الفصل التاسع

1.4K 42 0
                                    

💕 💕 حديث الفراشات

واستطاع داروس بكفاءته المعتادة أن يتخذ الترتيبات اللازمة لنقل ملك بيت أمه الى بام . وأخذت بام المفتاح وبدأت مع توني في التردد على البيت لبحث كيفية طلائه ، وتجهيزه بالستائر، واعتزمت بام بعد أن تم شفاؤها تمامأ أن تسافر الى انكلترا لحزم وشحن أثاثها. وأصبح الأطفال نموذجأ للأدب والطاعة وحسن السلوك . ولم يبد أن ذلك أثر على حيويتهم كما كانت توني تعتقد. أما جورج تارسولي المصور الوسيم صديق داروس فقد عاد هو ايضأ الى ليندروس وطمأن بام على وظيفتها لديه واعدأ إياها بمرتب مغر جدأ جعلها تحملق دهشة . واعترفت بام عندما كانت تصطحب توني وداروس الى منزلها الجديد لرؤيته وتحديد احتياجاته قبل إقامتها:
" لقد تغير حظي في النهاية ، إنني لا أصدق ما يحدث حولي ."
وشعرت بام بالأمل يتجدد في نفسها وهي تحس أن جميع من حولها يتعاطفون معها، ويقدمون لها هدايا قيمة لمساعدتها على تجهيز بيتها. فقد كانت العادة كما قال زوج شقيقتها أن يقدم كل أفراد الأسرة هدايا لمن ينتقل إلى منزل جديد.
وكانت 0 توني ايضأ تشعر بالسعادة من أجل شقيقتها. لقد انتهت متاعبها بفضل سخاء داروس وكرمه ، وطريقته الحكيمة في معالجة الأمور، إنه شخص ممتاز حقأ، هكذا فكرت توني وهي تزهو وتفخر بزوجها.
ولكن برغم أنه كان عطوفأ مع كل شخص آخر_ إلا أن سلوكه نحوها ظل ، فاترأ على حاله . ورغم أنه لم يعد يحدث شجار بينهما0 إلا أن مظاهر العطف لا
تبدو من ناحيته . وفي جلسة هادئة في بيت بام قال داروس : " فلنأمل جميعأ أن يكون الدافع باعثأ على السرور كالحلم تمامأ. إنك يا بام سوف تشعرين بالراحة اكثر عندما يتم تجهيز كل حاجياتك . بعد أن يصبح البيت كما تحبين أن يكون ."
وقالت توني وهي تقدم له فنجانأ من القهوة .
"عندما يتم تنظيم الحديقة أيضأ."
" قمت بجولة في أنحائها... وأعتقد أنك لن تستطيعي انهاء هذه المهمة بمفردك . سوف أبعث اليك بستانيأ يعمل لدي مرة أو مرتين كل أسبوع."
" لا يا داروس ، يكفي مافعلته ، لا أريد أن تدفع لي أيضا أجرة البستاني وفي أي حال فسوف أستمتع بتنظيم الحديقة بنفسي ، لأنني لم أمتلك حديقة من قبل ."
" البستاني الذي لدينا لا يجد عملا كافيأ يشغ ل به وقته ."
ولعله لاحظ أنه مس كبرياءها فاستطرد قائلا.:
" في أي حال يتعين أولأ أن يتم تنظيم الحديقة على الوجه السليم . وسيكون من السهل بعد ذلك أن تتوليها بنفسك ."
وسادت فترة صمت وهم يحتسون القهوة في فناء البيت الخالي تمامأ. كذلك هدأ الهواء حولهم ولم يعد يسمع من حين الى آخر سوى صوت أوراق شجر الزيتون يداعبها نسيم خفيف أو صلصلة الأجراس المعلقة حول اعناق الأغنام التي ترعى على سفح التل . وخفت ضوء الشمس بالتدريج وحل الظلام على المنطقة . ونهض داروس واقفا وهو يقول .
" الان الوقت لنغلق الأبواب ونعود إلى بيتنا. وخرج الجميع الى الشارع تصافح وجوههم نسمات رقيقة من الهواء الرطب المعطر بروائح الزهور. وكان ضوء القمر يضفي على المكان كله غموض الشرق .
والتقطت بام أنفاسها وهي تقول: .
" اعشق الأمسيات والليالي هنا."
ردت توني قائلة :
«وأنا أيضأ، إنها دافئة ،وخيالية . والتفتت إلى زوجها الذي كان يتطلع إليها بنظرة كلها عطف وحنان . وفجأة وضع يده على كتفها. وأحست برعشة يده . ومضى الجميع تحت أوراق الأشجار الكثيفة التي حجبت ضوء القمر، وفي تلك اللحظة انحنى زوجها في مودة بالغة وطبع قبلة على وجهها.
وظلت توني لبضعة أيام تتذكر هذه القبلة . كانت في لحظة ما تعلق عليها أهمية كبيرة ، وفي لحظة أخرى تلوم نفسها لسخافتها. وكانت تحس أن هذه القبلة مختلفة لم تكن كقبلاته الأخرى التي تجعلها تحس أنها ليست أكثر من شيء يمتلكه .
ولكن ما لبث أن حدث ما يؤكد قلقها... فقد رأت بنفسها داروس مع
أوليفيا في مكان عام ، كانت مع شقيقتها بام في رودوس لشراء بعض الهدايا الصغيرة التي ستأخذها معها الى والديها وشقيقها. وكانت توني قد اشترت هداياها وتم تغليفها للسفر. قالت بام .
" أعتقد أن هذا كل مانريده ! "
قالتها بام وهي ترى الهدايا التي اشترتها يقوم بربطها بائع يوناني وأضافت :
" والدتي ستسعد بهذه الملابس "
وردت توني:
" نستطيع أن نتناول غداءنا هنا، ما رأيك في مقهى الميناء."
وعندما كانتا تجلسان معا في المقهى ترقبان المارة وتنتظران تقديم الطعأم لهما. همست بام في أذن توني بكلمات جعلتها ترفع رأسها فجأة وهي تقطب جبينها. واتجهت توني بنظرها إلى الناحية التي أشارت إليها بام . وفوجئت بزوجها وأوليفيا يدخلان المطعم الجديد الفاخر الذي كان يطل على أجمل منظر في الميناء.
والتفتت بام إلى شقيقتها التي كان وجهها يتفجر غضبا. وسألت : «هل هذه أوليفيا ؟ إنني لا أكاد أصدق . لا يمكن أن أصدق ذلك من زوجك " وتطلعت إلى داخل المطعم مرة أخرى وهي تقول :
" خروجهما معا لا يعني شيئا يا توني."

🦋الثأر 🦋🌿ان هامبسون 🌿روايات عبير القديمه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن