الثاني & الدين & صابرين شعبان

1.7K 77 8
                                    

المشهد الثاني 

كان يجلس بجانبه بصمت منتظرا  أن يتحدث و لكنه فقط ظل صامتا  بملامح  بائسة سأله جسار بضيق " هل جلبنتي لتسمعني صمتك  "
التفت إليه  ثم عاد مرة أخرى  يشيح  بوجهه و هو ينظر للبعيد قائلاً  " عد لمنزلك  "
زم جسار شفتيه بضيق  " ماذا هناك  " سأل بحدة
عاد حاتم لينظر إليه  قائلاً  ببؤس " ضاعت أبرار و والدي لا يقبلان بي و شقيقتي لا أستطيع  الحديث معها و رؤيتها حتى لا يغضب والدي بعد تحذيرهم  لي أن لا أفعل خشية أن أتسبب لها في المشاكل معك  "
رد جسار بضيق  " لا تفعل..  لا تقلق أنا لن أفتعل مشكلة تعرف ذلك أكثر من غيرك  "
قال ببؤس " و ماذا عن كلام والدي.  هل تظن أني أفعل ذلك من أجلك  بل من أجلهم  ربما لان قلبهم علي "
تنهد جسار بحزن " أنا آسف "
قال حاتم بحزن " لا تتأسف ليس لك ذنب أنه تفكير أبي الجامد و خيبته في  هم من يحركانه أنا أعلم أنه سيأتي يوم و يسامحاني و لكني فقط عديم الصبر "
قال جسار بجدية " هل هناك ما أستطيع  فعله "
هز حاتم رأسه نافيا  " لا..  لا تشغل بالك أنا فقط أردت  البقاء مع أحد أعرفه  قليلا فقد سئمت الغرباء "
" تعالى للمنزل معي" قالها جسار بحزم 
رد حاتم رافضا  " لا..  سأكون  بخير هيا عد لبيتك  لا تقلق  علي "
استسلم  جسار ليعود للمنزل  و قبل أن يختفي قال حاتم هاتفا " جسار أنتظر "

*******※

عاد للمنزل  ليجد ثمراء تنتظره بلهفة " ماذا حدث هل إجازتك انتهت  هل ستعود للعمل الأن  "
احاطها بذراعيه قائلاً  " لا..  إجازتي كما هى لا تقلقي سأكون  معكِ لأسبوع  كامل  "
ضمته  بقوة و هى تقبله بحرارة ليتناسى كل شيء و كل شخص أخر غيرها  .. لتمر الإجازة كالعادة كلمح البصر إلا من ذهابه لمنزل والد زوجته  و الحديث معهم عن حاتم و رفضهم القاطع للخوض في ذلك لتكون خيبة حاتم شديدة و رفضهم المتكرر يمزق قلبه. لتلتقي نظراتهم بتفهم  و خيبة من كل منها لاضطرارهم لذلك.

************※
كان ينفث دخان سيجاره في سقف الغرفة  و هو مستلقي على ظهره   عاري الجسد إلا من سروال قصير..  و ذلك الواقف أمام النافذة يقول بهدوء و عيناه على تلك  الجالسة بجواره على الفراش بملابس نوم شفافة لا تخفي أكثر مما تظهر " تركته منذ دخل السجن و رفضت العودة إليه بعد خروجه و الأخرى لا يذهب إليها في منزلها منذ خرج و لا يعيش مع والديه في منزلهم  كالماضي  "
سأله المضجع و هو ينفث دخان سيجاره  مرة أخرى  " و زوجها  "
رد الأخر بهدوء  " سافر اليوم  صباحاً  "
قال مشيرا  إليه ليخرج  " حسنا أذهب الأن  "
بعد ذهابه سألته  المرأة بجانبه " ماذا ستفعل "
قال و ابتسامة خبيثة حاقدة ترتسم على شفتيه  " سأحرق  قلبه   أولاً   قبل أن أمثل بجثته "
رغم حبها له و لكنها تكره قسوة قلبه هذه و حقده الذي يغذيه منذ سنوات. لمست شعره برقة و قبلت عنقه بحرارة " لما لا تنسى فقط و تكمل حياتك و كأن شيء لم يكن "
دفعها عنه بقسوة " حقاً  و ماذا عما خسرته "
ردت بضيق " ربحتني أنا ألا يكفي "
رد ببرود " و لا عشرة مثلك تكفيني "
شعرت بالغضب من حديثه فتحركت لتبتعد عنه و هى تنهض من على الفراش أمسك بيدها سائلاً " إلى أين "
ردت بسخرية " لدي عمل أخر. هل تظن أنه ليس لدي غيرك في قائمتي لليوم  "
أمسك شعرها بعنف و هو يعيدها للفراش ينظر لوجهها بقسوة " أيتها الساقطة عندما أكون أنا موجود في حياة إحداهن لا أقبل بمشاركتها مع أحد حتى أفرغ منها وقتها تستطيع الذهاب للجحيم "
  كانت تريد أن تخبره أنها منذ عرفته لم يكن هناك أحد  غيره و لكنها لم تشأ أن تشبع غروره و هو من يتعمد إهانتها و التقليل من شأنها " سأعود لمنزلي " قالت هذا بتحدي رغم دموعها المتساقطة من قسوته. ابتسم ببرود و هو يزيح حمالة قميصها الشفاف " ليس الأن. عندما أريد أنا ذلك سأتركك تذهبين.و الأن  لم لا تريني ما يخفيه هذا الناري الذي ترتدينه و كانت عين عماد تكاد تخرج من محجريها و هى  تأكلك  "
التوت شفتيها باشمئزاز لاحظ نظرات الرجل إذن يا له من حقير عديم الرجوله لا تعرف لم هى معه للأن  " جيد أخبرتتني فهو زبون محتمل لي هذا يضمن لي أني لن أبقى دون عمل بعد أن تتركني "
أمسك بوجهها بأصابعه بقسوة حتى كاد يحطم فكها من شدة ضغطه  " عندما أتركك وقتها فقط فكري في غيري و إلا سأقتلك إذا علمت أنك نظرت مجرد نظرة لأخر "
كانت تريد أن تبصق في وجهه و تخبره ماذا يفعل بحديثه و لكنها أغلقت فمها بقوة و هى تغلق معه عيناها حتى لا تراه  و لو تستطيع لصمت أذنيها حتى لا تسمع صوته أيضاً. جمدت مشاعرها نافرة من لمسته بعد حديثه هذا فتصلب جسدها برفض مما جعله يغضب و يعاملها بعنف مضاعف دفعته بعنف عن جسدها ليسقط على الفراش بجانبها نظر إليها بسخرية اشعلت غضبها. زحفت لتعتلي جسده بعنف و هى تفرغ به كل غضبها المختزن منه لتسمع صوت تأوهاته المتألمة تثلج صدرها حتى همس بجنون " أمتعيني أكثر  قاسيتي "
صوت ضحكته الساخرة عندما توقفت تخبرها أنه كشف لعبتها لإيذائه و أنه لن يمررها دون أن يعلمها أنه يفهما جيداً. ضغطت على أسنانها ثم ألتوت شفتيها بابتسامة ماكرة وهى  تعود لتشبع جسده بقسوتها هذه المرة معاقبة ..

الدينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن