04

253 25 18
                                    

****************

دخلت الى المنزل بعد غياب يوم كامل ارسرعت الى تلك الغرفة الموجودة في آخر الرواق ، اشعلت الانوار ونظرت الى تلك الممددة في فراشها ، اقتربت منها بخطى متثاقلة جلست امامها وامسكت بيدها مبتسمة

" اوما اشتقت لك ، هل اشتقتي لي ايضا ؟"

فتحت الاخرى عيناها بعد ان كانت نائمة وابتسمت لاخرى فتضع رأسها على صدرها وتتابع قائلة

" هل اطعمتك مينا كما وصيتها ؟ اعلم انها ستفعل ، حسنا اليوم تعرفت على صديقات جدد ، انهن لطيفات ، وضعهن كوضعي تماما ، ربما ليس تماما ، ربما أنا الاسوء بينهن ، او ان احداهن آسوء منا ، لست اعلم المهم اننا نفهم على بعضنا بالرغم من أننا لم نلتقي سوى اليوم ، قد يكن هن سبب سعادتي من بعدك يا امي الغالية ، ربما ارسلهم الرب لي كي يؤنسونني في هذه الاشهر لاكمل دراستي وأتخرج ، لانه علم انني كرهت وتعبت فعلا من وحدتي بين هؤلاء الاستغلاليين ، كنت سأفشل يا امي ، انا حقا فكرت في الانسحاب فكرت في التخلي عن حلمي ،التخلي عن انتقامي لك من اللذي اوصلك لهذه الحالة ، ولكن الهي لم يرضى لي ذلك فأرسلهن لي ليكن سندي ، انني شاكرة له جدا "

رفعت رأسها عنها ومسحت دموعها التي تمردت الى خدها وهي تتذكر كيف وصلت امها الى تلك الحالة وتتوعد بالانتقام الذي كان السبب ، ابتسمت واكملت

" اعلم انك لا تريدرن مني التورط معهم كونك قلقة علي ، ولكنني لن ارتاح طالما هم يلهون بممتلكاتنا التي استولو عليها ، لن ادعهم يعيشون على حساب دم والدي وعلى حساب عجزك وعلى حساب يتمي ووحدتي ، سأسلب منهم كل ما سلبوه منا سأجعلهم يذوقون من نفس الكأس "

فتحت امها فمها المعاق محاولتا التكلم ولكنها لم تستطع ارادت قول شيء  قد يخفف عن عن ابنتها القليل ولكنها لم تستطع ، حاولت وحاولت ولا شيء لم تصدر اي صوة  ، لم يحدث شيء سوى دموعها المغلوبة على أمرها تدفقت الى خدها لتبكي بصمت كونها ترى ابنتها بهذه الحالة وتحمل كل هذا الالم والحقد في قلبها ولا يسعها فعل اي شيء لاجلها ، لا يسعها سوى البكاء بصمت ، كما تفعل الان ،

مسحت لها دموعها بسرعة قائلة مهدية اياها

" اوما حبيبتي لا تبكين غاليتي لا تبكين ، انا اسفة سأتوقف عن ذكر الانتقام امامك اسفة عزيزتي سامحينني فقط لا تبكي حبيبتي "

جففت دموع امها وقامت بخدمتها من تنظيف وتبديل الحفاظات لها وأطعمتها ما طبخته لها ثم جعلتها تنام لتخرج هي الى العمل ..

(ليسا)

[ دائما اقول أنني لن اذكر الانتقام امام امي ولاكنني اضعف عندما اراها بتلك الحالة فقط ممدة على الفراش لا تقوى على فعل اي شيء سوى الرؤية والتحسر ، احيانا تبتسم ، احيانا فقط ، هذا يؤلم داخلي يدمرني يجعل من حقدي ينمو أكثر فأكثر ، يشدد من رغبتي فالانتقام لها ، من الذي كان السبب في حالتها هذه ، من الذين جعلوني أتيتم ، من الذين قتلو والدي واستولو على املاكنا ،  من شردني ورمى بي فالميتم ، اجل رمو بي في الميتم وامي بالمستشفى ، جيد انني تمكنت من الهروب ، واخرجت امي لاحضرها الى هنا ، هذا المكان صدقة من شيخ كبير عملت عنده عندما هربت هو الذي ساعدني على اخراج امي وتكفل بنا وسجلني في احدى المدارس وحرص على تعليمي فأردت ان ارد اليه خيره بتفوقي هذا ما يمكنني تقديمه له فقط تفوقي ، وهاقد تم استدعائي الى هذه الثانوية بسبب ذلك التفوق ، رفضت بالبداية ولكنه اصر علي ، واعطاني مفتاح هذا المنزل ، وارسلني الى هنا برفقت امي ، لم يتمكن من الحضور معنا لان اولاده منعوه من ذلك كون صحته هو الاخر ليست جيدة فكما ذكرت هو شيخ كبير ، انا ممتنة اليه وبشدة ، بعد تخرجي سأعود برفقت امي الى الريف حيث يمكث ، بعدها انطلق في انتقامي ، البحث عن من دمرني ودمرى عائلتي ......

ليتها كحلميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن