توقف التاكسي أمام المبني السكني ليخرج هو منه راكضاً ويدلف لداخل المجمع السكني وعقله يكاد ينفجر من القلق والتفكير، وصل لباب شقته ليجد شقيقته تجلس مستنده علي الحائط تنتظره لتقف سریعاً حالما تلمحه
هشام وهو يقوم بفتح باب الشقة:
هل حاولتي الإتصال بها مره أخرىسناء تقف بجواره بقلق:
نعم أخي ولكنها لا تجيب، لا أعلم أين يمكن أن تكون قد ذهبت وأختفتدلفا للشقه وتحرك سريعاً باحثاً بها شبراً شبراً عنها وهو يصرخ بأسمها لكن دون جدوى، لا يسمع سوى صوته هو الذي يكسر الهدوء القاتل الذي يغلف المكان، توجه لغرفة الجلوس حيث تقف أخته وأخرج هاتفه ووضعه علي أذنه منتظراً إجابه لكن دون جدوى، ظل يدق مره وإثنان وعشره دون أدنى إجابه، يظل يدق حتى يفصل تماماً، كاد أن يجن، كاد أن يفقد عقله وهو لا يعلم أین زوجته، حبيبته، إبنته
جفل الإثنان حين سمعا صوت باب الشقه يفتح وألتفتا إليه بأمل أن تكون هي ولكنهم صعقوا، توسعت أعينهم بصدمه وتصنموا في أماكنهم من هول ما رأوه، نعم كانت هي، كانت من ينتظرون، ولكن كانت حالتها يرثي لها، كان حجابها غير مرتب عليها وثيابها شبه ممزقه ووجهها أحمر كالماء ودموعها تسيل كنهر دافق وتحاول لملمة ثيابها وستر نفسها، وشهقاتها الشئ الوحيد المسموع منها، كانت كمن خرج للتو من معرکه، ويالها من معرکه
أفاق سريعاً من صدمته ليركض عليها ويحتضنها وهو يحاول تهدأتها بينما أخته كانت فقط تلطم على وجهها لما فهمته من مظهر زوجه أخيها ذاك، فمظهرها يحكي ما حدث معها
هشام بهمس مختنق:
أهدئي حبيبتي اششششش فقط أهدئيملك بأختناق وبكاء وهي تتشبث في ملابسه بقوه:
ذ ذبحني ت ترجيته ول ل لم يتوقف اااااااهأغمض هشام عينيه بألم لتهبط دمعه من عينيه تلتها شلال من الدموع بينما أنفجرت هي في البكاء دون توقف ليسقط الإثنان أرضاً وهما ما يزالا محتضنان بعضهما ويبكيان بحرقه وألم على مصيبتهما
-----------
مر يومان أختفي بهما يزيد عن تلك المنطقة السكنيه تماماً وأعتكف كلياً بداخل قصرهم ليس خوفاً وإنما يراقب بهدوء ما سوف يحدث وبرویه کي يتصرف حينها
أما الزوجان المنكوبان فقد توجها لمركز الشرطه لتقديم بلاغ إعتداء ومنها للطب الشرعي ليثبتا آثار الإعتداء وقد كانا على يقين كامل بأنهم سيأخذون حقهم من ذاك الحقير الذي إنتهك ما لیس له
أما عمار فقد كان في صراع مع نفسه، فلقد كان لكلمات يزيد أثر كبير في نفسه فقامت تسول له بأفكار قذره تجاه رنا ولم يستطع التحكم بأفكاره فقد غزته غزو كامل وأصبح صراعه كبير بين شهوته وعقله
----------
جالس في مكتبه علي مقعده خلف المكتب مرتخي عليه ومغمض عينيه ويفكر وتذهب به أفكاره وتعود به، لم يشعر حين دلفت للمكتب فقد كان في عالم آخر، عالم رسمه له أخيه وزينه له ليجعله لا يستطيع إبعاد عقله عن الولوج لهذا العالم، لم يشعر بنفسه حين بدأ جسده يتفاعل مع أفكاره وبدأت حراره رهيبه تسري بكامل جسده، نزع ربطة عنقه وفتح أول أزرار قميصه وهو يتنهد ويتنفس ببطئ وبقوه، كل ذاك بوجودها في غرفه مکتبه دون شعوره، حيث شعرت أنه مريض أو به شئ، أقتربت منه محاوله أفاقته علي حد فهمها، أمتدت يدها نحو كتفه لتحاول هزه وإفاقته ولكنها فوجئت به يمسك يدها بقوه ويسحبها لتسقط بين أحضانه وتصدر شهقه قويه منها من صدمتها