الأول & الدين & صابرين شعبان

2.6K 97 5
                                    



المشهد الأول  


خلف القضبان ينظر لوالديه و شقيقته بقهر وحزن يجلسون بعيون زائغة ينتظرون النطق بالحكم . أين كان عقله حين فعل ذلك. نظر أخر القاعة لينظر لتلك الفتاة بمرارة دموعها الهاطلة تعلمه أنه جرحها و لن يستطيع أن يشفي جرحها منه. يدعوا الله أن يكون في قلب القاضي رأفة تجاهه و يخفف عنه العقوبة العقوبة التي يعلم جيداً أنه لا يستحقها و لكنها نتيجة خطأه هو من البداية. لو لم يتهور. تحدث القاضي بصوته الرنان ليعلن عن مجموع الأحكام لكل من المذنبين معه في القفص الحديدي الذي يبدو كسجن أول لطريق لسجن أخر .. ينتظر دوره بقلب خافق ليأته ذلك كطعنة السكين و صوت البكاء من والدته و شقيقته يأتيه كطلقات الرصاص أغلق عيناه بألم و قدميه لا تستطيع حمله من هول الصدمة المتوقعة. ثلاث سنوات. ثلاث سنوات . طارت عيناه للماكثة في أخر القاعة ليجدها تهب واقفة و تعدو خارجة و هى تنفجر ببكاءا هيسترياً وقف والده أمامه و قال بكسرة " من اليوم لا شأن لك بعائلتنا. بعد فعلتك هذه لم تعد موجود في حياتنا لقد ظننت أنك برئ و لكن ما قاله القاضي يظهر عكس ذلك "

أمسك بيد زوجته ليبتعد دون أن ينظر إليه مرة أخرى.. وقفت شقيقته أمامه باكية " أخي لا تقلق لن أتركك أبداً "

احاطت ذراع قوية كتفها و التقت نظراتهم من فوق رأسها بصمت إيمائة خفية و ضغط على كتفها يحثها على الرحيل نظرت إليه بائسة بقهر و دموع حارقة قبل أن تبتعد و هى تلتفت إليه من وقت لأخر.. ليجد نفسه صف وحيداً قبل أن يسجن في زنزانته..


***********※

بعد عامين  


يجلس بجانبه بصمت و كعادته لا تلتقي عيناه به من شدة الخجل .. قال بنزق " كف عن ذلك للأن مازالت تخجل من النظر لوجهي "

التفت إليه بحزن " ربما كوني خجل بالفعل مما حدث "

ابتسم بهدوء " لا بأس لقد قضى الأمر "

سأله بلهفة " حقاً و لكن مازال هنـــــ"

قاطعه ضاحكا " محظوظ فقط "

تنهد براحة و تمتم حامدا " حمدا لله على ذلك "


***********※

بعد شهرين 

الدينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن