الثامن ــــــــ الدين ـــــــــ صابرين شعبان

1K 67 1
                                    

المشهد الثامن

كفكفت دموع
جروحي
بأناملي

و وحشة ليلي
كأن أنيس روحي

لم يعد مؤذن العشق
يصدح بالغرام في محرابي

فمن كنت أظنه سندا
بيده رماني للهجر

لم ولن ألومك على الهجر يوما
فكما زرعت الورد يوماً
أزيل بنفس اليد
الأشواك

#لمار
بعد عدة أيام كانا يقفان في مكان بعيد عن مكان عملها بعد أن وجدته يقف منتظرا إياها لتسير قليلاً لتبتعد عن المكان حتى لا تراها أي من زميلاتها و هى تحادثه. سألته بلهفة
" متى ستأتي مع والدك حاتم "
رد يجيبها " أخشى أن يرفض والدك أبرار فيغضب أبي و تضيع الفرصة لنكون معا. كنت أريد وقت لأقنعه أولا قبل ذهاب والدي "
تعكرت ملامحها و ارتسم الضيق على وجهها " و لكن أبي ينتظرك ألم يخبرك أنه جاء لرؤيته و تحدث معه و أخبره على كل شيء "
اتسعت عيناه " هل ذهب أبي لرؤيتكم و تحدث مع أبيكِ. متى هذا فهو لم يخبرني بذهابه فقد اقنعته أن لا يفعل في الوقت الحاضر و يعطيني بعض الوقت لتدبر أموري قبلها "
نظرت إليه بحيرة " والدك كان يريد أن يأتي أيضاً للحديث و أنت أثنيته عن فعلها لماذا "
قال حاتم بتعجب " من هو إذن إن لم يكن أبي من ذهب لرؤيتكم "
****************※
كانت تنصت إليه على الهاتف و هو يخبرها عن مكان وجوده و يطمئنها عنه " متى ستعود للمنزل ماهر ألم يأن الأوان بني "
سألته صفاء بحزن فمنذ ذهب من المنزل لم يعود كما كانت تتوقع منه بل فضل أن يظل بعيداً و يحدثهم من حين لأخر في الهاتف. أجاب رافضا " ليس الأن أمي أحتاج المزيد من الوقت لأستعيد ذاتي لأعود ماهر القديم الذي كان عليه قبل أن يغادركم "
قالت تجيبه برجاء " عد بني و سنساعدك على العودة من أفضل منا نحن عائلتك لنكون بجانبك "
" فقط أعطيني بعض الوقت احتاجه "
لم تلح عليه كثيراً لذا سألته باهتمام " ماذا تفعل الأن "
رد بحماسة " وجدت عمل لي و هو يدر على الكثير من المال. ليس كثيراً بالمعني المفهوم و لكنه كثير بالنسبة لأول عمل جاد لي "
قالت صفاء بفرح " وفقك الله بني فلتطمئني عنك دوماً و لتأتي لرؤيتنا روان تسأل عنك دوماً "
رد ماهر واعدا " حسنا أمي سأفعل "
سألته بتردد " هل تحدثت مع والدك "
نفى بحزم " لا. لم أفعل "
سألته بعتاب" لماذا ماهر ألم يأذن الله بعد لتتحدثا "
رد بتحفظ " حسنا أمي سأفعل ذلك إن شاء الله "
قالت بحماسة متجاهلة المزيد من الحديث عن ذلك " أخبرني ماذا تعمل "
أجابها ماهر بصبر مخبرا إياها عن مكان عمله و اقامته في تلك الشقة التي لم يتركها رغم ضيقه من البقاء بها انهت معه الحديث بعد أن وعدها بالمجيء و رؤيتهم..
**************※
" تعالى أدخل "
قالها جسار لحاتم الواقف على باب منزله و ملامحه غاضبة. قال حاتم ببرود " لا بل أفضل أن نخرج للحديث في الخارج لا أريد لثمراء أن تعلم شيء من حديثنا "
قال جسار بلامبالاة " بل لتعرف لم أعد أتحمل هذا العبء على كاهلي "
قال حاتم بحنق " أيها الوغد هل تريد أن تهدم حياتك أنت أيضاً "
زفر جسار بحنق " لماذا أنت غاضب أليس هذا أفضل من رفضك. هل كنت تريدها أن تتزوج غيرك "
رد حاتم نافيا بعنف " لا و لكن كنا سنتدبر أمورنا دون الكشف عن ذلك "
رد جسار بمرارة " لا تخف لا شيء سيكشف لقد وعدني بعدم اخبار أحد رغم أني لم أطلب منه أن يفعل "
خرجت ثمراء بعد أن ارتدت ملابسها هاتفة " أخي لم مازالت تقف على الباب تعالى حبيبي لقد أعددت اليوم طعامك المفضل و كأني كنت أشعر أنك ستأتي لزيارتنا "
دخل حاتم على مضض بعد أن تنحى جسار من أمام الباب لف ذراعيه حول شقيقته يضمها بحنان و يقبل رأسها قائلاً " حبيبتي كنت أريد الخروج مع زوجك قليلاً و لكنه رجل ممل لا يريد الابتعاد عنكِ لثانية "
خجلت ثمراء من حديث شقيقها قائلة بعتاب مصطنع
" ألا تريد رؤيتي أخي "
قبل حاتم رأسها يطيب خاطرها " لا حبيبتي بل أردت أن أرحمك من ثرثرتنا على رأسك و أبعده قليلاً لتحظي ببعض الراحة حتى يحظى حبيب خاله ببعض الراحة "
ردت مؤكدة " لا تقلق أنا و الطفل بخير و أنت لست ثرثارا هيا تعالى أجلسا قليلاً لحين أعد الطعام لكم "
جلس حاتم في غرفة الجلوس و جسار أمامه متكتفا
" أخبرني متى ستذهب لتطلبها مع والدك "
رد حاتم بضيق " أنت كيف تخبره عن ما حدث بهذه البساطة بعد كل ما فعلناه تسمح بكشوف أمرنا بهذه البساطة هل تعلم لو وصل الأمر لأبي و أمي ماذا سيحدث "
رد جسار بعصبية " أنه حمل ثقيل و لم أعد أتحمله لم لا تفهم "
قال حاتم بغيظ " أفهم أنك غبي فقط "
زفر جسار بحرارة ثم اعتدل واضعا ذراعيه على ركبتيه شابكا أصابعه ببعضهما" حسنا أتركنا من كل هذا. متى ستذهب لطلب أبرار "
رد حاتم بضيق" غداً أيها الظريف فقد قابلتها اليوم و أخبرتني بانتظار والدها لنا "
ابتسم جسار و مد يده رابتا على ساقه بحماسة " مبارك لك يا صديق "
ابتسم حاتم غصباً و لكمه في ركبته قائلاً بمرح " لولا فعلتك ما هنأتني شكراً لك على ايه حال "
رد جسار بلامبالاة " لم أفعل شيء غير قول الحقيقة "
جاءت ثمراء قائلة " هيا أخي لنتناول الطعام "
نهض حاتم قائلاً بمرح " رغم أني لست جائع و لكن لن أرفض ذلك تعلمين أني أحب طعامك الذي تعدينه "
قال جسار بسخرية " ودعه إذن فالعروس المنتظرة لن تسمح لك بتناوله في مكان أخر بعد الأن "
نظرت ثمراء بتساؤل حائر فقال زوجها يفهمها
" لقد وافق والد أبرار على زواجهم و ينتظر أن يذهب و يطلبها مع والديكِ "
صرخت ثمراء بفرح و هى تلقي بنفسها بين ذراعي حاتم تضمه و تقبله بقوة " مبارك لك أخي "
قال جسار بحنق " أنتبهي حبيبتي هذا ليس جيداً على الطفل"
ضمها حاتم محيطا كتفيها بذراعيه قائلاً بحنان " نعم حبيبتي لا تنفعلي هكذا و انتبهي لنفسك هيا لنأكل فكما قال زوجك السمج لن تسمح لي أبرار بذلك بعد الأن "
ضحكت ثمراء و أحاطت بخصره و هى تقوده للمائدة تحت نظرات زوجها الحزينة فكاهله مثقل بالهموم تجاه كلاهم.

الدينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن