في سن ال 16 فقدت أول صديقة لي..(م)
وفي سن ال 19 رحلت صديقة اخرى الى جوار ربها.
(ن)ما يؤنس قلبي ويرفع عنه بعضا من ثقل احزانه.
ان "ن" رأت في المنام "م" تبشرها ببعض البشائر.
وكانت "م" في حلة بهية جميلة .
كما ان "م" قبل وفاتها رات في المنام
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
واني لا ازكي على الله احدا لكني رايت من كلتاهما الصلاح والطيبة وحب الخير.فاختي(م) كانت فتاة الحنان والطيبة والقلب النقي
مليئة بالأمل رغم الالم، لا تشكو لاحد وتخفي احزانها بعيدا عنا ، فلا يظهر منها لنا غير الهدوء الجميل والسكينة والوجه المبتسم
حينما كانت رحمها الله تمسك يدي براحة يدها يصل شعور الدفئ مباشرة لقلبي .
كان صوتها لطيف وكلامها موزون ينتشل النفس المتعبة من تعبها.
هذه الحبيبة كانت كالنسمة في حياتي وحياة من عرفها، اغدقتنا بالهدايا و الحب
ومن بين ما اعطتني كتاب صغير اخبرتني انها تحبه كثيرا مرفقا برسالة رائعة اعادت ترتيب عقلي.
كانت دوما من تبادر للصلح ايام الخصام ولو على حساب كرامتها ،كأنها علمت انها ستكون الاقصر عمرا بيننا. ولعل قربها من ربها جعل عبوديتها لله تسحل الذات التي تمنع الناس من الخير.
فاللهم انت الرحيم ارحمها و ادخلها الفردوس.اما الحبيبة (ن) فكانت قوية الشخصية لا تهاب.
قيادية، لكنها مسالمة وداعمة كبيرة لصديقاتها.
تقوم باصلاح ذات البين وتهتم بنا جميعا بنفس القدر.
لطالما شعرت وانا انظر الى عينيها ان نظرتها تخترق روحي، وانها تستطيع كشف خبيآتي أنا الكتومة الحذرة .
ولا عجب فانها اهتمت كثيرا بلغة الجسد وطبقتها معرفتها على من حولها.
اخيتي الحبيبة لم تكن تتركني ابدا
حتى حينما تنهي موادها ويهب الجميع الى منازلهم
تظل هي معي تنتظر حلول حصتي التالية حتى لاأشعر بالوحدة . وغالبا ماكانت تاتيني لقسمي(صفي) لننزل معا للساحة ثم نصعد معا ايضا وتظل معي في الصف الفارغ نتحدث بسعادة الى ان يدخل احد الاساتذة فتنزل لصفها.
وقد حاولت رد جميلها هذا وبقية الاعمال الطيبة التي فعلتها لي في حياتها فلم اقدر على رده كاملا.
ولعلي ساستطيعه بعد مماتها بمواصلة الدعاء لها حتى لا تشعر بالغربة والوحشة الى ان يأذن الله لنفسي أن تلحق بها.كلتاهما كانتا مواظبتين على قيام الليل و مما اعلمه عنهما انهما كانتا بارتين بوالدتيهما تحكيان لهما تفاصيل يومهما وتاخذان بنصيحتهما على الدوام.
فاللهم اربط على قلب والدتيهما والهمها الصبر.ولعلي لا املك ان امسك مدمعي او اوقف عبراتي
و ليس لي قوة لان اغير حال قلبي الان مع هذا الجرح العميق الذي اصيب به.
لكني ادرك ان ربنا ارحم بهما من والدتيهما .
وان ابتلاءاتهما التي كانت في الحياة رفع لدرجاتهما.
وان ربي انعم علي بمعرفة هاتين الطيبيتين
اختيّ الغاليتين اللتين لمست صدق حبهما لي .
فواجب علي الان ان اترحم عليهما واستغفر لهما بقدر استطاعتي. وهذا ما اريد ان ادعوكن له ايضا
انتن يامن اعتصرت افئدتكن بمرارة الفقد ..يقول ربنا جل وعلا :
{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (10)ربنا اغفر لنا ولهم. ربنا اشغلنا بك ونعوذ بك من مضلات الفتن ومن الملهيات فإني لا ادري متى ساعتي وإني لا أملك زادا أستطيع الوقوف به أمامك ربي أرجوك ربي برحمتك أن تصلح حالي. و تهب لي قلبا أعبدك به. وتردني اليك ردا جميلا.
اللهم اجعلني واياكن ممن فقدت عزيزا ممن لا ينسون او ينشغلون عن الدعاء لهم.
فان الحب ما كان لله. وان صدق محبتك لهم يظهر الان بعدما توفوا.
والدمع والتكوّر تحت ظل الاكتئاب
لن يفيد فقيدك او فقيدتك
بل الدعاء والترحم والتصدق.
ومن لم تفقد فاسال الله العظيم رب العرش العظيم الحفيظ الكريم ان يحمي ويحفظ لها احبابها ولا ترى بهم سوءا.
(ادعين لهما ارجوكم واجركم على الله)
أنت تقرأ
كوني مسلمة قوية
Espiritualاني احاول ان اتعلم كيف اكون قوية واقف في وجه ضعفي و أفهم تناقضاتي . .كي امثل اسلامي ونفسي اعظم تمثيل . احاول ان اجد الاسلام الصحيح والتزم به ، فلا اكون متشددة معقدة ولا اكون مستهترة غير آبهة. احاول ايجاد طريقة ما كي افيد الناس بما يفيدني فكان هذا ال...