الفصل الثاني

1.2K 40 43
                                    

.. صباح اليوم التالى في أحدي المستشفيات تحديدا مكتب سالي ..

جالس ذاك الشاب ذو العشرون عام أمامها يرجع ظهره إلي خلف المقعد المخصص للفحص يهتف بحزن : دكتوره سالي انا عمري ما هتقبل فكرة الجواز دي ابدا مع احترامي لحضرتك بس كلهم خاينين وانا خايف لو حبيت و اتجوزت تخوني زي ما امي خانت ابويا مع انها كانت بتحبه .
_تنهدت بألم علي ذاك الولد تهتف بهدوء : مش كلهم خاينين يا ادهم صوابعك مش زي بعضها و مامتك مخانتش والدك زي ما انت فاكر والدك قال إنه طلقها وهي اتجوزت بعدها لكن انت رافض تصدق ده عشان عقلك عايز يثبتلك أنها خانته و أن كل الستات خاينين و ده طبعا مش صح ابدا.. انا كده خلصت جلسة انهاردة معاك اشوفك الاسبوع الجاي بأذن الله.. فاؤماء لها بهدوء بنعم يغادر الغرفة بدون كلام اخر .
زفرت بضيق علي ما تواجه من مشكلات في تلك المهنه الشاقة ولكن ما باليد حيله لذلك تابعت عملها حتي اخر مريض لديها .

***
.. في ڤيلا العمري ..

عاد من عمله مرهق من كثرة العمل و العبء الذي تركه له والده له وحده وهي تلك الشركات التي لها أفرع عدة ولابد من مباشرتها جميعها ، دلف وجد ملاكه الصغير جالسه أرضا تلعب بإحدى عرائسها ما أن رأها حتي تعالت دقات قلبه فرحا فمجرد رؤيتها فقط يخفف من آلامه ولكن ما يؤلمه حقا انها لم تتحدث إلي الآن بأي كلمه صغيرة أو غير مفهومة مثل باقي الاطفال ، جلس أرضا بجانبها يحملها من علي الارض يضعها على قدميه يهتف في اشتياق : واحشتينى يا ست البنات.. ثم قبل وجنتها المنتكزة الموردة مثل الازهار.. رمقته ببراءة تبتسم له في حب لوالدها فهي تتعلق به بشده ولم تجلس الا معه أو مع مربيتها المخصصة لها فهي تخشي الجميع حتي اللعب معهم .
_تنهد بتعب من صمتها الدائم المريب يهتف بحزن : نفسي اسمعك بتقوليلي بابا .
_رمقته بدموع ومن ثم شبت بجسدها الصغير تقبل وجنته ببراءة فرح كثيرا ولكن ما أن رأي دموعها حتي شهق بلهفه يهتف بلوعه : مالك يا حبيبتي.. داده سمية يا دااااده ؟!!!
_خرجت علي صراخه تعلم أنه ربما رأي صغيرته تبكي فهي اغلي شيء في دنياه حفظت معاملته معها عن ظهر قلب : ايوا يا زيدان اكيد لاقيت سيلا بتعيط كالعادة لما بسمع صوتك عالي صح .
_رمقها بعدم فهم يهتف بلهفه : اه بتعيط ليه ؟!
_رمقت تلك الصغيرة بحنان تهتف بحزن عليها : عشان جعانة وهي مش بتعرف تعبر عن الحاجة اللي عايزاها غير بالدموع .
_رمق ملاكه الصغير بحزن يهتف بلهفه : طيب يا حبيبتي تعالي انا هاكلك.. ثم حملها على يده يدلف المطبخ يحضر لها كل ما تحبه يضعه علي الطاولة المستديرة في المطبخ وجلس يطعمها بحنان يهتف بأسف : حقك عليا يا حبيبتي انا مفهمتش .
_سمية من خلفه : متخافش عليها يا زيدان دي طفله زي اي طفل ممكن يواجه اي حاجه بالعياط وبعدين دي مش اول مره .
_التف إليها يهتف بحزن : بخاف عليها اوي دي هي اللي بقيالي انا مليش غيرها في الدنيا انا عايش عشانها هي .
_ربتت علي كتفه بحزن تهتف بحزم : خلص اكل مع سيلا و لما تنام عايزة اتكلم معاك علي رواقه .
_اوماء لها بطاعة : حاضر يا داده .

حبيب الـروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن