذه السهولة ، لا يمكنك ان تعيش في مجتمع ولا تتأثر بهم ...
ثم إن علاقتي بربي لا غبار عليها إني أحب خالقي وأفعل ما يؤمره مني ...
لكني لا أرى السعادة في حياتي
احس ان الكل يعرف ما عليه فعله ، الكل مليء بالايجابية ، الكل لديه ما يعيش لأجله سواي ...
اني أنطفأ ببطء ، أمشي الي القبر بخطوات ثقيلة ،
عصابي تلفت ، كرهت حياتي بأكملها ، أنا وحيدة جدا ، أشعر بأن قلبي فارغ ....

لا اظن انني بحاجة للشرح فلربما وجدتِ نفسك في قصة هذه الفتاة ....
ربما نفسك القديمة ، ربما نفسك الحالية ، ربما رأيت وجه شخص تعرفينه قد حكى لك من قبل عما يمر به .
قد اقتبست بعضها مما حصل لي و بعض آخر كانت حكايا حكتها لي بعض الفتيات ....

واريد أن أقول لنفسي أولا ولكنّ عزيزاتي أنه :

ليس لنا ملجأ غير الله ولن يفهمنا أحد غير الله ،

وحتى ان وجدنا من قد يستمع لشكاوينا فسيأتي يوم ويملّ من كثرة الطاقات السلبية التي نفرغها اليه ، هم بشر أيضا ولديهم مشاكلهم الخاصة التي لا يخبرونك عنها فرفقا بهم وبنفسك ....

لذا لنختصر ذلك و نتقرب فقط لربنا ، ولا اقصد بقولي هذا أن نصلي ونكثر النوافل وعمل الخير بل أقصد أن نعرف ربنا أن نتأمل ونتفكر في خلقه في السماوات والأرض ، أن نعرف معاني أسمائه الحسنى و نحاول أن نشتق منها صفات تقربنا لله ، مثلا الله رفيق ، اذا علينا ان نرفق بأنفسنا بعقولنا بقلوبنا ونرفق بغيرنا ....

لا تتوقع من الناس أن يحتووك .ويتقبلوا كل سلبياتك ...
سجدتان نفرغ بهما ما في جوفنا خير من الدنيا ومافيها ،
لنتعلم المناجاة في الصلاة .. يارب انا ضعيفة قوّني يارب أنا متعبة أرح قلبي ، يارب لا أحد يفهمني غيرك ففرج همي ...

كنت انا شخصيا اشعر بخلو صلاتي من طعمها حتّى قيل لي أن أتدبر القرآن و أتذلل لربي بالدعاء وأنا راكعة ساجدة ... وكلما فعلتها احسست بشيء يتحرك في قلبي يطرد وساوس الشيطان .
صديقة كتبت مرة انها في قيام الليل قامت تقرأ قرآنها بتدبر وكان لها من المشاكل الشيء الكثير فأحست بتجلي عظيم...
قالت : وكأني داخلة على ربنا ....
تعلمت منها ان القرآن ليس فقط للقراءة الباردة ، ليس فقط للحفظ ، بل هو أن تعيش مع آياته أن تتفاعل معها أن تشغل خيالك وأنت تقرأه . وان تعمل به ايضا ....
تدبركِ للآيات مع سجدات تذلل سيبني حول قلبك قلعة حصينة لأنك تذللت للعزيز وحده سبحانه والعزيز يعزّ من تذلل له ...

أدعيه تلامس القلب ك:

ربي لا تحجبني عنك بكثرة ذنوبي واجعلني من المرضيين من عبادك المقربين .

يارب لا تتركني أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلمة والحقني بالصالحين...

ربي اني وهنت من كثرة المشاكل فأغثني يا مغيث

ربي تعبت من نفسي ومن وساوس قريني ومن كل من هم يحيطون بي فأرح قلبي بالقرب منك ...

يارب اني احس ان عائلتي متفككة الأواصر فألف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام ...

ربي هب لي من لدنك أخوات يعنني للتقرب منك ...

يافارج الهم وكاشف الغم يا مجيب المظطرين أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك مع عقوبتك ولا تقطع رجائي وتخيب دعائي ...

قد تحولين الألم الذي تعيشينه والغربة التي تندس بين جنباتك وأنت وسط معارفك إلى أكبر مكسب تحصلين عليه في حياتك ...
إنه معرفة الله .

اعيد النصح ببارت الصحة النفسية أن تقرأوه
جزاكن الله خيرا شكرا لوقتكنّ💛

في امان الله

كوني مسلمة قويةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن