"الفصل التاسع"

104 6 0
                                    

"الفصـل التاسع "

كـانت محدقـة بـ السقفية بـ شرود ، تلف خصلة من شعرها على اصبعها ، ممدة على فراشها الجديـد بـ غرفتها ذات الطلاء الوردي ، تجولت بـ نظراتها في الغرفـة لم تكـن تتوقع أن " نيـروز" سـ تقوم بتغيير الأثاث كاملًا ، بـ الإضافـة الى الطلاء ، صـارت غرفتها گ غرفـة أميـرة بـ ذلك الأثاث ذو اللون الوردي الممزوج مع الأزرق الفاتح  ، الستائـر بـ ذات اللونيـن ، اكتظت منضدة الزينة بـ أنـواع العطـور و كريمات الشعـر المختلفـة ، كـان يومًا رائعًا بـ حق بالنسبـة لها ، لـم تتخيـل أن تعيشه مُطلقًا ، ساعدهـا كثيرًا على التقـدم عدة خطوات للأمام ، انها على حـافـة فصـل الربيـع ، سـ تُـزهـر أوراقها من جديـد ،سـ تُضئ بعد انطفائها .. هكـذا تشعـر ، تنهدت بحرارة و هي تتقلب على الفراش ، وسـط ذلك التغيير الجـذري بـ حياتها الى أن تفكيرها كـان يقـودهـا دومًا نحـوه ، لا تتمكـن من طـرد صـورته من عقلها ، كلماته الهادئـة ما زالت تترد على أذنيها و كأنها وليدة هـذه اللحظـة ، هـو وعدهـا بـ عـدم تركها و لم يُخلف وعده ، بـل أنه غيـر حياتها بـ الكامـل ، تـزيـن ثغـرها ببسمـة رقيقـة و هـي تعبث بـ خصلاتها ، لـم تعلـم كـم ظلت على تلك الحالـة حتى غلبها سلطـان النـوم فـ غطـت في سبـات عميق .
………………………………………………………………………………..
كان تفكيرها سطحيًا للغاية اذا قُورِن بـ تفكيره ، كـان هـو متوغلًا الى أعمـق درجـة ، منذ البارحـة و رأسـه لا يكف عـن التفكيـر و بـ ذات الوقت الإنكـار ..حتى رآهـا اليـوم و كـأن فؤاده ارتـوى بـعد ظمأٍ ، رؤيتها تأسـره ، ابتسامتها تختلس قلبه ببراعـة غريبـة ، و مـع ذلك كـان الإنكـار ملازمًا لـ كل نقطـة جديدة يُدركها ، و لكـن بعـد ايصاله لها لـ منزلها و تركهـا شعـر و كأنه ترك روحـه ، جـزء منه ، هنـالك شيئًا صـار ناقصًا بـ دونها ، تسلل ذلك الشعـور المريب اليه بعـد اختفائها عـن عينيه ، شعـور الاشتياق اليها .. لا يريدها أن تغيـب يومًا .. بل ثانيـة عـن عينيه ، كم كان سعيدًا لـ رؤية اشراقها اليـوم ، حتى أنه لـم يناقش والدته فيما فعلت .. و ان كان فعـل ، كان سيشكرها حتمًا ، لـ ذلك فضـل الصعـود لـ غرفته و الاختباء بها حتى لا تستشف ما يشعـر بـه ، كان جالسًا بـ شـرفـة غرفته ، رافعًا ساقيه على المنضـدة المستطيلة بها ، شابكًا كفيه خلف رأسـهِ ، مسلطًا لـ نظراته على نجمـة تلتمع في السـماء الحالكـة ، و كأنها هـي .. تـزيـن ثغره بابتسامة و هـو ينظر لها ، انها تشبهها اليـوم في الإضـاءة التي تشع منهـا ، تمتم بـ تنهيـدة حـارة :
_ أيار !
بسط ذراعه نحوهـا و كأنه يـود الإمسـاك بها لـ يجدهـا بعيـدة للغايـة ، بينها و بينه مسافاتٍ شاسعـة ، تراخـى ذراعه و هـو ينظر لها بـ قنوط ، لـم يعلـم كـم ظـل على تلك الحالـة ، حتى أن النعاس رفض أن يُداهمـه فـ تركه أسيـرًا لأفكـاره .
………………………………………………………………………………….
علـى مـدار الأيـام التاليـة ..

في طَي النسيان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن