الفصل الخامس

411 12 1
                                    


-الحب غنوة.. مقطوعة موسيقية نسير على ألحانها..
نذوب في كلماتها المعسولة..
الحب قوة.. إن لم تكن قويًا بما فيه الكفاية؛ فعليك أن تودع حبك..
الحب قدر.. نصيبٌ يمكن أن يكرمك أو يمقتك
أنتَ وحظك هنا
هل حبك سيرفعك أم سينزلك في الحضيض ؟
************
الحب كلمة ممطوطة تعني الكثير من المعاني..
الحب لا يتمحور في حب امرأة لرجل أو العكس..
يمكننا القول أن
الحب يكمن في كل شيء حولنا؛
حب الأهل، الأصدقاء، حبك لهاتفك المحمول، حبك لمقتنياتك الخاصة، وحبك لملابس معينة في خزانتك..
والعجيب أن البشر لا يعترفون بأن هذا حُبًا؛ هو فقط اعتياد.
أما عنهما لا يعتبران الحب سوى حب الأهل والوطن فقط والباقي مجرد مهاترات..
هما العبث ذاته، رجلان لا يعلمان عن النساء سوى ما بين افخذتهن..
واحدٌ منهما يكره العمل معهن، يقر ويعترف أن للنساء مهمة واحده فقط؛ وهي مُتعة الرجُل
هُو..
رجُل الغاب الأول ربما، يريد النساء ملكًا له وقتما يشاء ولا عزاء للمرأة ولكرامتها!
أما الآخر يعشق العمل معهن؛ النساء بالنسبة له كالملابس يبدل فيها كل يوم على الأقل طقمين أو ثلاثة..
ولكن كلاهما في هذه الفترة لا يعرفان ما بهما..
أحدهما يُحاصر ابنة العم في كل مكان، وفي كل موقع من مواقع الانترنت.
كلما تحظره من أحدهم ينتقل للآخر وهكذا..
يبحث عن قُبلة.. قبلة فقط !
لا يعلم لما يريد قبلة منها هي بالخصوص، ولكنه يريدها.
تُضيق عليه الحصار وتبتعد..
وها هو الأسبوع الثالث الذي تَغيبه عنه مُختفية عند ابنة خالتها، ولكنه سيذهب لها وسيُقبلها ويروي ظمأُه وإن نال بعدها مئة صفعة لا يهم..
أما الآخر لا يعلم سبب ذهابه إلى الإسكندرية؛ ولكنه يريد رؤيتها وحسب..
يريدها أن تحكي له عن ماضيها، حاضرها وما تخطط له لمستقبلها أيضًا..
ولكن منذ متى عمر عُمران يُهمه أمر أحد؟
لا يعلم لما لا يُريد لمحادثتهما أن تنتهي، ولا يريد أن يعلم..
هو يَـروقه الأمر، وهي مغامرة جديدة يُريد خوضها؛ فما المانع!
في تمام الساعة التاسعة كانت تخطو سيارته بوابات الأسكندرية العملاقة ورائحة اليود تداعب أنفهما
بعد ما يقرب من ساعة وأكثر قرابة العاشرة والنصف كان يصف سيارته بجانب البيت،
ولكن صوت أنثوي يعرفه حق المعرفة يصدُح من بعيد، وكأنها تتشاجر مع شخصٍ ما..
حرك رأسه بيأس هل هذه أنثى بحق الله! أم تغيرت أعضائها التناسُلية بأخر لحظة؟
هي تتشاجر مع شخصٍ يشبه لاعبي الملاكمة، هُو وابن عمه لن يقدرا عليه، وسيخرجا من تلك المشاجرة على نقالة إن عاشا بالأساس..
ولكن الرجوله تُحتم عليهما أن يلحقا بها ويتشاجرا بالنيابة عنها إن ماتا؛ فسيموتان بشرف على الأقل..
اقتربا منها.. لا تنكر أنها إندهشت لبعض الوقت، ولكن تداركت الموقف سريعًا..
اقتربا من الشخص وجداه مُسجى على الأرض فأكملا عليه ليجدا رجال تأتيهما من كل حدبٍ وصوب، وتلقيا الضربات من جميع الإتجاهات، وانقلب الوضع عليهما، وهما يردان الضربات بالمثل..
وكما يقال أن "الكثرة تغلب الشجاعة"..
ظلا يتلقيان الضربات واحدة تلو الأخرى، حتى جاء شيخًا كبيرًا
أغرق الشيب شعراته بيضاء لا يشوبه سواد، متوسط القامه
ولكن يبدو كبيرهم وكلمته مسموعة بالمنطقة..
زعق بهم ليبتعدوا عن الشابان
وتوعد للعامل الذي ضايق الفتاة؛ فهو منذ وفاة أبويها وهُو يتولى حمايتها..
ابتعدوا فور سماع كلماته، واقتربت هي منهما توبخهما وتُعنفهما على تدخلهما بالمشاجرة؛ فهي كانت ستنهي المشاجرة بنفسها ولا تريد مساعدة من أحد.
زمجر عمر بتأوه بادٍ عليه ونهرها؛ كيف لها أن تتشاجر وتضرب ذلك الوحش بمفردها وللغرابة هو كان يهابها!
حاولت إسنادهما ليقفا فساعدها بعض الشباب الذين لم يتدخلوا بالمشاجرة..
كانت الأثار الجانبيه لتلك المشاجرة ليست بكبيرة، بعض الكدمات في وجههما مع قليل من الكدمات في معدتهما، ولكن لا بأس؛ فهما أحياء..
انتهت مهمة الإسناد وأجلسوهما على كرسيان من المقهي القريب؛ ليستريحا.
اقتربت من عمر تتحسس كدمات وجهه:
-أحيه.. دول بهدلوك خالص!
وأكملت بنبره شبه ناهرة:
-لكن تستاهلو أصلا.. إيه اللي دخلكم في الخناقة أساساً؟!
-عايزاني أشوفك بتتخانقي وأقعد أتفرج لحد ما الهانم تخلص بلطجه!
كانت تلك جمله عمر؛ فهي استفزته هي تريده يتركها تتشاجر ويجلس يشاهد مثلاً!
-دي عاركة عادية يعني.. يعني كنت هسيبه يعاكس فيا وأقعد ساكته مثلاً أنتَ التاني؟!
استشاط غاضبًا:
-يعني إيه بيعاكسك هو راح فين!
كاد أن يتحرك قبل أن توقفه هازئة:
-أقعد أقعد أنتَ مش قادر تصلب طولك هتروح تتعاركلي يا راجل قول كلام غير ده
ضحك إياد من جملتها تلك فأمسك بذراع ابن عمه ليجلسه بجانبه:
-اقعد يا عمر هي معاها حق
تذكرت الآن أنها لم تسألهما لم جاءا؛ فاستطردت بالحديث:
-أنتوا جيتو ليه أصلاً
-جاين نشوف مغامرات الهانم
كان هذا عمر، أما إياد فقال:
-جاين عشان ناخد علقة..
ضحكت بقهقهة، فاستشاط عمر غضبًا ما هذه الضحكة الأنوثية؟ ود أن يخرسها لا يريد أن يسمع ضحكتها أحد غيره..
من يسمع ضحكاتها لا يظن أن تلك الفتاة كانت تتشاجر منذ قليل وتضرب شخصًا بالحذاء!
وتتحدث وسط ضحكاتها:
-لا بجد جايين ليه!
تلعثما في الإجابه لا يعرفا ماذا يقولا لها فاستطرد عمر سريعًا:
-جاي أشوف تميمة أصلها وحشتني أوي..
يقولها وهو ينظر إلى بحر العسل في عيناها
ارتبكت بدورها فنظراته أربكتها تحدثت بتلعثم:
-آه..آه اتفضلوا نورتونا
اصطحبتهما ليصعدا وقبل أن يصلا إلى البناية انهمر المطر...

بمذاق التوت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن