chapter 4:ذكريات مشوهة

227 71 1
                                    

مقارنة بالوضع السابق، فقد كان من الصعب عليها حقا نسيانها للذكريات.

في ذلك اليوم، من تلك السنة، وسط الضباب الكثيف، وومضات الماضي. التقت بكادريس لأول مرة.

كان شابا يافعا في أوج بلوغه. يحمل سمات أمريكية أنيقة مع جسد نحيل، صلب وخصل شعر متدرجة ما بين الأصفر الفاتح والسنبلي مع عيون خضراء وفك حاد.

دون أن تدرك، توقفت أقدامها الصغيرة، والمنقادة من قبل الأيدي البيضاء عن الاهتزاز.

كان شعورها بالجنون وسط صرخاتها السابقة أثناء المقاومة، كسمفونية حرب.

النحيب المكتوم، الصادر من خلف الباب، قد كان مؤذيا.

لكن الابتسامة الودود التي ألقاها نحو تلك الطفلة ذات الست سنوات، قد جعلها تنظر نحوه بنظرة فارغة، وعقل مشوش.

تلقائيا، بعد ذلك. هو أمر بإخلاء المكان، ثم تقدم نحوها بهدوء، وفك حصارها.

أثناء مراقبتها له بصمت، هي استنشقت عطره المهدئ لفترة، ليتباطأ توترها.

عندما وطأة أقدامها الصغيرة الأرضية الباردة من جديد، تألقت رموشها باضطراب.

«لا بأس. أنا هنا، لإخراجك» همس، بصوت رخيم حلو، أثناء محاولته الاقتراب منها.

عندما حاوط وجنتيها الشاحبة بين كفيه، في ذلك الوقت، اضطرب تنفسها قليلا.

كان صعبا عليها حقا تحمل الأمر.

«هششـ.. أنتِ بخير. تنفسي» هو كرر همسه لها مرارا، كتهويدة نوم مهدئة، وسط حضنه.

كان الدفئ الصادر منه غريبا وغير مألوف.

فجأة، ارتعشت أهدابها، كما تمسكت أطرافها به سريعا، كرد فعل، عندما استقام عن الأرضية، يحملها.

«ستأتين معي؟» قال، يسأل. لتنظر نحوه بعدم فهم.

«نحن سنذهب معا بعيدا عن هنا، لن يؤذيك أحد» كرر، بابتسامة معطاء، مطمئنا.

أمالت رأسها بتردد مبطن، ليضيف.

«فقط.. كوني مطيعة، ولن يصيبهما شيء. لقد تكفلت بالأمر»

مباشرة بعد ذلك، تألقت رموشها بإشراق، كجرو، وأومأت بصمت.

⚛ ⚛ ⚛ ⚛ ⚛

خطوة بعد خطوة، هو اقتادها نحو الخارج.

الغرفة البيضاء، إطار السرير الصلب، شقيقتيها؛ الوجوه الشبه مألوفة، التقنيات الحديثة، المختبر، رجال الأمن، الدراسة، وآخرون غيرهم.

﴿قيد التعديل﴾  Aghapy -الحب غير المشروط- حيث تعيش القصص. اكتشف الآن