الفصل الثامن و الأخير

14.3K 458 102
                                    

أقترب منها بقلق و هتف بلهفة :- شربتي من العصير دة ها شربتي انطقي ..

هزت رأسها بنفي و خوف وهي لا تعلم ما الأمر وما السبب خلف اندفاعه بهذا الشكل و فاجئها حينما احتضنها بتملك وهو يتنهد براحة متمتما بالحمد لله أنها بخير .

شعرت وكأنها ستنصهر كالمعدن من شدة خجلها ومن وضعيتها تلك بين ذراعيه فحاولت الفكاك منه إلا أن قبضتيه كانت من حديد .

هتفت رحمة بتعجب :- زياد في ايه لكل دة ؟!

ابتعد عنها أخيراً وهو يردف بغضب مكبوت :- العصير فيه حبوب هلوسة ..

نظروا له بصدمة مما هتف به فهتفت هي بتلعثم :- أاااا.....كيف دة يعني ؟ حبوب هلوسة ايه دي !

أردف بغضب دفين :- دي حبوب نهلة حطتها في العصير ليكي مخصوص عشان .....عشان يعني تصدر منك تصرفات مش كويسة نهائي وتبقي مسخرة قدام الموجودين بس الحمد لله لحقنا الوضع و سيطرنا عليه دلوقتي الحرس متحفظ عليها لحد ما نشوف هنعمل ايه .

أردفت رحمة :- زياد أنا مش فاهمة أي حاجة !

أردف بصلابة :- اصبري يا رحمة وهتعرفي كل حاجة اهم حاجة دلوقتي سلامة سماء خليكي معاها وأنا رايح لبابا دلوقتي ..

قال ذلك ثم توجه لوالده وهتف بغضب مكتوم :- قولي هتعمل ايه يا بابا ؟ اتصرف استحالة نتفق معاهم بعد اللي حصل .

هتف عمر بروية :- زياد أنا هتصرف بس الناس تمشي علشان نمشي الموضوع ودي .

كور قبضته بغضب شديد وهو يود لو يفتك بها ويتخلص منها ألن تكف أبداً عن أذيته أي ذنب اقترفه ليبليه الله بها .. زفر بضيق مستغفراً ربه ومن ثم ابتعد قليلاً عنهم فتوجه إياد له قائلاً بهدوء حذر :-
بس تخلص الحفلة وتمشي الناس وبعدها هنجبلها حقها لحد عندها .

أردف بغضب مكتوم :- تخيل لو مش حاطين كاميرات مراقبة ومعينين واحد يراقب كان حصلها ايه ؟ أنا مش عارف البني آدمة دي معمولة من إيه ! حوشتني منها ليه ها ما كنت سبتني قتلتها .

أردف بغيظ :- نعم ! اسيبك تضيع علشان واحدة زي دي انت بتستهبل صح ؟! زياد أهدى بس علشان الصحافة ما تاخدش بالها روح لمراتك و طمنها وأنا هتصرف ..

أومأ له بخفوت ومن ثم تركه وتوجه للداخل مجدداً فوجدها تختبئ بين ذراعي شقيقها وإلى جوارها عمها وابن عمها اللذان كانا كالبركان غضبا من تلك الفعلة المشينة التي كانت على وشك الحدوث فعندما يتعلق الأمر بالعرض فليذهب أي شئ عندهم إلى الجحيم فهم تغاضوا عن مسألة الأرض بسبب دهاء عامر الذي أخبرهم بأنهم بإمكانهم أن يزرعوا الأرض و يستنفعون بها حالياً فهو بغير حاجة لها الآن .
جز زياد على فكه بقوة حتى كاد أن يهشمه ما إن رآها تحتمي بين ذراعي شقيقها فهو يشعر بنيران تحرقه ما إن يراها بجوار أخيها على ذلك النحو . نهر نفسه بما تهذي أيها الأبله أليس ذلك بشقيقها وليس بغريب عنها !
هز رأسه بيأس من حالته تلك التي ما كان يتوقع ولو في أحلامه أن يحدث هذا أن يرتجف قلبه بين ضلوعه يعلن تمرده عليه بعد أن ظل طيلة تلك السنوات محبوس في قفص من حديد مكبل بأصفاد لا يمكن اختراقها ولكن تم اختراقها بسهولة حيث أذابت تلك السلاسل والجدران التي من الصعب المرور من خلالها ولكنها مرت و لم تكتفي بذلك فقط بل احتلت جدران قلبه الخاصة و تربعت على عرشها ، و كللت نفسها ملكة على عرش مملكة قلبه . منذ أن رأى ذلك المحيط وقد غرق فيه حد الثمالة ولا يريد أن ينتشله أحد من هناك بل يريد أن يظل غارقا هكذا إلى أن يلقى الله ..

و سطا العشق ( نوفيلا تكميلية ل " عشق لم يسطو بعد ")حيث تعيش القصص. اكتشف الآن