الفصل الرابع

1K 39 41
                                    

بعد ما أنتهت المقابلة الأولى بينهم بوعدها هي و نفسها علي بذل أقصي جهد لفرحته هو و تلك الجميلة الصغيرة التي حبتها من أول وهله رأتها بها ، عادت لمنزلها علي غير العاده شارده لم تتحدث مع والدتها ككل يوم بل دلفت غرفتها بهدوء بدلت ملابسها و جلست على فراشها بشرود و صمت .

أما هو بعد أن أخذ صغيرته و غادر حتي وجدها سعيده فرحه علي غير عادتها في الصمت ، دلف بها إلي ڤيلته وجد سمية تنتظرهم ما أن رأتهم حتي هبت واقفه تهتف بلهفه : ها يا زيدان عملت ايه ؟!
_ابتسم باطمئنان يهتف بفرحه : اطمني يا داده سيلا هتخف بإذن الله ، هطلع اغير هدومي و انزل حالا اشرحلك ايه اللي حصل .

أمات بفهم فترك أبنته وصعد إلى غرفته يبدل ملابسه .

***
.. في منزل محفوظ ..

في غرفتها بعد أن بدلت ملابسها جلست علي فراشها تضم يديها لصدرها وتستند برأسها عليهم تتذكره كم كان حزين علي أبنته وما أن هتفت بتلك الكلمة "انشالله هتتكلم" حتي صاحت ملامحه بفرحه ، تذكرت ملاكه الصغيره وكم هي جميلة ببشرتها الثلجية البيضاء الصافية النقية و عينيها العسلية التي تشبه عيني أبيها و خصلاتها البنية الحريرية القصيرة و قصر قامتها و آه من تلك البسمة التي ابتسامتها ما أن أعطتها الحلوى و الألعاب ، تذكرت أبيها عندما كان يسرد تفاصيل عن والدتها و بحكم خبرتها لم تري في عينيه أي حب لها ، سألت نفسها لماذا ؟! لماذا هو ؟! لماذا جذبها إليه وهي من الرافضة لتلك العلاقة المسماة بالجواز ؟! لماذا ؟!

_تفتكري أنتي ليه ؟! هتفت بها والدتها عندما دلفت وجدتها شاردة كما هي من وقت ما أتت .
_أتنفضت بفزع من صوت والدتها المفاجئ تهتف بخوف : ليه ايه يا ماما ؟! فهي ظنت أنها فهمت شيء .
_جلست أمامها تهتف بشك : ليه سرحانه من ساعة ما جيتي ؟! و داخله ساكته ومش بتهزري معايا زي كل يوم ، ايه اللي حصل في الشغل انهاردة ؟!
_فركت يديها بتوتر تهتف بخفوت فيجب أن تقول لها عن أحساسها : ماما هو انا ممكن اقولك حاجه !!
_مسدت علي خصلات ابنتها تحتضن وجهها : قولي يا حبيبتي كل اللي عايزه تقوليه .
_هتفت بخوف بعد أن حمحت بتوتر : هو ممكن الواحد يحب من أول نظره ؟!
_أستشفت ما حدث وهتفت بجد : ليه لا ، ممكن طبعا .
_دق قلبها بعنف تهتف بخوف : ممكن ! ده مستحيل ابدا .
_ابتسمت بفرحه اخفتها سريعا تهتف بعدم فهم مزيف فهي فاهمه احساسها الآن : مستحيل ليه ؟!
_أدمعت عينيها تحتضن والدتها تهتف بشهقات حزينة تهتف بكلمات غير مرتبة : مكنتش عايزة أحب ، خايفه نتفرق زيهم ، أول مره أضعف قدام شخص .
_مسدت علي خصلاتها بحنان تهتف بحب : احكيلي براحه يا حبيبتي عشان افهمك و فهميني كلامك .
_خرجت من حضن والدتها تجفف دموعها تهتف بصوت متقطع : حح حاضرر.. في اخر اليوم انهاردة فيه شاب جه يكشف علي بنته عمرها سنتين ، اتكلمت معاه و لعبت مع بنته انا ذات نفسي اول مره اتعلق بطفل كده ، لما اتكلمت معاه هو حسيت اني منجاذبة اوي لي لما قولت أنه انتهت المقابلة و هنتقابل تاني وهو اخد البنت ومشي حسيت اني عايزة اعيط هو ليه مشي بسرعه ليه اعجبت بيه ؟!
_خيبت الأمل ظهرت علي ملامح والدتها ما أن قالت أبنته فإذا أنه متزوج لذلك هتفت بحزم : احساسك ناحيته غلط طلما عنده بنت يبقي متجوز مينفعش تحبي راجل متجوز يا سالي .
_أدمعت مره اخرى يبدو أنها لم تسرد لها الموضوع من كل الجوانب : مراته متوفية يا ماما .
_زفرت بإرتياح بعد تلك الجملة تهتف بإستفهام : بقالها قد ايه ؟!
_جففت دموعها تهتف بخفوت : قربت تكمل التلات سنين .
_تفاهمت ولكن أكملت بـ : و هو عنده كام سنه ؟!
_تذكرت انها طلبت من الممرضة ملف ابنته لتقرأ بعض من المعلومات و قرأت به ذلك : عنده 33 سنه و مهندس معماري صاحب شركات العمري للمقاولات .
_أمات بفهم تهتف بإستفهام : و اسمه ايه ؟!
_دق قلبها كالطبول عند ذكر إسمه : زيدان العمري .
_تابعت الاسئله لها : و ايه مشكلة بنته ؟!
_حزنت ما أن تذكرت حزنه علي صغيرته : مش بتتكلم من يوم ما اتولدت اللي هو نفس اليوم اللي اتوفت فيه والدتها ، أصلها ماتت و هي بتولد البنت .
_غامت سحابة حزن في عيني والدتها تهتف بحزن : حبيبتي ملحقتش تشبع من مامتها .
_أدمعت مره اخرى : شوفتي بقي أنه مستحيل الحب ده .
_أحتضنت أبنتها بحب تهتف بحنان : لا يا قلبي لا مش مستحيل ولا حاجه ، سيبي الايام تمشي بطبيعتها يا سالي متتسرعيش يا حبيبتي و إن كان بينكوا نصيب يبقي ربنا بعتك ليهم عشان تعوضيهم عن حنانها بس أنا مش عايزاكي تتعشمي يا حبيبتي يمكن بيحب مراته ومش هيفكر في غيرها ابدا ، اوعي تتعشمي يا سالي اوعي .
_بكت بحرقه في صدر والدتها تشعر بالخوف تهتف بطاعة : حح حاضرر يا ماما .
_مسدت علي خصلاتها بحنان : هو جلسة بنته أمتي تاني .
_جففت دموعها تهتف بخفوت : بكرا .
_مسكت يديها تهتف بابتسامة : اتعاملي معاه عادي و خلصي جلستك مع بنته بطبيعة شغلك كأنه مش موجود و ربنا هيحلها حسب ماهو عايز بقي .
_بلعت ريقها بتوتر : حاضر .
_ابتسمت بحنان تهتف بمرح : وبعدين ايه ده ؟! هما بدلوكي ولا ايه فين سالي بتاعتنا اللي كانت بتيجي تقولي انا جعانة من علي أول الشارع .
_ضحكت بخفوت تهتف بمرح : طب قومي يا سناء حضري الاكل عشان انا مأكلتش بقالي ساعه و ده في حد ذاته غلط عليا .
_قرصت وجنتها بمشاكسة تهتف بغيظ : بتاكلي كأننا مجوعينك بظبط رفيعه في نفسك كده ، نفسي اعرف الاكل ده بيروح فين ؟!
_هتفت بجدية مصطنعة تضع يديها علي معدتها : في التنك .
_تعالت ضحكات والدتها : في التنك ماشي يا لمضة قومي يالا الاكل جاهز بره علي السفره .
_ما أن قالت ذلك حتي قامت سريعا تهتف بلهفة : يا سوسو مش تقولي أنه كان هنا جنبي وانا اللي مش واخده بالي.. انا جياااالك يا حـبيبـييييي .
_انا قولت مخلفة طفله محدش صدق.. هتفت بها والدتها بضحك عندما خرجت بتلك الطريقة ومن ثم تابعت في نفسها : ربنا يسعدك يا سالي و يكتبكوا لبعض لو فعلا بتحبيه بجد .

حبيب الـروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن