مبني زجاجي شاهق الأرتفاع، تنظر له تشعر بالدوار من أرتفاعه المغلف بالزجاج، عند دخولك لذاك المبنى تجد عالم آخر، عالم قائم على النشاط والتفاني بالعمل، تشعر أنه عالم داخلي يختلف تماماً عن ذاك العالم الخارجي حيث الملابس الرسمية الموحدة بين جميع الموظفين، الرجال بتلك البذات السوداء ورابطة العنق الرمادية والنساء بتلك الحله التي تشبه البذات تماماً جيب أسود قصير وقميص أبيض وشال رمادي، الجميع ملتزم، الجميع مستقيم، الجميع لا يرمش، فقط يعملون
تظنون أنني سأتحدث عن صاحب ومالك تلك الشرکه، يؤسفني أن أخيب ظنونكم، فليس مالكها من يشغل إنتباهي أو يترأس عرش بطوله قصتي بل هو اااا اممممم، ستعرفونه عما قريب
الآن نعود لذاك المبني الشاهق، في أحد الطوابق المرتفعه به تجد منذ خروجك من المصعد سکون رهيييب بعكس باقي طوابق الشرکه وكأنه يسكنه الأشباح أو مهجور، ربما هو مهجور
فتح باب النصعد ودلف الساعي يمسك تلك الصينية التي يقبع عليها فنجان القهوه وكوب الماء، يتحرك بسرعه وحذر في ذاك الدور المهجور، إذاً فهو ليس مهجوراً في نهاية المطاف
تحرك الساعي في ذاك الرواق الطويل ليصل أخيراً لنهايته بعد أن أنعطف أكثر من مره ليقف أمام باب زجاجي، يطرقه بخفه ويدلف ليجد أمامه شابه جميله تقبع خلف ذاك المكتب الفخم بزيها الموحد ذاته، تنتبه له لتومئ له وتشير ليتحرك هو خارجاً من المكتب وهي خلفه بعد أن جمعت بضعه أوراق في ملف وحملته معها، يتحرك الإثنان سريعاً في رواق آخر متوسط الطول ليقفوا أخيراً أمام باب خشبي ضخم، تطرقه الشابه وتفتح بعدها الباب الجرار من المنتصف بكلتا يديها
فتحت الباب ودلفت في ذاك المكتب المظلم الشاهق الوسع وكأنه منزل كبير، قامت بالإقتراب من ذاك المكتب الفخم وأنارت ضوء أبجوره صغيره على سطحه لتضئ المكتب الخشبي فقط، أشارت إلى الساعي بهدوء فأقترب وقام بوضع كوب القهوة والمياه بهدوء علي سطح المكتب وبتنظيم، أنتهى فأشارت له الشابه ليخرج ويغلق خلفه الباب، ظلت الشابه واقفه بهدوء وهي تضع كفيها أمامها فوق بعضهما بأحترام وقد وضعت الملف علي سطح المكتب، لحظات وسمعت صوت باب يفتح وخطوات تقترب منها لتعلم بأنه قد حضر
ظهر أمامها رجل ذو طول فارع وجسد معضل وفي قمه الوسامه ويضع منشفه علي رأسه يحركها على شعره ليجففه بهدوء، جلس على مقعده بإرهاق وهو يتنهد
الشابه بصوت رقيق وعملي:
نعیماً یا باشاالباشا بدون أن ينظر لها وبصوت خامل وفخم:
کم الساعه الآنالشابه بسرعه وهدوء:
التاسعة صباحاً يا باشايلقي بالمنشفه علي سطح المكتب لتمسكها الشابه وتقوم بإدخالها لإحدى الغرف والتي خرج منها الباشا والتي هي الحمام لتعود سریعاً تجاهه لتجده يقلب في الأوراق أمامه ويرتشف قهوته بهدوء