(الفصل الثاني)

631 18 5
                                    


في قانون الغاب..
يبدو أن النقاء لا وجود له.. هذه الحياة لا يصلح فيها الطيبة على اية حال ولا النقاء إذا كنت نقيًا فحتما ستُهان، و هي نقيةٌ تمتلك من الطيبة أرزلها في مجتمعٍ يدهس الطيبون و الأنقياء، تصارع في نومها ذئابًا يحاوطونها من جميع الاتجاهات، و تحاول أن تفترس كل إنشٍ بها..
تركض.. و تركض.. و تركض! تحاول الفرار من الذئاب التي تلحق بها، و لكنهم يهاجمونها من جميع الاتجاهات.
المكان مظلم لا ترى به سوى أعيُن الذئاب.. ظلت تركض حتى رأت شخصًا ما من بعيد، و عندما ركضت نحوه إذا به يتحول إلى ذئبٍ آخر فتحاول الفرار و لكن بعد فوات الأوان؛ فها هو ينقض عليها! حاولت الصراخ أو الفرار.. ظلت ترفسه بقدميها علّه يبتعد عنها، و لكن دون جدوى..
دوى صوت صراخها في القصر بأكمله، و انتفض كل من فيه و هرعوا إليها، كادت امها أن تتعثر فأسندها ابنها.
وصلوا إليها و وجدوها كأنها كانت تصارع وحشًا، حاولوا إفاقتها فانتفضت فزعة! ناولتها والدتها كوبًا من الماء، و شربته بظمأ واضح عليها، اقترب منها شقيقها و يربت على ظهرها علّها تهدأ من روعها، و هي ترتعش بين احضانه هشه هي كورقة شجر في الخريف لم تقوى على تحمل التغير في الطقس فسقطت تعلن عن نهايتها،  أما من بعيد فعيون العاشق تتأملها بحب، حب يحاوطها و يحاول يخبرها أنه هنا لماذا تخاف هي، تخبرها بمدى حبها و أنها تعشق كل مابها هي لها ومنها ولا عليها أن تخاف، يتمني لو أنه يتحكم في عقلها كان لم يُريها هذا الكابوس كان سيمسح كل ذكرى تكرها من داخلها، هي اضعف فتيات أل عمران و اصغرهن لذلك تحظى بدلال من الجميع يتمنى لو يأخذها بين أحضانه؛ ليطمئن زرقة عيناها الخائفة.
هذة الزرقة التى تُميته و تجعله يذوب فيها وفس جمالها
وجد شعرها ملتصقًا بجبهتها من أثر التعرق.. يريد أن يذهب و يزيله الآن و يخطتفها داخل احضانه و يهدئها و لكن هل كل مايريده الإنسان يفعله، تخيل نفسه في مكان وهي فقط بجانبه بين أحضانه يحميها من كل وحوش العالم داخل أحضانه، سجعل من أحضانه سدًا لحمايتها هي فقط.. أفاق من شروده على صوت أمها تسألها بحنو:
مالك يانور عيني!
ك..ك كابوس
اختلج فكها بكلمةٍ تقطعت حروفها، و سرت الرعشة في أوصالها.
ظلت والدتها تربت على ظهرها حتى هدأت أخيرًا و نامت.
شكر ربه في سره أن تلك الجميلة أخيرًا ذهبت في النوم و الآن سينام مطمئنًا
خرجت والدتها برفقة ابنها و الجميع، و لكنها لم تجد ابنها الآخر عمر فسألت شقيقه:
هو عمر فين؟
قبل أن يجيب كانت والدة شهاب السيدة ماجدة ترد بتهكم:
سهران هو و إياد كالعادة..
---------
يبدو أن الحياه تدعس عليها..
و تضن عليها بالفرح..
و هل ستشعر بالسعادة في يومٍ من الأيام أم ستعيش هكذا في قهر وعذاب وهي تراه امامها وهي معه وبأحضانه
كيف ستتحمل كل هذا العذاب لا أدري.
أن تراه يراقصها في عرسهم وتقترن الأخرى بإسمه
وأن تلد له طفلًا طلاما تمنت أن تكون هي والدته هي لا غيرها
سيكون ابنه و لكن من غيرها
كل احلامها اُلقيت بعرض الحائط..

بمذاق التوت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن