الفصل الثامن

291 12 1
                                    

السعادة..
كان مفهوم بعيدًا كل البُعد عنها..
و لكن!  اليوم باتت تعيش وتنعم فيه!..
أصبح يُدللها و يعاملها كا لأميرات بعدما كانت تحيا في الظلام بدون حياة!..
إستيقظت صباحًا و هي بين زراعيه ظنت أنها كانت تحلم!
حلم جميل 
حلم لا تريد الإستيقاظ منه!..
هو كان معها طوال الليل و يعاملها برفق و حب، على عكس اول لقاءٍ لهم  هذا الشئ الذي كانت تظنه لن يحدث معها ابدًا
رفرفت ب أهدابها و أزاحت خصلاتها عن وجهها ف وجدته يلمس على بطنها..
و إنحنى ل يحدث طفليه بطنها الذي تكور  ل تنهض هي بدورها  و تريح ظهرها على الفراش، وهو مُكمل حديثه مع أطفاله بنبره خفيضة لم تستطيع تجميع ما يقوله لهما!..
ف تنحنحت:
بتقولهم إيه!
ابتسم لها ثم راح يقبلها من فمها، ثم ابتعد
كلام رجالة
إبتسمت:
طب إفرض كانوا بنات
ده ياريت و الله أنا بحب البنات اصلا، و هيكونوا بيغيروا منك عليّ
ثم إقترب و طبع قبلة أخرى  رقيقة على  قبلة منها يريد الكمال و لكن! طرقات خافته على باب الغرفة جعلتهما ينتفضا و هو يسب من على الباب..
و هي تشعر ب الخوف
و أقامت هي بدورها  تلملم ملابسها المُبعثرة في قلق، و خوف و هو مستندًا على الفراش يطالعها ب إيتسامه عابثة ويتحدث: ٠
أنتِ مراتي يابنتي محسساني إني ماشي معاكي.
لم يتلقى منها سوى نظرة نارية، و ألقت إليه قميصه القطني ٠
ذهبت لتفتح الباب و تحسه على إرتداء..!
أقام ب تلكؤ مغيظًا و يرتديه في هدوء!.. ٠
همت هي بفتح الباب ل تجد شقيقتها تقف عند باب تحمل بين يديها أربعة أثواب  باللون الازرق والأحمر و الذهبي والابيض ٠ ٠ ٠
و تقتحم الغرفة ل تجد زين جالسا على الفراش؛ ف تشعر بالخجل، و تهم بالخروج و لكنه يستوقفها يخبرها أنه سيخرج من الغرفة الأن يأخد ملابسه من الخزانه و يدلف إلى الحمام ينهي ملابسه به، و خرج من الغرفة
ل توسط أسيل بإ رياحيه على الفراش و تقوم ب فرش الأثواب أمامها و تجلس قرفساء ساقيها منطويه على بعضها، و تضع يديها أسفل زقنها في حيرة وتنطق و سط حيرتها:
مش عارفة ألبس إيه فيهم الأول محتارة!
إيه يابنتي ده كلوا  اربع فساتين لي الخطوبة بس، أمال في الفرح هتعملي كام فستان أتيليه بحاله يا أسيل  هتجننيني
و أكملت: ٠
بعدين ليه فستان أبيض
نظرت لها ببلاهه:
أنتِ معرفتيش ولا إيه
لا معرفتش
إياد قرر إن كتب كتابنا يبقى مع الخطوبة
قالتها بإبتسامة ترتسم على شفتيها، و فرحة تظهر على مقلتيها، لي تعود بذاكرتها لأمس عندما كانت جالسة معه في الحديقة تتفق معه على ما سيرتديه و ما س يحدث و ما هيه الأغاني الآتي س يرقصا عليها
تخطط لكل شئ ب دقة حتى لون رابطة العُنق خاصته!  قررت لونه، و أنهت حوارها ب أنها س تقوم بقص شعراتها ل ينفجر فيها و ينهرها ألا تفعل هذا؛ ف هو يعشق شعر المرأه الطويل و يكفي أنه تركها بلون شعرها الأحمر هذا
و لكنها أصرت على قصه لينهرها عن فعل ذلك
ل تخبره أن لا دخل له هذا شعرها تفعل به ما تشاء فا لا يخصه ذلك!
تغيظه و تعلم تذكرت شيئًا
صحيح ياإياد مين البنت المسلوعه اللي كنت جاي بيها الحفله دي
و احدة أنتِ عارفه خطيبك معجبينه كتير
نظرت له بغيظ و ضربته ب قبضتها في كتفه لي يتأوه ب إصطناع ثم يقترب منها لينال السكره من بين شفاها
و قبل التتمة يجدها تلكمه. في أمعائه
أنتَ إستحليت الموضوع و لا إيه لما أبقى مراتك يا بابا  أنت غير كده متلمسنيش
تأوه هذه المره حقيقة و تمتم:
و حيات أبوكي مصطفى لا هكتب الكتاب بكره
و جرها من يديها، و دخل إلى الصالون ل يقف أمام عمه وجده و الباقية ليخبرهم :
أ نا ها كتب الكتاب  بكره يا عمي
ثم نظر ل عمه:
بعد أذنك يا عمي يعني طبعا 
هو أنتَ خليت فيها عمي
لي يضحك الجميع من تصرفه الأهوج و يخبره الجد:
مستعجل على إيه بس يا إياد تتخطبم فترة و بعدها تتجوزوا السرعة مش حلوة
يا جدي هو أنا لسه ها تعرف عليها يعني ما هي قاعدة قدامي بقالها 22 سنة حافظين بعض وافق يا جدي بقى
التفت اليها الجد  و سألها
أنتِ موافقة
لي يبتسم الجد و يومئ با لموافقه ف هو أهم ما لديه أن يرى أحفاده سعداء..
على خيرة الله يا ولاد
أخبرت شقيتقها أن هذا حدث، و عندما صعدت غرفتها هي و زوجها، و أنهما لم ينزلا حتى ل لعشاء،  و سألتها بخبث ماذا كانا يفعلا ل تحمر و جنة الأخرى من الخجل و تلكزها في كتفها..
الراوي سعيد ب أبطاله يرى السعادة تشع من عيونهم هذه الحبكات و كتب عليها العيش في سلام، و ليس ل تعيش في وهن الحياة!
و لكن هل للرواي رأي آخر! أم ستُصبح الحياة وردية هكذا
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
حياتهما أصبحت روتين!
إستيقاظ..
و إفطار تُعده... ٠
و ينطلقا معًا إلى العمل حيث هو جعلها تعمل ب قسم الشئون القانونية ب شركتهم!
هذا س يجعل امه تنجلط ٠ ٠
تسبقه ب ساعه أو ساعتين ل لإهتمام ب المنزل، و شئونه.. ٠
بعد مهاترات كثيرة أقنعها بأن تأتي سيدة مرة كل أسبوع تساعدها، و افقت على مضض و كانت تساعد المرأه في العمل
ثم يأتي يجدها تعد له أشهى المأكولات
و كانت تعد الأسماك أكثر من مرتين با لأسبوع
حيث هي تعشقه 
أصبح يتحدث مثلها و يقول أشهر كلمات الأسكندرية بسبب كثرة ترديدها لهم  ٠
يتناولا الغداء، و يذهب هو ل يجلس ب مكتبه،  أما هي ف تعد الحلوى الشهية تاره تفشل و تاره أخرى تنجح و هو لا حول له و لا قوة يأكل دون أن ينبس ب بنت شفة! ٠ ٠
وي نتهي اليوم ب خلود كلاً منهما إلى النوم في غرفه منفصلة ٠ ٠
و هكذه هي حياتهما معا!
روتين.. ٠
و روتين.. ٠
و لكنه ليس رتينًا مملاً، لا! كلا ليس ممل
هو إعتاد هذه الحياة إعتادها حد التخمة
و هي أيضًا! ٠
يماطل في أخذ حقها من عمها قدر الإمكان على الرغم من أنه يستطيع ب يومٍ و ليله أن يأخذهم،  و لكنه يؤجل حتى لا تبتعد عنه؛ فا آخذ حقِها يعني أنها ستبتعد عنه!
و ها قد مر ثلاثة أشهر زوجهما زواج مع إيقاف التنفيذ و لكنه يعجبه يهديه الإستقرار و الأمان..
قطعًا لم تستسلم الأم في بخ سُمها بين حين لآخر له و لها حتى أنه قلل الزيارات حتى لا يسمع ما ستقوله أمه.
و هما الآن ب العين السخنة ل خطبه أبناء عمومته.
إختار لها الثوب الذي سترتديه و يحمد الله ف هي قد أحضرت جامب سوت من خامة الجينز ، و تُصر على إرتدائه حتى جاءت كلمة حماتها المصون  بالأمس
أكيد يا أمل معرفتيش تنقي حاجة حلوه ليكي بنت بتاع السمك هتفهم في البراندات إزاي
و الله ياحماتي بنت بتاع السمك أنضف من ناس كتير يا ما ناس بتلبس براندات و هما في الأساس زبالة، بكلمك با أمانه يعني
فا أمل كما يلقبها عمرالدكتور سحبها من لسانها
لم تنتظر من يدافع عنها ف هي لديها لسان ف تدافع عن نفسها بمفردها لن تنتظر من يأتي بحقها.
و بالأمس كان من الضروري أن يناما معًا في غرفة و احدة و لي الحظ العثر كان لا يوجد سوى فراش واحد بالغرفة!  دون أريكة أو أي شئ..
بطريقة مهذبة منه أخبرها أن تنام على الفراش وهو سا يفترش الأرضية..
و قرب الفجر إستيقظت و جدته يتقلب على الأرضيه الغير مريحة لي جسده فا نادته و أخيرته أن يصعد لي ينام فوق الفراش رفض أولا، لكن بعد إلحاح منها و أنها أخبرته انها لن تترك الفراش أذعن لي أمرها
ذٌهل هو، عندما وجدها ترتدي الحجاب حتى و هى نائمه :
يا أمل شيلي الحجاب مفيش حد غريب هتتخنقي و أنتِ نايمة
و قبل أن تعترض بتر هو كل إعتراض، و قام بفك الحجاب، وأبعده عن خصلاتها لي يتحرر شلال من العسل على ظهرها بطوله لا ينكر إعجابه الشديد به، و بنعومته الاخاذه
و كاد أن يفلت زمام الأمور، و لكنه أنقذ نفسه و أعطاها ظهره لي يخبرها:
تصبحي على خير
و ضعت هي الوساده بينهم إبتسم بسخريه كأن الوساده ستحميها منه
و أنتَ من أهله
و نامت بجانبه، و لأول مره تنام قريرة العين بدون كوابيس عمها و زوجته. و لا أي شئ فا كان هو الزائر الوحيد  با احلمها!.
يا له من حلم جميل!
تُرى هل يتحقق في الواقع!..
سنرى
٠. ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠. ٠٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
عروس..!
اليوم هي عروس!..
و لمن!..
لي إياد..
و قع الجملة عليها أطرب أذنيها، وجعل ضربات قلبها في إزدياد لا تعرف سببه!
هل هي خجلة!
أصبحت عروس و تخجل الآن!
بالرغم من أن اليوم لن يتخطى سوى عقد قران فقط!  و لكنها تشعر بشئ ما يُرهبها، و هي التي لم تخاف قط..
أنهت خبيرة التجميل لي لتو من وضع ال لمسات الأخيرة على و جهها حيث أول ثوب سترتديه هو ثوب أحمر ناري سا يتناقض مع لون شعرها
ثوب قصير على التُراز الخمسيني  بنصف أكمام بفتحة صدر مُربعة.
ينسدل على جسدها فى نعومة و يتسع من عند الخصر ليصل إلى ما قبل الرُكبه بي قليل.
و شعرها مُنسدل على كتفيها في تسريحة خمسينية و وضعت عليه قبعة با الدنتيل خمسينية هيئتها كلها خمسينية الأصل، هكذا قررت أنه يكون ثوب خطبتها، و من ثم ستبدله بعدها با الأثواب الأخرى
أما عن أحمر الشفاة، كان من نفس لون الثوب؛ لي يعطيها هيئة نارية خالصة . ٠
صعد أبيها لي يجدها قد إنتهت لي لتو من زينتها؛ ليقف منبهرًا ب مظهرها، و الدموع تتلألأ من عينياه الزرقاوتان .
فاصغيرته باتت عروس، و قليلٌ من الأيام و سيتركها
عصفورته سا تهجُر عشه، و تطير! ٠
أقترب منها مقبلاً جبهتها ل تحتضنه و تتمتم قرب قلبه : ٠
لو عيطت يا مصطفى هعيط! ٠
ل يضحك من قلبه هذه البلوة على حد قوله لم تناديه ب  بابا؛ إلا عندما تحتاج الأموال غير ذلك ف هو مصطفى ٠
لا متعيطيش مش هنعرف نسكتك مفيش عسلية هنا
منذ إن كانت صغيرة عندما تبكي لم تصمت إلا عندما يأتي لها با العسلية! ٠
هي صغيرته ومدللته و لن يقوى على فراقها و إذا كان فراق إخوتها صعب ف هي فراقها أضعاف مضعفة! يخرجها من أحضانه. ٠
و الله أنتِ خسارة في إياد ده
ل تضحك و ترتمي في حضنه مره أخرى ثم تنهى هذا العناق أمها ل تخبرهم بأخرهم و أن العريس ينتظر.
فُتح الباب و نزلا درجات السُلَّم و كان إياد الذي كان و اقفًا على أحر من الجمر و أخيه يهدئه؛ فا إن عمه لن يختطفها منه مثلا.
و أخيرًا نزلت بعدما كان يغلي، طلت عليه بهيئتها المُهلكة التى ود أن يختطفها إلى مكانٍ فارغ لا يوجد فيه سواهما
أما أخيه راحت نظراته على التي تهبط خلف العروس بثوبها الأسود القاتم و نظراتها الخاوية، الذابلة.
يبدو عليها أنها لم تنم منذ الأمس تقريبًا
توجه إياد صوب عمه، و بعدما قبله إقترب منها و قبل جبهتها و رثغها و نظر لها نظرة شملتها من رأسها لأخمص قدميها بنظرة عابثة ل تمتم بقرب أذنيها بعبثه المعتاد: ٠
شكلى هقلبها دُخلة اليلة
هرس كعبها قدمه لتمتم: ٠
دُخله يابيئه
ليبتسم: ٠
خلاص نغيرها!،  Our marriage
يا إياد اتلم
و يبتسم؛ و يأخذها من يديها للمكان المخصص لهما وتبدأ حفلة الخُطبة؛ و يبدأ الرقص
ثم يلبسها محبسها في بنصرها ل تظل تتأمله للحظات
و يرقصا معًا رقصة العروسين ثم يأ مره بتبديل الثوب لترتدي الأبيض، فقد آتى المأذون ليعقد قرانهم.
هي من بدلته..
و هي من غيرت كل مايفكر به ..
هي.. هي فقط معشوقته و محبوبته أجمل مالديه.
لحظات، و طلت عليه بهيئتها البيضاء التي جعلتها كا ملاك بجناحين يحتاجهم ليطير.
و تم عقد القران.
زوجتك موكلتي
قبلت زواجها
لي ينهي كلمته، و يقفز من محله و يأخذها في أحضانه لا يرغب في خروجها منه، باتت زوجته با النهاية و رغم أنفها هي شخصيًا!.
مسكين هذا الإياد لا يدري أنها من سعت لكل هذا.
و ها قد آتت ختطها ب ثمارها، و بات حبيبها العابث زوجها! 
قالتها لأختها ذات يوم و أقرتها ل نفسها
هتجوزه
هبقى حرم إياد عمران و هتشوفي
و ها قد نفذت ما تريده..
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
خانها.!
و خذلها!
من عشقت، و من أحبت، و من وثقت!
أصبح يبتذها با لصور لا علم لها بها، ولا أساس لها من الصحة!
هو الشخص الذي عشقت!
هو من سلمته مقاليد قلبها!
و هو نفسه من خذلها!
حطمها!..
جعلها مقهورة!..
حزينة!..
و هو ايضًا  نفسه من خذلها!..
و هو من ضيعها!..
بقى على حاله منذ البارحة يرسل لها صور؛ منها من كانت في جهازها المحمول، وأخرى لا تعلم عنها شئ، و لا أساس لها من الصحة، و لم تتوقع أن هناك أُناس تتصور بهذه الطريقة الفجة بأ لاساس يُهددها با أنه سا يخبر جدها وسا يرسل له كل هذه الصور!
اللعنه!..
و جدها لن يتحمل هذا أبدًا حتما سا يصاب با الجلطة..

و صمت لم يجيب على رسائلها و لا إتصالتها حتى اليوم
قضت ليلتها في بكاء وعويل لا تعرف بأي مصيبة و ضُعت!
و أي قذر عاشرت!
لم يحدثها سوى في مساء اليوم التالي في منتصف العرس ليخبرها بما يريد:
أنت عاوز مني إيه! 
ها عوز منك إيه يا حلوة! فلوس طبعًا
لا يهم وإن كان سا يمسح كل هذا القرف بعدما يأخذ الأموال فا ما المانع
كام!
مليون جنية
و نهاية المحادثه فقدان وعي
٠٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠

بمذاق التوت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن