الندم

30 7 8
                                    


"الحارس وصل إيه أخبار حياتك في الملجأ ؟"

انصدم الآخر من الجالس أمامه لا يعلم ماذا يفعل لقد شعر أن روحه تركت جسده هلعاً من الواقِفَيْن أمامه وعيناهم مليئة بالحقد والكراهية ، شعر بأن يديه فقدت قدرتها على التحمل ليقع كل ما كان يحمله من حقائب .
ظل واقفا لبرهه من الوقت بدون حركة حتى أدرك أنه على وشك القتل ، وبدأ الهرب بعيدا لكنه لم يعلم أنه محاط بالكثير من الرجال

اقترب منه آديس بخطوات هادئه نظر له قائلا
"أكيد وحشناك ، احنا جينا علشان نقضى على حياتك ، سبناك عايش فترة طويلة جه الوقت إنك تزور قبرك "
رمقه الحارس بعد سماع حديثه بكل خوف وارتباك

كاد أن يقف الحارس إلا أنه تلقي ضربة قوية من أحد رجالهم ليقع أرضا ثم جلس بتعب وبدأ يتوسل إليهم ولكن أوقفه آدم الذى ينظر له بنظرات مُظلمة .

رمقه ذلك الرجل الملقى علي الأرض بندم ، عيناه تخبرهم بأن يسامحوه ويتركونه يعيش ليكفر على هذا الذنب الكبير ثم نظر إلى الأرض ليتذكر كل ما فعله بهم .
‏{Flashback}
أديس
"يلا نروح المكتبة لسة جايبين كتب جديدة والحلو إنها عن الشرطة وأنا عارف إنك بتحب النوع دا من الكتب "

آدم بإبتسامة بريئة
" أكيد مانا هكون ظابط وهقضى على كل مجرمين المدينة "
"عارف إنك هتكون عظيم وأنا هساعدك إنك تحقق حلم______"
كاد أن يكمل حديثه إلا أن أوقفته تلك الضربة الصاعقة على رأسه ليقع أرضاً
نظر آدم لصديقه الغارق بدمائه بجمود لا يعلم ماذا يفعل يصرخ ، يبكي ، أم يظل هكذا مثل التمثال لا فائدة منه .
اقترب منه ذلك الحارس والغضب يمتلكه قائلا
"قولتلك قبل كدا لو تخطيت الحيطة دي هقطعك حتت ومحدش هيعرف عنك حاجة بس إنت عنيد ومبتسمعش الكلام فمتلومنيش علي اللي هعمله فيكوا انتوا الاتنين "
أنهى حديثه وبدأت تنهال علي آدم الضربات كالمطر الشديد يشعر بألم فى كل جزء في جسده ولكنه لا يستطيع الحركة ، لا يقدر على الصراخ لذلك اكتفى بالصمت وتحمل كل ما يحدث به من عذاب وجسده الذى أصبح كالقمامة من كثرة آثار التعذيب عليه هو وصديقه الغارق بدمائه

{أغرياس : Agrias}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن