"شفتك ولا حطيت عيني بعينك.. خايف عيونك لا تنادي عيوني"

286 10 0
                                    

ظليت واقفة بنفس المكان وماأدري كم مر علي من الوقت بهذا الجمود!! حركت يدي لتحت عيوني أمسح دمعة ماحسيت فيها، وخطوة تتبعها خطوة لقدام لين وصلت، وهاأنا جالسة في المكان المعهود للقاءات طفولتنا وأكثر مكان أحببناه "زاوية نهاية الحوش" تحت الشجرة الكبيرة بأغصانها المتفرعة اللي كانت بهذاك الوقت مجرد غصن صغير بينه وبينه الأرض بعض السنتيمترات فقط، والآن هاهي الأغصان تمتد حتى الثلاث أمتار تقريباً تحضن أعشاش الطيور كما عهدناها.. ليش هالليلة أحس بحنين غريب؟؟ أغمضتُ عينيَّ أتذكر تفاصيل ذاك الراحل.. ياالله كم تغيَّر!!
حقاً أصبح شاباً لم يعُد ذاك السُلطان الصغير رفيق الروح وشريك أفكاري، ولكن حقاً أصبح غريباً، أصبح طويلاً جداً وكأنه شخصٌ آخر..
ليس سلطان النحيل الهادئ الذي غادر السعودية قبل خمس سنين!
غادر سُلطاني إلى المطار ولم يعُد.. شبح إبتسامة إرتسم على شفاهي وأنا اُخبر قلبي أنني رأيته قبل قليل!! لا اُصدق..

"أنا لمحتك بس كان الزحام قاسي
بيني وبينك ناس ودموعي وأنفاسي
حاولت أقرب منك وكان السلام يكفي
مديت كفي لك ومحد مسك كفي"

"محَد يدري | حُب طيُّ النسيان"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن