"خايف أفقد شعُوري لاشعورياً" ...

359 11 0
                                    

لأول مرة بعد غياب سلطان لخمسة سنين قرر يزور السعودية،
طبعاً مو بإرادته! إلا بإصرار أهله.. لا أخفيكم شعوري وقتها كان ملخبط كثيراً ومتناقض أكثر، ما بين الفرح واللاشعور، وكأن أبو نوره لما قال "خايف أفقد شعوري لا شعوريًا" يوصف موقفي وشعوري هاللحظة

انعزمنا في بيت جيراننا إحتفالاً بسلطان اللي رجع لهم بعلامات دراسية على قولة أبوه "تسوّد الوجه" و أمه اللي لزَّمت تسوي الحفلة..
المهم رجع بالسلامة والمهم نجح خلاص ماتهم أي درجة!
كانت عزيمة زي أي عزيمة إنتهت بشكل عادي، لكن الساعة ١١ كان الجميع موجود ماعدا "سلطان" منعزل في غرفته منذ قدومه،
تكررت زياراتنا لهم وهو كما هو "سلطان المنعزل" أصبح انطوائياً!
ليس "سلطاني" الذي أعرفه المرح خفيف الظل، بل عكس ذلك تماماً
على حديث أخواته عنه "سلطان من يوم رجَّعه أبوي غصب من أمريكا وهو متغير جذرياً صاير نفسية ولا يبي يطلع أو يتكلم و أبوي ماقصّر دايماً يحبطه ويقارنه بين أخواني وبين العيال وشهاداتهم ووظايفهم ويقول له أنت حتى كتاب ماتفتحه ولا تقراه"


"هو صحيح إحنا التقينا؟ هو صحيح إنتَ قبالي؟"

الليلة تاريخ "٢٠١٥/١٢/٧" سوّا أبوي عشاء وعزم جيراننا والأقارب، برضو إنتهى العشاء ورجع كلن لبيته، قبل ساعات طلعت للحوش قاصدة مكان قريب لقلبي لكن الـ غير متوقع ولا محسوب في الحسبان!! عند خروجي شفته معطيني ظهره وهو ماسك يد أمه وساند ذراعه الثانية فوق أكتافها يمشيها معه لخارج بيتنا وقدامه خواته وأبوي، لمحت طرف وجهه ولكن سُرعان ما وجَّه أنظاره لباب الشارع وأنا لم أتحرك ظليت واقفة تتبع عيوني خطواته لحد ماأختفى!!

"الله يعين الروح كم هي تمنّى
شوف الحبايب ساعة بعد حرمان
والله حسيب اللي بلطفه هدّنا
وقت تغيَّر وأبدل الوصل هجران
أقفى ربيع الحُب وأدَّهَر وطنّا
وشوك الثرَى دسناه في درب الأحزان"

"محَد يدري | حُب طيُّ النسيان"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن