التاسع ــــــــ الدين ـــــــــ صابرين شعبان

1K 66 2
                                    

المشهد التاسع
وضعت رأسها على راحتها و نظرت لزوجها الصامت الذي كان يتطلع في سقف الغرفة بشرود " ماذا به جسار حبيبي يبدو شارد هكذا "
التفت إليها ينظر تجاهها و هو يتخذ نفس وضعها ليجيب " استيقظت الأميرة "
ابتسمت ثمراء " منذ وقت و الأمير لا ينتبه لها و غارق في أفكاره "
ملس على شعرها براحته الأخرى برقة و لمس وجنتها بحنان قائلاً " كنت أفكر بك. قلق على تركك وحدك هنا بعد ما حصل و أيضاً بعد أن أصبحتِ حامل ليس من الجيد تركك وحدك هنا "
قالت بمزاح " هل تفكر في حزمي في حقيبتك كلما سافرت لمكان "
ضحك بخفة " يا لكِ من ظريفة و لكنها فكرة جيدة و لكنها غير صالحة مع الطفل "
سألت بجدية مصطنعة " ماذا سنفعل إذن "
قال جسار بجدية " الأفضل أن تظلي منذ الأن لدى والديكِ لن أكون مطمئن و أنتِ وحدك "
اغمضت عيناها و انحنت رأسها قليلاً علامة الموافقة و قالت لزوجها تطمئنه " لا بأس جسار كما تريد " لا تريده أن يقلق و هو بعيد خاصة بعدما حدث يكفيها ما تشعر به من ذنب تجاهه و هى تخفي عنه ذلك السر
تنهد براحة و تخلل خصلاتها برقة " هذه حبيبتي "
سألته باهتمام " هل هذا كل ما يشغلك "
رد بارتباك" نعم ما يقلقني أكثر من سلامتكِ "
اقتربت و اندست في صدره و هى تدفن وجهها في عنقه قائلة " حسنا حبيبي إذا كان هذا ما يقلقك لا تخف على سأكون أكثر حرصا "
لف ذراعيه حولها و شدها لصدره أكثر و أنفه تستنشق عطرها بقوة ليملأ به صدره غير مصدق بعد هذا الوقت أنها عادت و معه مرة أخرى و كل شيء بخير  .

*************※
"تعالى ماهر أدخل اشتقت إليك"
كانت روان تشد على يد شقيقها ليدخل معها  كانت والديه جالسين بصمت. ما أن رأته والدته حتى هبت لتضمه قائلة " كيف حالك حبيبي كل هذا الوقت لم تأتي لرؤيتنا "
جلس بجانبها قائلاً " تعرفين العمل الجديد أمي يأخذ كل وقتي و ما يتبقى فقط لأغفو قليلاً قبل الذهاب "
مرت راحتها على صدره و ذراعه قائلة بحزن " لقد نحف جسدك أكثر مما كان ما بك ألا تأكل جيداً "
قال سالم بهدوء " يبدو أنه لا يجد وقت ليعتني بنفسه لا أعرف لم لا يعود للمنزل و يتركك تعتني به "
رمق والده بتوتر " أحتاج للبقاء وحدي قليلاً ربما يوما ما"
كان فقط يجيبه على طلبه الذي عرضه عليه عندما ذهب لرؤيته من عدة أيام ليعود معه. هو حقاً ليس مستعد للعودة الآن يحتاج للوقت ليستعيد بعض من نفسه التي اهدرها في الغضب و الانتقام. قالت صفاء بحرارة " حسنا على الأقل تأتي لتناول الغداء معنا كل يوم حتى نطمئن أنك بخير "
قالت روان برجاء " أجل ماهر أرجوك لتأتي لتناول الطعام على الأقل ستهتم أمي بأعداد طعام شهي كما كانت تفعل و أنت هنا "
ضحك ماهر قائلاً " أيتها الشقية هذا فقط ما يهمك "
ردت صفاء بحنان " لا تصدقها هى فقط تستدرج عطفك لتوافق على المجيء و لكنك ستفعل غصباً عنك لأنك لو رفضت سأتوقف بالفعل عن صنع الطعام لحين تعود و ذنبهم في رقبتك سيموتون جوعا "
تذمرت روان " لا. أرجوك أخي لتأتي و تنقذنا "
رد ماهر باسما " حسنا لا بأس لكن بشرط واحد "سألت روان بلهفة" ماذا أخي قل ما تريد "
قال يجيبها بأمر " فلتعدي لي بعض الطعام الآن فأنا جائع للغاية بالفعل و لا طعام في منزلي هناك "
قال سالم لزوجته " بل تذهب مع والدتها لتعده و تتركاني أتحدث معك قليلاً "
نظرت صفاء لزوجها بتوتر  فعلم أنها تخشى أن يتشاجر معه و يترك المنزل  . قال سالم بحدة " أذهبي صفاء لن أكله و لن أتركه يرحل لا تقلقي "
نهضت على مضض و أخذت روان معها  فقال سالم بحزم " ألم تفكر بعد في العودة لتريح والدتك و شقيقتك ما الذي تنتظره أكثر من ذلك "
سأله ماهر بضيق" هل تصالحت مع أمي "
رد سالم بحدة " نحن لسنا المشكلة هنا و لا علاقة لك بما يدور بيننا لم لا تفصل بيننا و بين عودتك "
رد ماهر بغضب " لا استطيع ذلك. ما فعلته هو سبب كل ما حدث من توتر في عائلتنا "
قال سالم ببرود" فعلتي لو عاد الزمن لفعلتها مرة أخرى إذا كان رد والدتك هو نفسه  "
زم شفتيه بغضب و قبض على يده بقوة " هل المطلوب أن نتقبل ذلك بصمت "
رد سالم بسخرية " لا بالطبع. بل أذهب و تورط في شجار و عرض نفسك للموت بينما والدتك تعيش دور المظلومة المخدوعة و تنسى أن زوجها كان في محنة و هى ببساطة تخلت عنه "
" أبي بالله عليك  أي زوجة تريدها أن تقبل أن يتزوج زوجها عليها "
قال هذا غاضبا. رد سالم ببرود " لم يكن هناك زواج حتى ادارت لي ظهرها  أنت لن تفهم هذا لن تفهم إلى أن تجد أحدهم مسؤول منك حياته مسؤولة منك و أنت بكل بساطة لا تستطيع أن تخذله بل لا يحق لك أن تخذله "
صمت ماهر بضيق  بماذا يريد أن  يقنعه  أن يتقبل زواجه على والدته  إن كل ما حدث في حياته  بسبب تلك  المرأة  قال سالم  بصبر " أسمع  ماهر كل ما أريده هو أن تعود للمنزل بجانب والدتك و شقيقتك  هذا ليس بالأمر الصعب ربما عودتك خففت من التوتر الدائر بيننا لا أريد منك مساعدة لتصلح بيننا و لكن فقط أريدك بجانبهم كما كنت من قبل فأنت سندهم و رجلهم من بعدي "
تنهد ماهر بحرارة " حسنا أبي فقط بضعة أيام لأرتب أموري و أعود "
ابتسم سالم براحة " لا بأس خذ وقتك الذي تريده "
جاءت صفاء قائلة " هيا ماهر لقد أعددت الطعام حبيبي "
قال سالم بعتاب " ماهر فقط من يأتي "
ردت صفاء بارتباك " لا بالطبع لم أقصد تفضل أنت أيضاً لنتناول الطعام جميعاً "
نهض سالم و أمسك براحة زوجته قائلاً بحرارة " هيا فقد اشتقت للطعام من يدك "
لوى ماهر شفتيه بسخرية و تحرك خلفهم و هو يفكر بالطبع والده لا يحتاج من يصلح بينهم فهو أهل لذلك.

الدينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن